العمل الطوعي..لترميم القيم

مشاهدات



د.فاتح عبدالسلام


فكرة العمل الطوعي نبيلة،اذا كانت حرة وغير مسيسة، ويمكن ان تأخذ بها الدولة العراقية وتنميها من أجل المساعدة في ملفات عمل كثيرة لم تستطع الوزارات والمؤسسات انجازها لحجج نقص الاموال أو لانعدام روح المبادرة والاضافة والتطوير.

لنبدأ بفكرة، بسيطة، في معظم محافظات البلاد مدارس ابتدائية لا تتوافر على مرافق صحية، أو ليس فيها عدد كاف من الرحلات المدرسية أو معظم النوافد مكسورة صيفاً وشتاءً. طبعاً لا أحد من ذوي المقاعد الحكومية العالية معني بالامر لأنَّ أولادهم بمدارس خاصة أو يعيشون في الخارج، ولأنّ وزارة التربية لم يقف أمامها ذات يوم المديرون العامون للتربية في المحافظات وتحت آباطهم ملفات بنقوصات مريعة في المدارس التي ينشأ فيها أطفالنا وتعد نافذة الانسان الاولى لحب الحياة والنجاح والعمل أو الارتداد والالتحاق بالمتسربين الذين يتحولون مع الايام الى اداوات بيد الجريم. هناك قطاع خاص وأيدٍ شبابية من الممكن أن تتكفل انجاز العمل بحسب خطة للتطوع والتبرع يتحرك المحافظون ومجالس المحافظات في مقدمتها، مع دعم بسيط في اليات النقل وبعض المواد المتاحة. هذه الاعمال ليست مكلفة، لكن في ظل الفساد الذي لم يقطع رأسه حتى الان، فإنّ أية مناقصة أو مزايدة لتنفيذ ترميم مدرسة واحدة في أية مدينة، سيشوبها الفساد لا محالة. غير أنَّ المبادرة التطوعية ستنقل الوعي المجتمعي لمرحلة أعلى من الانتماء للوطن، من خلال أيام معدودة كأن يتم تخصيص يومين لذلك العمل من كل أسبوع وربّما استغلال أيام العطل.

وكذلك من الممكن أن ينصب جهد الدولة على بناء ملعب كرة قدم شعبي واحد في كل مركز مدينة كبيرة من خلال نفس الادوات التطوعية بجهد بلدي وتبرع بسيط من القطاع الخاص.

هذه المبادرات ليست بقيمتها المادية برغم نفعها العام والمباشر، لكن من اجل استنهاض القيم الاصيلة في نفوس الناس الذين أصابهم اليأس من هذا الجدب السياسي الذي استفحلت فيه رذائل المفسدين.

وتبقى المبادرات في اطر صغيرة، ذلك أنّ المدن التي أبيدت وتهدمت كالجانب الايمن من الموصل، ذات شأن مختلف، فالأولويات هناك لاعادة انفاس الحياة أمام واقع صحي شبه معدوم بعد أن كانت هناك ثلاثة من أكبر مشافي المنطقة هناك وتقدم الخدمات لأربعة ملايين انسان.

إرسال تعليق

0 تعليقات