د.عبد الكريم الوزان
يلّي تريد العبر.... ومن الغرك تبرهْ
كل الشرايع زلك.... من يمّنه العبرهْ
الشرايع : جمع شريعة وهي محل عبور النهر ، زلك : من انزلاق..زلق فلان، العبرة :أي عبور النهر، ويضرب هذا القول الشائع شعرا في النصح والارشاد ...
ومعروف ان عبور النهر من ضفة الى اخرى يتم بواسطة وسائل نقل مائية مثل ( البلم ) واليخت وغيرها من والسائط ، ومحل وقوف تلك الوسائط يسمى الشريعة.. وتتجمع وسائط النقل المائية بقربها ، لان الناس تقصد تلك الشرايع لانجاز ما تريده، كما تطلق على الشرايع اسماء المنطقة التي تكون فيها او اسم الشخص المشرف عليها..
ومن المعاني لذلك على سبيل المثال ، انه قد تحدث بعض الجفوة بين حبيبين او صديقين ويريد احدهما ان يصلح الامر بينهما ، فيقوم بارسال شيء من الكلام فيه بعض المماحكة عن طريق طرف ثالث يحظى بالثقة والقبول بينهما ، فيطلب منه ان يوصل الرسالة التي يقول فيها : كل الشرايع زلك..من يمنة العبرة...اي ان جميع اماكن العبور الى الضفة الاخرى غير صالحة وهي زلقه فلا سبيل امامك الا المجيء الينا لتعبر من شريعتنا..فيفهم الشخص المقصود من الكلام ويعرف انه مازال يحظى بالقبول والمودة فيعود الى اصحابه ومحبيه..
الاغاني العراقية اخذت المقولة التراثية ووظفتها في مقطع من الشعرالذي اصبح في ما بعد اغنية جميلة...ومن كلماتها :
يا بو زبون الحبر ومطرز بابره...
كل الشرايع زلك من يمنه العبره(1)
بدورنا نقول لكل القوى والأحزاب والحكام والمراهنين على عدم نجاح ثورة تشرين ووصولها الى مبتغاها الأسما ، أن اليد الطولى للشعب والنصر حليفه ، ممثلا بثواره ، فهو الأول والأخير ، وهو الأمن والأمان ، وقدم فلذات كبده الشباب والمثقفين فداءً لوطن السليب الذي طالما بحثوا عنه وهم في داخله مغتربين . لذا ننصح كل من تمادى في الارهاب والقتل والخطف والترويع والفساد وأوغل في نهب ثروات العراق ، وكل من ارتمى بحضن الأجنبي وساوم على أبناء جلدته ، ان يعود لرشده والى بر الأمان الذي ينجيه من الطوفان وهو الشعب العراقي لاسواه، وعليه أن يتذكر النصيحة العراقية الخالصة :
يلّي تريد العبر.... ومن الغرك تبرهْ
كل الشرايع زلك.... من يمّنه العبرهْ
بتصرف وتعريق ، المثل الشعبي العراقي
0 تعليقات