أ.د. يعرب قحطان الدُّوري
يعتبر الفحم الوقود الأحفوري الأقدم كمصدر للطاقة الحرارية ووقود للقاطرات قبل 200 سنة ولتوليد الطاقة الكهربائية بما يمد العالم بثلثي الكهرباء المستخدمة. بالمقابل يعتبر أكبر مصدر انبعاث بغاز ثاني أكسيد الكربون. حيث وصل في 1999 مجمل الانبعاث من ثاني أكسيد الكربون المنبعث بسبب الفحم إلى 8666 مليون طن. وفي 2011 وصل إلى 14416 طن. كذلك يستخدم الفحم الحجري في إنتاج فحم الكوك وهو مادة أساسية في صناعة الحديد والفولاذ.مصدره الرئيسي هو الصينو الولايات المتحدة الأمريكية والهند وأستراليا وأندونيسيا. ومن أنواعه الحديثة هو الفحم المنشط ، وهو مسحوق أسود ناعم عديم الرائحة، يصنع من قشر جوز الهند أو الخشب. حيث يساعد على التخلص من سموم الكلى ومن غازات الأمعاء ومرشح طبيعي لتنقية المياه والعناية بالبشرة والتخلص من الالتهابات ويقلل من مستويات الكوليسترول في الدم. له آثار جانبية صحية فكل من يستنشق كميات كبيرة من غبار الفحم الحجري لمدة من الزمن فسيصاب بمرض الرئة الغباري. وكذلك آثار جانبية بيئية فاحتراقه يسبب تلوثاً بيئياً. وفي أوروبا يعمل المسؤولون بالتحول إلى الطاقة النظيفة بعد إقرار قانون يرفع طاقة الرياح والشمس والكتلة الحيوية إلى 27% من إجمالي الطلب على الطاقة بحلول العام 2030. حيث تعتبر أوروبا مسؤولة عن 10% من ابعاثات الغازات المضرة بالبيئة عالمياً. تبدو خطوة الاتحاد الأوروبي جيدة وفي الاتجاه الصحيح لتوحيد وتسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى المصادر المتجددة النظيفة. حيث شهدت بريطانيا إغلاق منجم للفحم الحجري وكذلك ألمانيا وهذا يكرس الدور الريادي الأوروبي في صنع سياسة مستدامة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي تحت شعار: لا طاقة مبنية على انبعاث الغازات الكربونية. لكن عصر الفحم الحجري في أوروبا لم يبلغ نهايته بعد، فما تزال دول الاتحاد الأوروبي تنتج ما يقارب ربع طاقتها الكهربائية من محطات حرق الفحم الحجري، وألمانيا على سبيل المثال ما زالت تولد % من طاقتها الكهربائية بإستخدام الفحم الحجري. وكذلك في بريطانيا يعتبر 20% مساهماً مؤكداً من الفحم لإنتاج الطاقة الكهربائية. لكن انخفض معدل إنتاج الفحم الملوث للبيئة بمعدل 11.6% في أوروبا. وبالرغم من تأسيس سوق أوروبية للتصدي للانبعاثات الكربونية، إلا أن شركات إنتاج الكهرباء وجدت في الفحم الأرخص لإنتاج الكهرباء. وهذا يعني أن التخلي عن الفحم الملوث للبيئة يتم في مكان ويزدهر في مكان آخر في أوربا.
0 تعليقات