عامل النظافة وشيخ الجامع

مشاهدات



الأكاديمي العسكري...

رعد الحيالي...


كل جمعة يعتلي ﺍﻟشيوخ ﺍﻟمنابر ﻳﺘﺤﺪثون ﻋﻦ فقه الدين وتعاليمه بخطب في الغالب قد تكون موحدة ومنها على الأكثر وفي طوال السنين العجاف التي نحن فيها منذ عشرات عقود السنين ومن ما يتداول موضوع ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﺳﺮﺍﻑ الحياتي ....

تبادر لمخيلتي في صلاة الجمعة الماضية أن لو ﺍﺣﺪ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ تواجد بيننا في هذه الخطبة ويقاطع شيخ الجامع ليقول له معترضاً لخطبتهِ :

ﺳﻴﺪﻱ الشيخ : 

لاحظت ﺟﻨﺎﺑﻜﻢ وانت تقبل إلى الجامع فوجدت انك ﺟئت ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻼﺑﺲ ثمينة وﻣﻦ ﺍفخر انواع ﺍلأقمشة ، ﻭاستنشقت ﻋﻄﺮﺍ فاﺡ منك ﻣﻠﻰﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ . 

ﻭرأيت ﻓﻲ أصابع ﻳﺪيك ﺍﺭﺑﻊ ﻣﺤﺎﺑﺲ قدرت ثمن الواحد منهم قد يساوي قدﺭ ﻣﺮﺗﺒﻲ بعشرات المرات ،، ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺍﻳﻔﻮﻥ . حذائك بكذا دولار

ﻭأعتقد انك ﺗﺬﻫﺐ للحج أو العمرﺓ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ورواتب ومخصصات وقف ديني وإيفادات هوى وراحة واستجمام وإدامة صحية لجسدك الطاهر ولعائلتك ،،،

أولادك بكل تأكيد إذا لم يدرسوا خارج العراق فهم يدرسون بمدارس خاصة وتعيشون في بيوت فارهة...

ﺳﻴﺪﻱ ياحضرة الشيخ المبجل : 

أود أن أطلب منك أن ترﺍﻓﻘﻨﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ، ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻘوفة بالصفيح... 

ﻭ ﺍﺭﻳﺪﻙ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ‏تكييف.. 

ﺛﻢ ﺗﺼﺤﻮ ﻣﻌﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ والكورك ﻟﺘﻨﻈﻒ ﺍلشواﺭﻉ وبؤر مكبات نفاياتكم وأوساخكم وقاذوراتكم،،، ﻓﻲ أجواء الشتاء وبرده القارص أو لهيب ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ من أيام القيض العراقي ﻭﺍﻧﺖ ﺻﺎﺋﻢ  , 

كي ﺗﻌﺮﻑ مفهوم ﺍﻟﺼﺒﺮ وتعيشه عن كثب ! 

لا أن تتحدث عنه بعبارات مكييفة ومريحة نفسياً وجسدياً...؟ 

مارس الصبر كعملية واقعية لا تصفه لنا نحن أبناء الصبر البررة الذين أصبح الصبر غذائهم وأمهم وأبيهم... 

لا ياسيدي أنت بعيد عن واقعنا وواقع ماتتحدث عنهُ...

ﻓأﻧﺎ ﺍﻗﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ لأﺳﺘﻠﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺯﻫﻴﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻗﻴﻤﺔ رشقةً من ﻗﻨﻴﻨﺔ عطرك الفواح.. !

ﻋﺬﺭﺍ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ لتعلمنا ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻨﺎ ومشروع أيام سنيننا العجاف..

ﺣﺪﺛﻨﺎ سيدي ﻋﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻭالمعالي وحضرة وفخامة كذلك حدثنا عن ﺭﻳﺎﺀكم  وﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ومتصدري أسواق الأديان كل الأديان....

حدثنا عن البطالة المتفشية فينا كالقنبلة الموقوتة

حدثنا عن سياسة افقار وتجويع الشعوب بغية اضطهادها...!

حدثنا عن الفساد ونهب المال العام وأموال ثرواتنا المشروعة لا عن شرائعكم...!

حدثنا عن الطبقية وغياب العدالة في توزيع تلك الثروات

حدثنا عن الوساطة والمحسوبية والمنسوبية ..

حدثنا عن توريث المناصب وتداول السلطات...؟

ﻭإﻻ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ بك ولا بخطبتك ولا جوامعكم ولاحتى بدينك الممول أيها الفخامة المزوق..

ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﺣﺪﺛﻜﻢ...

ﻭﻋﻦ ﺍﻻﺧﺴﺮﻳﻦ ﺍﻋﻤﺎﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ظل ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺴﺒﻮﻥ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ صنعا ...



إرسال تعليق

0 تعليقات