محمود الجاف
قال تَعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ابراهيم .
بحثتُ عن كلماتٍ اواسيكم بها عَلّها تُخففُ عنكُم بعضَ الألم . لكني لم اجد ما يصفُ هول ما جرى ويجري لنا وفينا بعد ان مات راعينا وصمَت القلم . وهربت مني الحروف حُزنا وحياءا . لاحقتها دموع وانين الغيارى والاحرار في العراق . بل والامة والعالم ...
مؤلمٌ ان تشعر بالعجز وانت القوي . وتشعر بالضعف ولديك حُكام وملوك يُطلقون على انفسهم ( قادة ) ولو كان بينهم صادق لمنحنا البنادق . وسيرى ما الذي يجري ومن اين تأتي البيارق . لكنهم عملاء مشتركون في اللعبة . مؤلمٌ ان نجوع ونعرى ونموت ونحن اهل الخير واولاد الرجال الذين اتعبت بطولاتهم التاريخ واذاقوا المجوس طعم الهزيمة . مؤلمٌ ان يذلك اولاد السبايا ورجالكم الاسود الان تكبلهم القيود خلف جدران سجن الحوت . والاسلاك الشائكة حاصرت الحشود وفرقت الجنود . والا لكانوا جعلوا ارضكم بحيرة من دمائهم . لقد كتب الله على ارضنا ان تكون روضة الشهداء وقبلة البطولة . لكُم تحيات أشنونا وآشور وبابل والمثنى وكُل الشُهداء الذين سالت دماءهُم على تراب هذا الوطن .
لا تَحزَنوا على تَجمُع أحزاب هذا الزَمان عَلينا . في الغار ورَسولُ الله صَلَ الله عَليهِ وَسَلَم يَنظُر إلى أقدامِ المُشرِكين قالَ ( لا تَحزَن إنَ اللهَ مَعَنا ) وَكانَ مُطارَداً وَبشرَ سُراقَة بِأنَهُ سَيَلبَس سِوارَي كِسرى . كانَ إذا أصابَهُ غَم لَجأ إلى الصَلاة يَشكو إلى رَبَهُ وَيُناجيهِ فَهُوَ يَهوي إلى رُكن شَديد . فَيا مَن وَقَعتَ في شِدَة إرفَع يَدَيكَ إلى السَماء وَادعو وَالله يَعصِمُكَ مِنَ الناس .
أليسَ اللهُ بِكاف عَبدَه ؟
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك وقادر عليه أينما لجأ فمعاذ المظلومين بك وتوكّل المقهورين عليك . اللهم إنا نستغيث بك بعدما خذلنا كل مغيث واستصرخناك بعد ان قعد عنا كل نصير وطرقنا بابك بعد ان أغلقت في وجوهنا الأبواب . اللهم إنك تعلم ما حلّ بنا قبل أن نشكو إليك فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا . اللهم أنت الناصر والمعين أهلك الظالمين بالظالمين . اللهم سلط عليهم عذابك يا جبار السموات والأرض . إنا نشكو إليك وحدك وانت القادر وحسبنا انت ونعم الوكيل ...
( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
0 تعليقات