علي السوداني
سأفتتح المكتوب بتأكيد رؤيتي العتيقة للحل الرافديني الآمن الأمين وهو قيام دولة كردية مستقلة وهي اليوم قائمة تماماً مشروطية أن لا يتم فيها بلع ربع أرض العراق كما يرى ويتمنى ويؤمن حيث خريطة الدولة الكردية المعلقة برأسه الطمّاع ستشمل كلَّ شمال العراق وكلَّ كركوك وأجزاء كبيرة جداً من مدن الموصل وصلاح الدين وديالى والكوت حتى استراحة جبال حمرين على باب ميسان الجنوب !!
وفقاً لما يراه الكرد عموماً فإن دولتهم وحلمهم المشروع هو دولة مستقلة اسمها كردستان الكبرى وتشمل كردستانات ايران وتركيا والعراق وأضيفت اليها الآن أجزاء من سوريا سموها كردستان الغربية وهذه ستلتحم مستقبلاً مع كردستان العراقية التي سموها وفق مناشيرهم وخرائطهم كردستان الجنوبية وفي تلك الحال القريبة سيفز العراقيون التنابلة النيام المنشغلون الآن بحروب وكراهية طائفية وعرقية مريضة عمياء غبية ليجدوا أن جارتهم التي تحدهم من الشمال هي دولة كردستان وليست تركيا أردوغان !!
في الزمن المنظور سيدفع العراق المريض وأخته سورية العليلة ثمن هذا الفصل حيث تركيا وايران تتعاملان مع كردستان العراق تعامل دولة لدولة في التجارة والسياسة والنفط وحتى التمثيل الدكلوماسي وفق لهجة شامي كابور وتوفيق الدقن !!
يتحدث المسعوديون والذين معهم عن عمليات تعريب وهي قليلة ومنفوخة ومكتظة بالمبالغات والمغالطات المؤقتة لكن الآخرين لم يتحدثوا عن عمليات تكريد قوية ومستمرة وضخمة بدأت منذ سقوط بلاد ما بين القهرين العظيمين تحت سطوة البسطال الأمريكي الهمجي .
آلاف مؤلفة من المدنيين والعسكريين والمقاتلين الأكراد من تركيا وإيران حطوا فوق أرض العراق من السليمانية واربيل وقنديل حتى سنجار والموصل وكركوك حيث يتم التعامل معهم كمواطنين ينتمون الى رعية دولة كردستان الكبرى المنتظرة ولكم في حزب العمال الكردي التركي والإيراني ومن يتبعهم في الحلم والصح والوهم حجة ومثال قائم يكاد يصيح !!
أما المواطن الكردي الذي يعمل بوظيفة رئيس ما تبقى من أرض وأهل العراق فهو وكل الوزراء والمناصب الكردية في حكومة بغداد العليلة يعيشون معمعة وازدواجية وفصاماً مضحكاً ومفضوحاً فإن واجه أحدهم مسألة وطنية كبرى فإنه سينقسم الى قسمين غير عادلين بين كرديته الراسخة وبين أوشال عراقيته التالفة وفي نهاية الصفنة والتمحيص والتحميص السريع سينحاز بقوة صوب كردستانيته غير القابلة للتفريط الآن وغداً !!
شوفوا هذا الجزء من الفلم الهوليودي الركيك :
قبل نحو شهر سقطت على أرض خلاء بأربيل العاصمة ستة صواريخ فاشوشية لم تترك ضرراً حتى على الأرض التي انزرعت فيها . بعدها بأسبوع بصمت المحمية الخضراء ببغداد على اتفاق سنجار المريب . العراب هوشيار زيباري رمى مسؤولية القصفة الصغيرة هذه برأس ميليشيات الحشد الشعبي . نفى الحشد وقام بتحريك عناصره صوب منطقة الكرادة وأحرقوا فيها مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلم كردستان وربما كانت صورة مسعود مسجلة أيضاً بدفتر الخسائر والتعويضات .
انقلبت الدنيا خارجها وداخلها على هذا الحدث الجلل وتبارى كتاب مرتزقة من حاوية الزبل العربي الذين يأكلون ويشربون ويوصوصون بفنادق أربيلو في الاستنكار واللطم والبكاء على ( اللَحمة ) الوطنية ونسوا كم مرة حرق وديس فيها علم العراق في كردستان الممنوعة على سلطة بغداد وكم مرة تم رفع اسرائيل اللقيطة نكاية وتشفياً وحباً طبعاً !! أيها الأصدقاء الأكراد خذوا دولتكم لكن حدودها سيرسمها المؤرخون والبلدانيون والخرائطيون والحفارون والمنقبّون واللغويون المسماريون الآشوريون والسومريون والبابليون والعالمون العارفون بتاريخ بلاد الرافدين القديمة العريقة الثابتة النابتة عندها سيكون ميزان العدل قائماً على الحق والعلم والبرهان وليس التزوير وانتهاز الفرص ونفخ المظلوميات وتصنيع الهولوكوستات !!
0 تعليقات