نهاد الحديثي
عقد اجتماع مرئي بين رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تم خلاله استعراض أعمال الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي العراقي وما تمخضت عنه الدورات الثلاث السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين، واعتماد نتائج أعمال المجلس في دورته الرابعة – في ذلك الوقت ,,عبرت شخصيات نيابية(شيعية) عن رفضها للمشروع، حيث اعتبروا ان اعطاء بادية السماوة كاستثمار الى السعودية يهدد الامن الوطني!! فكان رد رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن "هناك حملات تشكيك بأي تقارب للعراق مع أي دولة، ترافقها شائعات تهدف لخلط الأوراق وتعطيل أي تفاهم يصب في صالح البلد
ومرت العلاقات بين الدولتين بتوتر وجمود نتيجة لتداعيات غزو العراق للكويت في العام 1990 ما دفع بالجانب السعودي إلى غلق منفذ عرعر الحدودي وخط الأنبوب النفطي العراقي، الذي أنشئ في ثمانينيات القرن الماضي، الذي ينقل الخام العراقي إلى ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر، كما علقت كل العلاقات الدبلوماسية,, وشهدت العلاقات العراقية ــ السعودية، انفراجة بعد تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة السابقة بالتزامن مع تشكل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة داعش. ومارست واشنطن ضغوطًا على الرياض للانفتاح على بغداد. وتكللت هذه الجهود بدعوة العراق للمشاركة في مؤتمر عقد في جدة عام 2014، من اجل تنسيق جهود الحرب على الإرهاب في العام 2017 أن العراق والسعودية اتفقا على فتح المنفذين الحدوديين، عرعر وجميمة، أمام حركة البضائع والوافدين من كلا البلدين مع حل كل الملفات الخلافية بينهما عبر تأسيس مجلس تنسيقي,, وتكفل الجانب السعودي بفتح منفذ جديد وكبير في منطقة عرعر بعدما أحال موضوع بنائه في شهر نيسان من العام الماضي إلى شركة فرنسية بمبلغ يصل إلى (50) مليون دولار والتي كان من المفترض ان تنتهي من اعمالها في شهر تشرين الاول من العام 2019- وفي تموز من العام 2017 أعلن رئيس الحكومة الأسبق حيدر العبادي عن تشكيل مجلس التنسيق العراقي-السعودي بالقمة التي جمعته مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض لوضع خطط تعاون اقتصادية وتجارية وثقافية وتعاون أمني واستخباري بين البلدين
ويذكر ان المجلس التنسيقي العراقي السعودي عقد اجتماعه الأول في أكتوبر/ تشرين الأول 2017..ثم عقد في الرياض يوليو (تموز) الماضي، حقق نتائج مثمرة الأمر الذي أعطى العلاقات الاقتصادية والثقافية والتجارية والاستثمارية تقدما واسعا.والان تحتضنه بغداد والحديث عن المشروع الاستثماري الذي تنوي السعودية احيائه في مساحة شاسعة من الصحراء العراقية الممتدة من بادية السماوة باتجاه الانبار- ويعود المشروع إلى عام 2018، باتفاق يتيح للسعودية استثمار الأراضي الزراعية في المنطقة الغربية من العراق، من ضمنها بادية الأنبار وبادية السماوة، وذلك بهدف تحويل الأراضي إلى حقول ومزارع لتربية الأبقار والماشية والدواجن، على غرار تجربة شركة المراعي السعودية------ من المؤمل أن يتجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي على رأس وفد وزاري كبير إلى كل من السعودية والكويت في منتصف شهر تشرين الثاني الجاري للاتفاق على تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين دول مجلس التعاون الخليجي، كذلك لحث شركاتها الكبرى على الدخول إلى مجال الاستثمار في العراق.علما ان الحقل الأكبر للاستثمار السعودي في العراق سيكون في مجال الزراعة على وجه التحديد عبر استغلال مساحات شاسعة وواسعة من الأراضي الصحراوية والعمل على تحويلها (استصلاحها) إلى أراض زراعية، مضيفا أن "العمليات الاستصلاحية ستكون في محافظتي الانبار والمثنى الحدوديتين- المشروع الاستثماري يأتي ضمن مقررات المجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية، ويهدف إلى تطوير وتأهيل الثروات الطبيعية في القطاع الزراعي في تلك المناطق والتي تشمل استصلاح الأراضي الزراعية لتربية الأبقار والماشية والدواجن,, الاستثمارات السعودية تهدف إلى إصلاح مليون دونم في باديتي الانبار والمثنى، أي ما يعادل 10% من حجم محافظة الانبار، "وحركة الاستثمارات بدأت في مشروعين صغيرين لصالح شركة المراعي السعودية الأول في قضاء القائم وتحديدا في قرية الرمانة والآخر في قضاء عانة,, المشروعين الصغيرين يهدفان إلى استصلاح الأراضي لزراعة المحاصيل العلفية في تلك المناطق التابعة للقضاءين لتريبة المواشي والأبقار"، لافتا إلى أن "استصلاح هذه الأراضي الممتدة بين الانبار والمثنى يحتاج إلى أيادي عاملة تقدر بـ60 ألف عامل". وتعد المراعي السعودية التي بدأت نشاطها في العام 1977 واحدة من بين اكبر الشركات الخليجية المتخصصة في منتجات الألبان والمواد الغذائية الاستهلاكية ولديها مزارع في الولايات المتحدة وأوكرانيا والأرجنتين وبولندا - تنفيذ هذا المشروع سيمر عبر أربع مراحل الأولى ستكون مخصصة لبناء مقر لشركة المراعي في محافظة الانبار، والثانية استصلاح الأراضي، والثالثة الإنتاج ، والرابعة البيع". ويلفت إلى أنه "حسب المخططات فان انجاز هذا المشروع الكبير سيكون خلال خمس سنوات"، مؤكدا أن "العمل من قبل شركة المراعي انطلق قبل فترة بمحافظة الانبار في عانة والقائم". وينوه إلى أن "هناك زيارة متوقعة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي على رأس وفد وزاري كبير إلى السعودية في منتصف الشهر الجاري"، مرجحا أن "تشمل هذه الجولة الكويت للتفاهم على الكثير من الأمور في مقدمتها تبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية بين دول مجلس التعاون الخليج العربي
0 تعليقات