حكومة الكاظمي ..ولعبة الحية والدرج..

مشاهدات



ثائرة اكرم العكيدي 


زيارة الكاظمي الى دول اوربية عظمى  هل كانت زيارة مزكرشة ، ام زيارة هادفة  يكون لهذه الزيارة نتائج ملموسة وسريعة على استقرار العراق،هل كانت الرسالة التي كان يحملها الكاظمي مع وفده  لدول أوروبا واضحة، وتكمن بتطوير العلاقات في مجالات الأمن، والجيش، والاقتصاد.

وهل كان  توقيت الزيارة مناسب ام كانت خطوة  مستعجلة وسابقة لوقتها وهل كان من الاجدى لرئيس الوزراء مصطفى كاظمي الاهتمام بترتيب الوضع الداخلي لخلق بيئة امنة لاستقدام الشركات والاستثمارات الأجنبية 

الكاظمي ومنذ اليوم الاول لتسلم منصبه 

كان شديد الحرص  على اقامة  وإدامة أفضل العلاقات الإقليمية والدولية ومن ضمنها الدول الاوربية كدول عملاقة فرنسا والمانيا وبريطانيا وكان كثير الحرص على حكومته لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوربي وخاصة في المجلات العسكرية والاقتصادية .

الكاظمي الذي وقع اسيرا بين رغبات ايران واميركا فحسب مانشرته بعض الصحف ان رغبة دول اوربا في دعم العراق ليسترد عافيته متوقفة على ارضاء امريكا وحل المشاكل التي تواجها في العراق والعداء التاريخي الحاد بينها وبين المليشيات الايرانيه والتي استهدفت سفارتها في بغداد .

أمريكا تبحث عن تقليل نفوذ ايران بأي شكل من الأشكال، ولا يهمها لو احترق العراق في الأمر وإيران تبحث عن تعزيز نفوذها بأي طريقة كانت للحفاظ على المنفذ الاقتصادي الوحيد بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي عليها، بينما سينهار الكاظمي أمام ضغط الدولتين، ولن يحتمل قوتهم، وخاصة أننا اليوم نرى التدخل الإيراني أصبح في كل زاوية 

الكاظمي وبحركته الدولية الاخيرة  هل سينجح في تحريك المياه الراكدة، وأعادة بلورة حراك اوربي مشترك في نقطة واحدة، اذ الدول الثلاث التي زارها الكاظمي، لها تقريباً أهداف استراتيجية موحدة أو متقاربة، فهي من الجانب الأمني اعضاء في التحالف الدولي الذي تشكل بقوة لمحاربة تنظيم داعش الأرهابي 2014، وتحرص على أستمرار التعاون مع رأس هذا التحالف، وهو العراق، لاسيما فيما يتعلق بملف المقاتلين الأجانب الذين يحملون جنسياتها، وأيضاً فإن هذه الدول مجتمعة تبحث عن موطئ قدم في الأقتصاد العراقي الواعد، رغم ظروفه الصعبة حالياً، ولذا فهي لا تريد أن تخسر العراق للأبد، خاصة وإن العراق يمثل نقطة التقاء محورية بين الشرق برمته والغرب، وصلة الوصل مع ايران وتركيا من جهة والخليج وطرق التجارة الجديدة من جهة أخرى، لذلك تجدها حريصة على الإستفادة من علاقات راسخة وقوية معه.

العراق اليوم يتطلع الى شراكة الأقوياء، أو الدخول في توازن أستراتيجي بين حلفيه المتضادين (ايران والولايات المتحدة)، اللذين يضران احياناً بصراعهما، مصالح حليفهما العراق، لذا فأن الأخير يبحث عن حلفاء أقوياء يكونون قادرين على الايفاء بالتزاماتهم، وأن يدخلوا السوق العراقية باستثمارات حقيقية، وأن يدعموا الأقتصاد العراقي الذي يريد انعاشاً عاجلاً بعد هزات الركود والجمود، والوصول الى حافات خطرة نتيجة لسياسات التوظيف غير المدروسة، وسياسات الأنفاق غير المرشدة، وسياسات الدعم غير المقننة، والدخول في التزامات قديمة غير مجدية.

العراق حاليا لايمكن  له تجاوز تلك الأزمات، إلا من خلال دعم دولي، ولهذا تهدف زيارة الكاظمي إلى الدول الأوروبية الثلاث، للحصول على الدعم في مجال الاقتصاد والاستثمار، وكذلك الدعم الأمني والعسكري، وحتى الصحي، لمواجهة وباء فيروس كورونا.

وبالتزامن مع توجه أمريكي من إدارة ترمب لخفض القوات الأمريكية الى الحد الأدنى وبالتأكيد سيرافقه تراجع نوعا ما للنفوذ السياسي لواشنطن، فإن الطرح بأن يكون الأوروبيون هم الطرف الذي يملئ هذا الفراغ سيكون مقبول جدا من قبل الإدارة الأمريكية خاصة مع اقتناعهم بأن حلفائهم الأوروبيون لن يعملوا ضد المصالح الأمريكية في هذا البلد، 

بالإضافة الى العلاقات الخاصة التي تتمتع بها فرنسا والمانيا مع إيران على الرغم من التوتر في الملف النووي الإيراني سيجعل من زيادة الدور الأوروبي ممكن في الفترة القادمة .

مع التأكيد بأن طهران ترغب بالاستئثار بكامل النفوذ السياسي والاقتصادي في العراق ولكنها تعرف جيدا بأنه لا يمكنها ذلك في الوقت الحالي نتيجة العقوبات القاسية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والتي أصبحت أشد تأثيرا من العقوبات الأممية التي كانت مفروضة عليها في السابق .

وبالتالي فإنها قد تكون مجبرة على قبول دور أوروبي أكبر في العراق مهما كانت نتائج هذا الدور الذي سيلعبه الأوروبيون في هذا البلد . 

وبالنهاية يبقى التواجد في العراق عامل مهم جدا بالنسبة للدول الأوروبية على المستوى الاقتصادي أولا ومن ثم السياسي ولكن بشرط أن يكون هذا الدور طويل المدى ويمتد الى سنوات طويلة وأن لا يكون مقتصر على دور في الأزمة الحالية فقط .

كما أن زيارة الكاظمي تحمل ملفات مهمة ومنها رفع اسم العراق من قائمة الاتحاد الأوروبي للدول ذات المخاطر العالية، والعلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي، ومكافحة وباء كورونا، والحربُ ضد داعش.

هذا الطرح المعقد وإن كان بعيد المدى ولكنه سيكون مطروح في الكواليس الدبلوماسية في الفترة القادمة، فيبدو بأن العراق دخل في مرحلة حاسمة من الصراع الأمريكي الإيراني.  الكاظمي اليوم  يحاول السير على حل وسط بين الولايات المتحدة وإيران وكأن به يقول أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين. لست مطالبا بالسير على الحبل، بل أن أركب دراجة على الحبل. أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين .بالنهاية لن يستطيع الكاظمي العبث بالوجود الايراني و الأمريكي في العراق لأن العراق لا يزال غير جاهز للثورة على أمريكا و ايران..

الأمريكان خسروا أكثر من 6 تريليون دولار في حُروبهم على أرض العِراق، واحتِلاله، ولهذا يُريدون البقاء في مُحاولةٍ يائسةٍ لتعويض هذه الخسائر، والهيمنة على النّفط العِراقي وعوائِده بصُورةٍ أو بأُخرى.وليس ايران باحسن حال من امريكا في نيل حصة الاسد من الغنيمة العراقية 

الصراع على النّفوذ في العِراق إيراني أمريكي بالدّرجة الأولى، وبينما وجدت الولايات المتحدة في السيّد الكاظمي حليفًا قويًّا لها، ووعدته بالمُساعدات الماليّة والدّعمين السّياسيّ والعسكريّ، في حال نجح في تحقيق الأمن، والاستقرار، وحِماية مصالحها في البِلاد، فإنّ إيران تملك قوّةً ضاربةً تتمثّل في فصائل الحشد الشعبي التي اكتسبت خبرةً قتاليّةً عاليةً في الحرب ضِد داعش وباتت تشكّل قدرةً عسكريّةً عالية المُستوى، وأصبحت قوّةً ضاربةً على غِرار حزب الله في لبنان وغيرها من القوة الشيعية المنتشرة في البلاد العربية  وتشكّل أحد أذرع محور المُقاومة الأقوى في المِنطقة.

ان امريكا  ماتزال تنظر بقلق لتنامي نفوذ إيران المباشر ونفوذها عبر الفصائل الحليفة لها في مؤسسات الدولة العراقية الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية خاصة بعد اقتراب الانتخابات العراقية .

سيبقى العراق بين طرفي الكماشه ، إيران و امريكا

برأيي أن الوجود الايراني اقوى و اخطر بكثير من الوجود الأميركي و أن الأميركيين بالعراق أسرى بيد طهران

إيران تريد تحويل العراق الى ولاية فارسية و يساندها بذلك أبناء العراق من الطائفة الشيعية سيما أن إيران صنعت من أبناء هذه الطائفة عملاء و وكلاء لها يدافعون عن مصالحها كما صنعت من عناصر هذه الطائفة ميليشيات مسلحة تعمل على ترسيخ و تثبيت الاحتلال الايراني للعراق.

 أمريكا وايران ربحت حروبها  لكن العراق خسر الحرية والديمقراطية . العراق يعيش أزمة تلو الأخرى، حتى وأن كانت هناك حرية للرأي والإعلام، والديمقراطية لا تعني فقط صندوق الانتخابات إنما تكافؤ الفرص واحترام الرأي لآخر والابتعاد عن الطائفية والمحاصصة.

حرية العراق  هس اكبر كذبة في التاريخ أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية على العالم ولكن ليس على الشعب العراقي الذي دفع الثمن باهظا مقابل ثروات بلادهم طمحوا العيش بها أثرياء زمانهم في واقع بات مريرا ينهي حياتهم تصفية لأحلامهم.

أن ما حصل من عملية حرية العراق، وما بعد الإحتلال الأمريكي، هو المجيء بشخصيات من الشارع لا يمتلكون الخبرة لا في البلد، ولا في أي دولة كموظفين، ومنحهم الحرية في السرقة وإدارة الدولة للخراب وليس للتصحيح والبناء، مع حرية قتل الناس واعتقالهم وتخريب المجتمع الذي انهار وفق حرية ومزاج هذه الشخصيات التي حكمت.

فضلا عن ان كل دول الجوار العراقي ،سواء كانت عربية او اقليمية ،فان موقفها كان مخزي وقذر ، وان التاريخ لن يرحمهم ، هل نسيت الرئيس الايراني خاتمي عندما قال ( لولا ايران ما استطاعت امريكا احتلال العراق ) وحتى دول الخليج .

ايا كانت الأسباب سيظل العراقيون يعيشون في حالة ترقب ومعهم تساؤلاتهم عن ما تخبئه لهم الأيام القادمة، واهم هذه التساؤلات هي هل سيستطيع السيد الكاظمي ان يفي بوعوده في اعادة الهيبة للدولة وحصر السلاح بيدها ومحاربة رؤوس الفساد وأحالتهم الى المحاكم واسترداد ما سرقوه؟ وهل ستسكت إيران ومواليها على هذا الأسلوب الناعم في تصفية نفوذها. أم ان تجربة الكاظمي قد تنتهي في الانتخابات القادمة ،هذه الانتخابات التي يتوقع لها المثير والتي يترقبها الشارع العراقي صغيرا وكبيرا وهل ستحدث بنزاهة ومن دون تزوير، وهل سيشهد نفوذ الأحزاب والكتل السياسية،تراجعا وخاصة الدينية والطائفية، وكذلك الوجوه الفاسدة.هل سيأتي يوم ينهض فيه أبناء العراق العظيم و يقطعون الايادي الإيرانية و الأميركية ويعود العراق حرا مستقلا و أن نادره لقريب..

إرسال تعليق

0 تعليقات