محمد حمزة الجبوري
أعرب عددا من المشاهدين والمتابعين للدراما العراقية عن امتعاضهم الكبير من تدني الأداء الدرامي وسطحية الكثير من النصوص الدرامية المكتوبة وافتقار الكثير منها إلى عناصر الإثارة والتشويق محورا كل عمل درامي اجتماعي أو كوميدي ؛ مراقب فني إعتبار تركيز البعض على إبراز مكامن الوهن المجتمعي بطريقة لا ترتقي للنقد الدرامي المسؤول وتسطح كل مشكلة يندرج في إطار التفاهة الفنية والترف الدرامي
متابع ومخرج للشأن الفني الدرامي أشار إلى أن " بعض الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت وسوقت إلى الجمهور أصبح محط سخرية وسذاجة عارمة ينظر لها الجمهور العراقي بغرابة وامتعاض وتهكم " مبيناً أن " الفنان المشترك بهذه الأعمال الخجولة أصبح كالعملة الهابطة ينظر لها باحتقار رغم كثرتها حتى بات الفنان أضحوكة تعلق عليها أغلب الاساءات" ؛ مرجحاً "سبب تفاقم الوهن الدرامي إلى عدم وجود رقابة على هذه الأعمال وأن الكثير منها لا يخضع الى تقييم أكاديمي متخصص ، واستهانه بالجمهور ، وهنا ينقلب السحر على الساحر من جمهور متابع بشغف الى جمهور مستهزء" ؛ لافتاً إلى أن "حجم التفاهة كبير ويكمن بعدم إحترام الفنان لمكانته أولا وثانيا الفنانين ليسوا بفانين حقيقين بل طارئين على الفن نتيجة علاقات وواسطات ومصالح " ؛ وتابع قائلا إن " مشاهد اليوم غير مشاهد الأمس بمعنى أن المشاهد الآن يشاهد الكثير من الأعمال الدرامية والأفلام العالمية وينتقد وله راي مهم مع هذا الشيء يأتي عمل درامي بائس عندها يكون محط استهزاء ونظرة احتقار وسخرية" ؛ واخيرا عزا التضاؤل إلى عدد من الأسباب منها عدم كفاية الإخراج و التمثيل و التأليف الدرامي بالإضافة إلى هيمنه الوجوه وسيطرتها وتكرارها في كل مرة بشكلها الروتيني الساذج وعدم التجديد ما سبب نفور من المشاهد بشكل كبير جداً " .
من جانبه أشار رئيس تحرير جريدة الرشيد الأستاذ محمد الدليمي إلى أن" العراق يخلو من أي دراما عراقية ناضجة وأن الدراما ماتت مع حجي راضي وعبوسي ومن أكمل المسيرة لغاية الإحتلال عام ٢٠٠٣" ؛ مضيفاً أن " كل شيء لدينا الآن هو مادي فقط لا قيمة فنية له حتى قسم من جيل الزمن الجميل باع تاريخه الناصع لأجل حفنه من الدولارات لأنهم لايتعاملون بالعملة الوطنية" داعياً إلى " ثورة شاملة على النفس أولاً حتى يعود فينا الولاء الوطني ومن ثم ستنهض الثقافة بشكل عام ومنها الدراما والفن العراقي الذي كان فخراً لكل عراقي وممثلاً حياً لتراث وطن شامخ إسمه العراق " .
وفي سياق متصل بين الكاتب والباحث الإجتماعي علي كريم السيد أن "الدراما يجب ان تعكس واقع المجتمع العراقي وأيضا عن تعبر بشكل جمالي عن هويته" ؛ لافتا إلى أن "مشكلة الدراما العراقية في غياب السيناريو، وغياب الكاتب، نحن بحاجة إلى اسماء مثل إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ" .
0 تعليقات