خالـــد النجـــار / بغـــداد
صحيح ان لكل زمن متطلباته وميزاته ايجابية كانت ام سلبية ! وهذه هي الحياة التي نحياها سواء رضينا بذلك ام لم نرضى؟ وعجلة الزمن تدوررحاها كما تشاء ، ونتحدث اليوم عن الحلاقين ايام زمان واليوم ،والقصات باتت غريبة وعجيبة بالرغم من ان زمننا لم يخلوا من وجود قصات الشعرلها مناسباتها ولكن كانت القصات عراقية وبغدادية اصيلة مستوحاة من واقعنا وحياتنا وبساطتها، وكنا نرى الحلاقين في كل مكان من مناطق بغداد سواء في باب المعظم والميدان وعلاوي الحلة وباب الشيخ والفضل والكرنتينة والاعظمية،والباب الشرقي اضافة الى ان زمننا شهد ايضا حلاقين متجولين في المناطق الشعبية ناهيك عن ( حلاق ابو التفلة )نعم هذا الحلاق كان لايستخدم الماء لرش الشعر،بل يبصق على راس الزبون وشعره !! فسمي بهذا الاسم،وعن اسماء قصات الشعر كانت موجودة ومتنوعة واذكر منها ( قصة العصملي وزيان عرب والجعجولة والمجيدي والطاسة والبراص والصفر وابو الطوبة ، والهاي لايف والخنافس التي كان لنا بقصاتها نصيب بسيط ايضا ،اذن هذه قصات شعر ومسمياتها في زمننا ولكنها كانت مسميات مجتمعنا ولم تكن مستوردة او منقولة ! وكان الحلاق ايضا مضمد صحي ويزرق الابر وختان الاطفال ويقلع الاسنان ويداويها ،فهل حلاقونا وزبائنهم كانوا مثل الامس؟كلا لقد اختلفوا في كل شئ ، وربطوا ذلك بالتطوروالمودة ، وفي جولة بين محلات الحلاقين ليحدثونا عن قصات الشعر وزبون اليوم والامس فكانت هذه الحصيلة .
ـ ابو محمد حلاق قديم في سوق الهرج في منطقة الميدان التقيته فقال لـ ( ريموت نيوز ) : انا شخصيا احب ان يكون شبابنا فرحين ومنطلقين وسعيدين ، ولكن ليس على حساب انفسهم او دراستهم اوسعيهم للحصول على سلاح العلم والمعرفة ليخدموا مستقبلا انفسهم وبلادهم وشعبهم ولاباس من ان يتماشوا بمودة وتقليعات وقصات الشعر العالمية كما يقولها الكثيرين ، وانا اعتقد بان قصات الشعر العراقية قد تكون هي الاخرى عالمية في بلاد الغرب !ولكن لااحد ينتبه لذلك اويعطيه اهمية تذكر، كما ان هناك الشباب اللذين غلفوا وجوههم الجميلة باللحية الطويلة التي تذكرنا بالارهابيين الذين دنسوا الحضارة بسلوكياتهم المشينة وانا شخصيا لااحبذ ان يقلد شبابنا هؤلاء الملتحين ،ومعرفني بان معظمهم قد يقلدون بعض المطربين العرب والاجانب او بعض لاعبي كرة القدم المشاهير في العالم ولكنها بصراحة لاتليق بهم لامن قريب ولامن بعيد ؟ البساطة هي اهم شئ .
ـ وفي الاعظمية التقينا حلاق الشباب فراس الباشا الذي قال لـ ( ريموت نيوز ) : المودات والموديلات والتقليعات مستمرة لاتتوقف منذ ان كنا صغارا حتى يومنا هذا وكل مرة يذهب الموديل القديم وياتي الجديد حتى باتت تسريحة ملك الروك الامريكي الراحل ( الفيس بريسلي ) ذات اللمعة البراقة ! من تقليعات هذه الايام في بغداد لا بل في جميع المحافظات العراقية ، وهي تقليعه ( عرف الديك او الديج )!! حتى ان البعض من الفتيات يقلدنها ايضا ،وهي تعطيهم نوعا من التحرر النفسي الذاتي الذي يعتمدونه في كل مودة وتقليعه لشعر الراس والملابس ، ويضيف الباشا ، الحلاق لايتردد في تنفيذ رغبات الزبائن لان معيشته تتوقف عليها ، بالرغم من عدم قناعتي في بعض الاحيان ومع بعض الزبائن بان هذه التقليعه لاتناسب الكثير من هؤلاء الشباب ولاسباب كثيرة منها شكل الزبون وثقافته واسلوبه في التعامل مع الناس او مع اصدقائه .
ـ ويؤكد ابو مازن الحلاق في منطقة الفضل لـ ( ريموت نيوز ) : تقليعات كثيرة تظهر فترة وتاخذ مداها مع الشباب لتظهر تقليعه اخرى تجد من يقلدها حرفيا ويتماشى من الذوق العام للشباب في كل فترة، وعلى سبيل المثال هناك شباب يختارون ترك شعورهم او شعرهم ينمو إلى الأعلى كما يفعل أعضاء فرق الروك الاميركي مع انفلات الذات في نفس الوقت أي الدلع الذي يحاول كل شاب ان يمارسه حتى بدون قناعه ويبقى مجرد تقليد اعمى ولكن؟؟!! كما ان بعض الزبائن من يقلد تقليعات النظارة مع الحلاقة وخاصة النظارات الشمسية وعدساتها الصفراء والاحزمة الجلدية السوداء المختلفة المقاييس وتسريحة الشعرالمنسابة على جبينه مع الخصل المتدلية من الشعرعلى طريقة الممثل جوني ديب وبعض المطربين الاجانب، اذن هذه المودة او التقليعه السائدة التي تعتبرالقمة في وقتها وحينا ، واؤكد لكم بان هذه التقليعه ظهرت في السبعينات ولكن لم ينتبه اليها احد او يشير لها لعدم توفر اجهزة الهاتف النقال والسوشيال ميديا والفيس بوك وغيرها من ادوات التواصل الاجتماعي اليوم.
ـ الحلاق حمودي تحدث عن حلاقة اليوم والتقليعات السائدة لـ ( ريموت نيوز ) : صحيح ان كل زمن يكون له متطلباته او تقليعاته سواء بالملابس او الازياء او الماكل والمشرب والكازينوهات والكوفي شوب، ولكن يبقى بتقديري الطعم واحد! وخاصة تقليعات ( حلاقة الشعر للشباب ) ورغبتهم في تقليد الغرب بكل شئ مع اننا قادرون ان نبدع حتى في تلك التقليعات ، ولكن الناس تبحث عن المودة بالشكل السائد عالميا وشبابيا ايضا! وقصة لشعر (عرف الديك ) اليوم مرغوبة اكثر من غيرها من القصات الغريبة والعجيبة ، وهناك ايضا قصة شعر ( البومبادور) المثيرة كما يحاول البعض ان يقلدها ولكنها وبصراحة لاتليق بكل الشباب ولاباعمارهم والتي يتصورها البعض ان هذه سوف تغير حاله الى شخص مثير ومرغوب اكثر من الاخرين ؟! وتاتي قصة شعر( الميواك او الماهوك) هي الاخرى السائدة للبعض وليس معظمهم ، وقصات شعر اخرى يحاول شبابنا ان يتمسك بها ويقلدها باي شكل من الاشكال، ولكننا كحلاقين نتماشى مع رغبات الزبون لانه على حق كما يقال!!
ـ ومن بين اراء بعض زملائنا الصحفيين والمواطنين واختلاف وجهات النظر بقصات الشعر واللحية والسكسوكة وغيرها من التقليعات تحدثت الزميلة الصحفية ايمان الجنابي لـ ( ريموت نيوز ) : بصراحة كل يوم نسمع بقصة شعر لو مودة ملابس لو تسريحات نسائية والقصات كثيرة والمسميات مثيرة ولكنها تدخلنا كعوائل في دوار وحيرة ،نعم يعني اذا كانت هذه القصات موجودة ومطبقة عند شبابنا ماالذي يمكن ان تحدثه من تغيير في شخصية الشاب او تعطيه علما او ادبا يخدم به بلاده فيه، ومنها اسماء هذه القصات التي نسمع بها بين الحين والاخر وتخلوا من الذوق العام مثل قصات الشعر (التاكي والفاي الاسترالي والبايكي والنيكرو والكارية)، اما اللحية فقد شملتها ايضا التسميات والموديلات مثل ( االلحية الشيطانية كما ان السكسوكة لها تسمية جديدة عند حلاقي بغداد كالسكسوكة الكوبية والاماراتية فضلا عن المثلثة والسكسوكة العادية اما الزلف فهو الاخر لحقته هذه التسميلات والموديلات كموديل الزلف الحاد والمثلث والعكس والبسمار وزلف السيف ، وغيرها من المسميات للقصات والموديلات التي شاعت في بغداد وحتى المحافظات، فمتى تنتهي هذه القصات ويلتفت شبابنا الى بناء بلدهم وحصولهم على الشهادات ليكونوا قادة المستقل وسلاحهم العالم والمعرفة .
ـ الحلاق سعد عرقجين في منطقة القاهرة يقول لـ ( ريموت نيوز ) : التقليد في قصات الشعر ليس غريبا على مجتمعنا في مختلف الاعمار ومنذ الثمانينات والتسعينات حيث كان التقليد موجود وظاهرة ان يقلد الشباب بعظم للبعض الاخر في الملابس او قصات الشعر وحتى في طريقة التحدث والمشي وغيرها من التصرفات، وقسم كثير يطلب قصات شعر ياتي بها من خلال مجلات عالمية او عربية او من خلال القنوات الفضائية والستلايت الذي ينقلنا حول العالم من خلال الانترنت وميزاته المتطورة ، ونحن نساير طلب الزبون لانه يدفع مايرغب في قصات الشعر واشكالها،وانا شخصيا انفذ العديد من القصات الجميلة للشباب مولفه مني ومن تصميمي ورغبتي في عملها لكل زبون ونستخدم ايضا مكائن الحلاقة الحديثة الكهربائية والشحن والتي تتوفر فيها ميزات ليست كالسابق مكائن قديمة ومحددة التحرك ،اما الان فقسم كبير من تلك المكائن سهل عمل الحلاقين وتعددت معها اساليب الحلاقة وانواعها ، وليس صعبا انجاز ذلك ولكن القناعه التي تفرضها متطلبات الشاب ورغبته في قصة الشعر، ولكن يبقى حلاق ( ابو التفله) افضل بكثير من حلاقة اليوم وقصاتهم العجيبة ؟!
0 تعليقات