صديقي سني

مشاهدات



حسين الذكر


قطعا وبحمد الله – طوال حياتي لم اسال احده قابلته او صادقته او صادفته عن مذهبه او دينه … او أي قبيل اخر مما يستخدم لتمزيق الامة ودس السم بالعسل وتوظفيه مدى ما أرادوا تشغيله للتفرقة .. مع ان الانسان لا يخلوا من مرجعية محترمة اين كانت معتقداته .. لكن حدس ما ومنذ طفولتي حتى حصلت على شهادة عليا بالتاريخ فهمت المعنى الحقيقي الشعارات مرفوعة ( كفرق تسد … والمجال الحيوي .. والمصالح القومية .. والهيمنة والاحتلال والغزو الثقافي … وغير ذلك الكثير من الأسلحة التاريخية التي ستبقى ناخرة لجسد الامة محطمة ارادتها ، معطلة ادواتها الواعية من اجل السيطرة الأبدية عليها ونهب خيراتها ).

جارنا من الاسر المعروفة بالبساطة والمسالمة والتعاون المجتمعي لم تغيره الظروف ولم يقع بفخ المتغيرات اذ لم يتطرف ولم يتحرك له طرف مما يستحق السؤال ومحاسبة الله له .. ظل يعيش مع اهله واخوته على قدر الحال .. وقد استوقفني بعد تغيرات 2003 طالبا مساعدتي ، فقال : ( كنت موظفا فني في وزارة التصنيع وقد ترك العمل قبل الاحتلال لشحت الراتب وضعف الحال .. الان احاول العودة لوظيفتي لكني فشلت ) . فقلت له : ( لست مسؤولا ولا اعرف عنونا كبيرا يمكن ان يساعدني فضلا عن يساعدك ).. نسينا الموضوع وبقينا على علاقة تحية وسؤال رياضي ، اذ هو واخوته من الأسير المحبة للرياضة يتابعون المنتخبات ويناقشون أحيانا في محل البقالة مصدر رزقهم الوحيد منذ عقود .. وقد سالني بعد خمسة عشر سنة عن ذات الموضوع وإمكانية مساعدته .. فقلت له ? يا اخي .. يعز علي حد الخجل .. عدم قدرتي على مساعدتكفمثلك من الإنسانية والمواطنة الصالحة يستحق ذلك .. لكن الرؤوس الكبيرة في اوطاننا .. لا يساعدون الا حزبيا او اقربائيا .. قضي الامر الذي فيه تستفتيان ). اتصل احد أصدقائي من سكنة منطقة حسبت سنية بعد ان تم تقسيم الوطن قوميا ومذهبيا .. مع اني لم اساله يوما ولم يسالني عن ذلك اطلاقا .. الا انه وبحكم مشاهدته لي في البرامج الرياضية وكتابتي بالصحف تصور بالإمكان مساعدته فقال : ( لدي بنت خريجة جامعة بتخصص ودرجة عالية وقد تزوجت في بعقوبةمنذ سنوات أحاول تعيينها حتى مللتفهل بالإمكان مساعدتي .. ).. ما ان سمعته حنى اعتصر ضميري وسال دمعي محمرا مستبطنا شدة الاسى فقلت : (يا سيدي امثالنا ممن ننظر للوطن بعين المواطنة والسلوك التربوي عصيا علينا إيجاد مكانا لنا في عراق قسم طائفيا ووزع محاصصاتيا .. ثق لدي ثلاث بنات خريجات جامعة لم انجح بتعيين واحدة منهن برغم عملي بالصحافة والاعلام وما يفتح ذلك من علاقات واسعة .. لكني ساتصل بزملائي الرياضيين في محافظة ديالى العزيزة لعلهم يجدون لنا مخرجا ..فعلاقة الرياضيين ليس كالسياسيين .. والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق) .. لم اكمل كتابة عمودي هذا حتى اتصل بي الدكتور صباح رضا من تركيا التي يتشافى فيها من مرض الم به .. مستفسرا عن مساعدة ابنته التي تخرجت منذ عشر سنوات بماجستير علوم حاسبات محاولا إيجاد تعين ما .. فقلت : (انا لله وانا اليه راجعون .. دكتور صباح رضا باسمه ورمزه وعلميته وخدمته للوطن اكثر من خمسين عام .. وبنته لم يتم تعيينها .. فكيف بقية الناس الفقراء والبسطاء الذين ليس لهم الا الله) .

إرسال تعليق

0 تعليقات