ابراهيم الدهش
وهو سليمان محمد امين الحلبي المعروف بسليمان الحلبي مواليد ١٧٧٧ ميلادية ، ينحدر من عائلة (( أوس قوبار )) في قرية كوكاني التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب شمال سوريا، حيث تعلّم هناك العلوم الابتدائية الدينية والثقافية والأدبية وخلقت منه البيئة والمجتمع المحيط به وخاصة في دراسته الاولى و دراسته الأزهرية شخصية قوية جريئة ذات نفساً وطنياً ، وهذه الاسباب كانت من دواعي الكتابة به ..
ارتبط الحلبي بمصر ارتباطاً وثيقاً ، فهو يعرف أهلها جيداً كونه حج معهم مرتين في رحلة المحمل ( الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة ) ، لذلك قرّر والده أن يرسله إلى الأزهر كي يكمل تعليمه الشرعي ويتعلم طرق المحادثه والتعامل مع الآخر ولكي يخلق منه شخصاً حكيماً منضبطاً ، فكانت هذه رحلته الأولى.
وقد حج سليمان الحلبي مرتين و زار القدس وغزة ، وقابل بعض قيادات الجيش العثماني فعاهدهم على أن يقتل كليبر
القائد العسكري الذي استلم حكم مصر من نابليون بونابرت حيث حكم مصر بقوة وقسوة وظلم اهلها الامر الذي اثار الحلبي والى التفكير بقتله و لاسباب اخرى دفعته وربما يكون بسبب أن العثمانيين أرادوا الثأر لهزيمتهم أمام الفرنسيين في معركة هليوبوليس (عين شمس) .
وأما الرحلة الثانية فقد كانت بهدف قتل كليبر ، فغادر حلب إلى غزة كي يلتقي حاكمها أحمد آغا باشا الذي أرسله إلى رجل يُدعى ياسين آغا كي يتفق معه على إيفاء ديون والده مقابل قتل كليبر ، وينال دعما ماليا ويحبِك خطته للوصول إلى مبتغاه .
انطلق سليمان الحلبي مع قافلة من غزة إلى القاهرة ، وقضى ستة أيام في الطريق ، حاملاً من علماء غزة رسائل إلى بعض علماء الأزهر يوصونهم بمساعدته ، ولما وصل إلى القاهرة قضى فيها 31 يوماً يتعقب كليبر ، حتى ظفر به . هناك نزل لدى أحد معلمي الخط العربي، وهو رجل تركي اسمه (( مصطفى أفندي البرصلي )) كما انضم إلى رواق الشوام في الجامع الأزهر ، وهو رواق مُخصص لأهل الشام المنضمين إلى الجامع لدراسة العلم والفقه ، وكان فيه أربعة فتيان من مُقرئي القرآن من الفلسطينيين أبناء غزة ، وأبلغهم سليمان عزمه على قتل الجنرال كليبر من منطلق جهادي نضالي ، لكنهم لم يصدقوه واعترضوا على ما ينوي فعله ، محاولين أن يردعوه عن مغامرته ولكن قراره كان ساري المفعول وفي قناعة تامة من التنفيذ . حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يقتل كليبر وهو يتجول في احد حدائق منزله مع عدد من المهندسين فاتجه اليه وهو يرتدي زي رجل شحاذ وطعن كليبر في صدره بيده اليمنى و ارداه قتيلا بعد محاولة من احد المهندسين المقربين بمنعه فاستلم أيضاً لطعنه أخرى من الحلبي أصيب من خلالها إصابة بالغة و لم يفارق الحياة .. بعد ذلك تسارع حراس القائد كليبر لالقاء القبض عليه بعد أن عثر عليه مختبئاً في حديقة المنزل .. القي القبض عليه وعلى رفاقه الثلاثة بعد هروب أحدهم ونفذ حكم الاعدام عليهم بعد حرق يده اليمنى التي طعن فيها كليبر ونفذ حكم الإعدام بأبشع صورة لا تنم بأي تعاليم الأخلاقية و الإنسانية
0 تعليقات