ماما زمنها جاية

مشاهدات



عماد علو


إن المفارقة المؤسفة التي لابد أن يتوقف لديها كل مراقب لما يجري في الشارع العراقي من حالة التذمر والاحتجاج لدرجة الغليان ، هو تناقض الخطاب الحكومي في الحديث عن (الديمقراطية) و(الحرية) والحاجة إلى (فرض النظام) و(الاستقرار) ، على الرغم من النقص الواضح في الأفكار والبرامج والخطط ، حول الأدوات المناسبة أو الأساليب الجديدة والعملية من اجل المضي قدماً من اجل الوصول بالحالة العراقية إلى الأهداف التي تروم الإدارة الحكومية الحالية (كما تدعي) الوصول إليها ! فبعد سنوات من الشعارات والوعود والتخصيصات المالية الضخمة لم يلمس المواطن العراقي أي تحسن أو تطور جدي واضح في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الأمريكي، والفساد الإداري والمالي المستشري في أجهزة الدولة ، عوضا عن تردي واضح ومستمر في الخدمات رغم الادعاءات الزائفة بتخصيص مبالغ ضخمة لإعادة الإعمار أو لمساعدة الشعب العراقي ! في وقت تصاعدت فيه ظاهرة البطالة وانعدام فرص العمل للآلاف من الخريجين الذين تضخهم الجامعات والمعاهد العراقية كل سنة بالإضافة إلى الارتفاع الحاد بمستوى المعيشة ، و تردي الأوضاع الأمنية وتزايد الشعور بعدم الأمان والاستقرار والخوف من المستقبل ! كل ذلك كان لابد وان يؤدي إلى التوتر والاحتقان المتصاعد على الصعيد الشعبي نتيجة للحالة المزرية التي وصل إليها المواطن العادي الأمر الذي يمكننا من القول أن القوى والاحزاب السياسية المشتركة بالعملية السياسية وما أطلق عليه بحكومة (الشراكة الوطنية)، تتحمل قسطاكبيرامن الحالة التي أدت إلى غليان الشارع العراقي اليوم خصوصاوهي تتعامل مع الشعب بالتسويف والمماطلة والدوران في حلقة مغلقة ، على طريقة أغنية الفنان المصري الراحل محمد فوزي (ماما زمنها جاية) لتصبير الطفل ومنعه من الصراخ والبكاء بتأميله والهائه بان (ماما زمنها جاية وجايبه لعب وحاجات ) .. وهي نفس الطريقة اليوم التي يخاطب بها السياسيون العراقيون المواطن العراقي (ماما زمنه جاية وجايبه ..كهرباء .. وفرص عمل .. وبطاقة تموينية .. وخدماتماما زمنها جاية )…!

إرسال تعليق

0 تعليقات