إتفاقية سنجار صفقة سياسية أم ماذا..؟؟

مشاهدات



عبد الجبار الجبوري


عدّها البعضُ صفقة سياسية ،بين الكاظمي وحكومة الاقليم،فيما عدّها الآخر إتفاقية تأريخية، ولكنها تبقى رغم كل ماقيل عنها، أنها خطوة في إعادة الحقوق التأريخية،لأهل سنجار ،وبالذات الطائفية الايزيدية، التي تعرضت لجينوسايد فضيع على يدّ أقذر وأوسخ تنظيم في الدنيا داعش الإجرامي،الذي إستباح الأرض والعرض، لأهلنا الايزيدين في سنجار،إبتداء نقول أن الإتفاقية واجهت رفضاً شديداً ،من قبل أهل سنجارالإيزيديين،وخرجوا بتظاهرات غاضبة جدا داخل المدينة،نددّوا بالإتفاقية وإعتبروها صفقة سياسية، بين مصطفى الكاظمي وحكومة اقليم كردستان،وبرعاية الأمم المتحدة،ومباركة الادارة الامريكية، رافضين بشدة عودة قوات البشمركة للقضاء،هذا الرفض فاجأ الأوساط الدولية والسياسية، لأنه لم يكن إتفاقاً مباشراً مع أهل سنجار والاطلاع على طلباتهم وهمومهم ومعاناتهم، ولم يحترم تطلعاتهم، ويعيش مأساتهم بعد التحرير، لاسيما وأن الالاف منهم، مازالوا في المخيمات، وعوائلهم مخطوفات لدى داعش الإرهابي، ودورهم مهدمّة ومدينتهم خربة، فعلى ماذا يعتبرونه إتفاقا تاريخياً، كان من الآجدى أن يتم الاتفاق مع ايزيدية سنجار، واهل سنجار من العرب النازحين، وليس مع الإقليم،معتبريّن هذا الإتفاق تجاوزا على حقوقهم وسلباً لها ولإرادتهم،فيما عدّ الاقليم وحكومة الكاظمي الإتفاق تاريخياً، الذي تم الإتفاق بموجبه، إخراج البككا والحشود المسلحة، وإعادة إعمارها وإعادة نازحيها، وتشكيل حكومة محلية من أبنائها، الذين لاينتمون لأية جهة سياسية، وتطبيّع الأوضاع هناك، وإشراك قوات البشمركة في الاشراف وحفظ الأمن في المدينة،وإعادة تعمّير دوائر القضاء الحكومية ومدارسها ومستشفياتها، وحصر حفظ الامن الداخلي للشرطة الحكومية المحلية فقط،وجرى هذا بإشراف الامم المتحدة، والسفير الأمريكي في بغداد، لتحقيق هدفين بوقت واحد، وهما ، إعادة الحياة الطبيعية لسنجار، وقطع الطريق أمام ايران الى سوريا، فيما عدهّ إقليم كردستان ، البدء بتطبيق المادة 140 كمرحلة أولى للتطبيّع، ولكن ردود الافعال العراقية على الإتفاق، كانت تقريباً متقاربة في كثير من بنود الإتفاق، في إعادة النازحين والبدء بإعمار المدينة وإعادة دوائر الحكومة لها، وطرد حزب العمال البككا منها، ولكن الإختلاف والرفض لدى جهات في الحكومة، وأهل سنجار رفضوا بشدة عودة البشمركة، وإبعاد الحشد الشعبي عن سنجار،وتطبيق المادة 140 التي إعتبروها ملغاة مع إنتهاء تاريخها في 31 كانون اول 2007، كما رفضوا أي تواجد للبشمركة في سنجار،وسهل نينوى  وكركوك وغيرها، من المناطق ، مؤكدين أن تواجد البشمركة كحرس للإقليم ،ولايحق له الخروج خارج حدود الإقليم، حسب الدستور الذين هم كتبوه وصوتّوا عليه، إذن اتفاق سنجار يلقى عقبات تنذر بأزمة ،وربما مواجهة عسكرية مع البككا و أطراف في بغداد ترفض الإتفاق بقوة، وتعدهّ صفقة سياسية ،بين الكاظمي وبين الاقليم، لتحقيق أغراضاً ودعاية إنتخابية للكاظمي، وتنفيذ لأجندة أمريكية،في وقت تعيش حكومة الكاظمي أزمة إقتصادية خانقة وحقيقية تنذربإنهيار وشيك للحكومة، وتهديد امريكي واوروبي، بغلق سفاراتها والهروب من بغداد بسبب صواريخ الكاتيوشا، وتهديدها بإقتحام سفارة ترمب ، وحادثة قصف معسكر للتحالف قرب مطار اربيل، أعاد حسابات الادارة الامريكية في مواجهة الكاتيوشا، والفصائل المسلحة الخارجة عن القانون،وإنذار الكاظمي وإعطاؤه مهلة زمنية، لتأمين السفارات وكبح جماح الكاتيوشا وأخواتها، أزمات الحكومة تتفاعل وتنفجربوجه الكاظمي، لذلك الخلافات السياسة والكتل مع الكاظمي، والصراعات الاخرى ، بسبب تأخر خروج قانون الانتخابات، والمحكمة الاتحادية لتحقيق انتخابات مبكرة، جعلت الإتفاق مع الإقليم يتسارع بقوة، لضمان تحقيق إصلاحات على الارض ، مثل إشراك البشمركة في العمليات التنسيق المشترك، ودفع رواتب الاقليم ، وإشراك الاقليم في إتفاقية سنجار وإعادة البشمرركة، الى سنجار وسهل نينوى وكركوك وديالى ، وإحتضان الإقليم وإشراكه بالإصلاحات ، وكسبه دعم حكومة كردستان،في مواجهة السلاح المنفلت واللادولة، التي تريد منه أمريكا ودول اوروبا انهاءه في العراق بوقت قياسي، وهذا لن يتحقق ما لم يلقَ دعماً من الإقليم ،وجهات وكتل ( شيعية مستقلة وكتل سنية)، لهذا أسرع الكاظمي لطمأنة المعترضين من أهل سنجار،ممّن خرج بتظاهرات غاضبة ضد الاتفاق، وإجتمعت لجنة العمليات المشتركة التنسيقية بوفد كبير من سنجار، والإستماع لمطاليبهم وشروطهم في القبول بالإتفاق التأريخي، وتحقيقه على أرض الواقع،لهذا نرى أن الإتفاق حمل صفة الصفقة، ولكن أفشلها أهل سنجارالايزديون،ومازال الإتفاق يواجه معرقلات وصعوبات حقيقية ، من حزب العمال الكردستاني التركي، الذي هددّ بمواجهة عسكرية ، ومع الحشد الشعبي العراقي، الذي يشرف على حشد الايزيدي داخل سنجار، ويتواءم مع البككا هناك، فكيف يعالج الكاظمي، تواجد البككا وإخراج الحشد الشعبي، بل كيف يقنع الأطراف الكردية ،بعدم دخول البشمركة لسنجار، التي تصرّ على إشراكها في أمن سنجار، للسماح للنازحين في الاقليم العودة لسنجار، والمشاركة في إعمارها ، وحكمها ، حقيقة الاوضاع معقدة هناك، ولابد من حلول قوية وجذرية ، وليس توافقات وصفقات سياسية لاتدوم،وتبقي النار تحت الرماد ،سنجار قنبلة موقوتة ممكن انفجارها بأية لحظة، لتقاطع مصالح الجهات المتنفذة هناك، والحل الوحيد الذي يقطع على الجميع التدخل ، هو دخول الجيش ومكافحة الارهاب، وإخراج البككا وغيره،وتسليم الامن للشرطة المحلية ،في فترة لاحقة بعد استتاب الامن والاوضاع ، ولابد هنا من اشراك العرب الذي يشكلون 75 بالمائة من سكان سنجار، اعادتهم تعني اعادة اللحمة الوطنية والمجتمعية، وطي صفحة الماضي الاليم البشع، والتطلع لحياة جديدة بعيدة عن العنف ونبش الماضي وتجاوزه ،وعدم السماح لاطراف غريبة تؤجج السلم المجتمعي والتعايش السلمي، اتفاقية سنجار نعم تأريخية ولكنها سابقة لأوانها، ولابد ان تتحقق ويتحقق السلام، وتعويض أهل سنجار كل ما خسروه، وعانوا منه وأهمه التعايش السلمي، وتثبيت الامن وإشاعته بين الأهالي والقرى المحيطة بسنجار، فسنجار عراق مصغر، لابد من التعايش والوئام وفرض الامن والمحبة ، وكبح جماح الطائفية والاثنية، التي تريد إستمرارها جهات مستفيدة، من الصراعات والخلافات والمنازعات العشائرية والدينية والقومية ، سنجار للجميع وليس لطائفة معينة وحزب معين ، الاتفاق مايزال يحبو ويتعرّض الى تشويّه وعقبات صعب تجاوزها، ولكن ليس المستحيل ، والوصول الى مبتغى كل عراقي شريف، يهمه عودة اهل سنجار الى ديارهم، ويعيشون بأمن وأمان فيها ، وتعويضهم بأسرع وقت ممكن لإعادة بناء دورهم ، وفتح قنوات حوار حقيقي أخوي معهم من قبل القرى والعشائر، وتقديم تعهدات وميثاق شرف لهم ،من قبل القبائل والعشائر العربية، بحمايتهم وعدم التعرّض لهم، وهناك من يحاول خلط الاوراق، بالقيام بعمليات إغتيال لأفراد العشائر، لتأجيج الصراع مع العشائر، وإلقاء التهّم على الاخوة الايزيدين ، على الجميع التحلّي بضبط النفس، وتفويت الفرصة على أعداء العراق ، من تنفيذ أجندتهم في إشعال فتنة، وحرب قومية وعرقية وطائفية في سنجار وضواحيها، الإتفاق التاريخي كفيل بإعادة الحياة لسنجار، ولكن ليس قبل التفاهم وتطمينهم أهل سنجار، وإشراكهم في حكومة محلية، لفرض الأمن والإستقرار فيها، والتوقيع على ميثاق الشرف العشائري في المنطقة ، كي لايبقى صفقة سياسية ،لصالح جهات لاتريد الخير، إلاّ لنفسها ومصالحها الحزبية والسياسية الضيقة، سنجار مدينة التآخي والمحبة ترفض الصفقات ،وتهفو الى السلام....

إرسال تعليق

0 تعليقات