وسام رشيد الغزي
تتصاعد حمى التحالفات كلما اقتربنا من موعد الانتخابات المبكرة سواء على مستوى الاحزاب او الافراد، حيث إعلنت العديد من الشخصيات عن الإطار العام الذي يجمعها مع السياسيين الاخرين عبر الحركات والأحزاب التي تمثلهم سواء بشكل فردي أو ضمن الكيانات المسجلة لدى مفوضية الإنتخابات.
ملامح تلك التحالفات لا تختلف كثيراً عن الرؤية العامة لها في الإنتخابات السابقة أو الأسبق، ومن عدة نواحي وعلى رأسها أساس التمحور المبني على المصلحة الفئوية أولاً، والرغبة في إصطياد الأصوات بخطاب متكرر يكرس مفهوم القفز على معاناة الناس لسنين طويلة، والهدف الرئيس هو الإستمرار ضمن دائرة الكتل الرائدة للعملية السياسية.
لم تأخذ الكتل والأحزاب التي أعلنت عن تحالفاتها الإنتخابية الجديدة بنظر الإعتبار التغيير في نمط تفكير المواطن، ورغبته الجامحة نحو الخلاص من تركات ومكائن ومكامن الفساد المتراكمة لسنين طويلة، ولم تكن بحساباتها البعيدة الأمد إنها مسؤولة عن بعض تلك التركات التي ينبغي أن تتخلص منها جميع المنظومات الحاكمة والإدارات في المستقبل القريب.
الفكرة النمطية الجاهزة والقوالب المتكررة للمنظوين في التحالفات المعلنة أو قيد الإنشاء على حدٍ سواء -كما تأتينا من إشارات- لم تتغير في الإبتعاد عن رسم ملامح المرحلة القادمة، فالعنوان العريض لها هي مصلحة المواطن وإنقاذه من واقعه عن طريق التصويت لها بمقابل جملة من الوعود المدروسة غير الناجحة سوى بإستقطاب إثني أو طائفي أو حزبي وحركي بأحسن الأحوال.
يتناسى الساسة المتحالفون إن مرحلة الخطابات والإعلانات والمؤتمرات التي تحوي اللون والشكل الواحد لم تعد تجدي نفعاً خصوصاً وإن دماء جديدة ضخت في جسد الناخب العراقي عبّر مئات الآلاف من الناخبين الجدد من تولد 2002 فما دون، فضلاً عن تغيير جذري في النظرة الى مستقبل العملية السياسية لجمهور واسع من الشباب، وليس بعيداً عن أجواء تشرين والإحتجاجات المتجددة فإنها ستكون منصة إعلامية قد تتطور لتكون معياراً حاكماً لمبدأ المشاركة والتصويت.
الشعب العراقي وبمختلف المناطق ينتظر برامج عملية وعلنية للإنقاذ، والشروع بعملية بناء وتخطيط سليم وإستثمار الطاقات والتمحور الوطني، والمشاركة الجادة بتثبيت الفرصة التأريخية بهذه الإنتخابات لمن يستحقها، فقد تكون إختباراً صعباً لجميع السياسيين الذين لا تنفعهم تحالفاتهم مع الساسة والكتل الحزبية بقدر تحالفهم مع شعبهم ومواطنيهم بشكل مباشر في الساحات والشوارع ومواقع العمل.
وليس بعيداً عن ذلك ما يفعله الحلبوسي الآن خاصة في الأنبار والمناطق المحررة كنقطة إنطلاق لفضاء وطني ولربما نسيم جنوبي، فكل التحالفات السياسية لا يكاد التأريخ يعيرها أي أهمية بقدر تحالف الساسة أو القادة مع الشعب، مصدر السلطات، عبّر الشارع وما يمثله من ضمير وروح ووجدان الوطن والمواطن على كامل تراب البلد، وما يمتلك من إرادة وطنية.
0 تعليقات