هدى النعيمي
احيانا الصدف الجميلة من القدر تكرمنا بلحظات لا يمكن تسميتها او وصفها ..
تغيبت معلمة الرسم ليتسنى لي ان أبحر في سماء تملؤها اسراب من العصافير رغم صغر اجنحتها الا انها كان بمقدورها ان تحملني وهي تزهو بالألوان . احمر . اصفر . اخضر . ازرق . ما أجملها !
كُلاً يفتح دفتر رسمه بشغف ولهفة ويبعثر الألوان حوله وكأنه يريد تصوير العالم ويجعله بين يديه ..
احلام صغيرة وواقع اكبر مما يعيش ويحلم يتجسدان في ورقة ممزوجة بتنهيدة وامل وامنية وترجي ...
رؤيا رسمت بأناملها الناعمة خارطة العراق وعليها كمامة تلفها من اليمين الى اليسار ..
اما لارين فقد وضعت خيال رقتها وصورته على هيئة ملاك في ركن صالة في مشفى ...
وهناك ... كانت رودينا تلون ازهارا باللون الزهري رسمتها كباقة لتضعها على قبر والدها الذي قبض عليه المرض وارداه قتيلا ..
سمر لونت بالسواد حيا صامتا مظلما حتى من الانارة من شدة الحظر ...
سلام كان سائقا في سيارة إسعاف لونها الابيض وهلال احمر ...
وانا بين هذه الرسمة وتلك كنت الملم دموعي التي أبت الا ان تنهمر
واذا بصوت محمد قائلا ست ست : لم يتركوا لي شيئا ارسمه ...
هنا كاد الصمت يملأ السماء ويزيح الغيوم مطرا بارد ...
كفكفت دموعي بابتسامة بوجه العصفور البريء
حسنا حسنا : أرسم شمسا مشرقة
ليوم أجمل بلا وباء بلا مرض ...
فطار صائحا وهو يتراقص فرحا
اجل اجل ستشرق تلك الشمس ....
0 تعليقات