تشريع ضد الكراهية

مشاهدات



د. فاتح عبدالسلام


لتحريض على الكراهية لا يزال موجوداً في المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وباساليب محلية لا تلتقطها العين الالكترونية للرقيب في فيسبوك أو تويتر أو انستغرام، حيث تجري هناك مراقبة المحتوى المحرض والمثير للنعرات التي من الممكن أن تقود الى العنف في الحياة. كثير من الناس يعتقدون أنَّ صفحته على فيسبوك مكان يتمتع فيه بكل أنواع الحرية حتى بما يتجاوز فيه على حقوق الاخرين في معتقداتهم وأفكارهم وميولهم.

على الصعيد المحلي لا توجد رقابة على المحتويات المسيئة، ولا يوجد ضوابط في تحديد ماهو مسيء ومستعد على حريات وخيارات الآخرين وماهو مجرد رأي مخالف ومعترض في حدود حرية الفكر.

في العالم، هناك استغلال كبير لوسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار متطرفة ، ويتم ملاحقة الفاعلين بحسب درجة خطورتهم، وتكون الملاحقة بغلق الحسابات أحياناً أو اقامة دعاوى قضائية، وفي فرنسا أمس تمت مداهمة منازل عدد كبير من المتشددين في التيارات الاسلامية بحسب ما صدر منهم من تحريض في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن حدثت جريمة قطع رأس مدرس وظهور محرضين ومؤيدين للجريمة.

هناك مخاطر اخرى في وسائل التواصل ، منهما استخدامها من قبل اطفال غير قادرين على التمييز، يكونون عرضة لانزلاقات شديدة نحو مهالك اجتماعية واخلاقية ونفسية كثيرة .

آن الاوان للقيام بحملة توعية في المدارس للتنبيه بشأن المخاطر المحتملة، بالتزامن مع اجراءات ذات توجيه مناسب تقرها الجهات المختصة في الحكومة، وصولاً الى اصدار تشريعات وقوانين في البرلمان ، في الاقل تشريع يعاقب التحريض ضد الآخرين، وهي البداية التي يتأسس عليها بناء مجتمع صالح.

إرسال تعليق

0 تعليقات