عبدالكريم الوزان
( المايسوكه مرضعه سوك العصا ماينفعه) ، مثل شعبي عراقي وخليجي يتم تداوله كثيرا لما له من تأثير وعبر في المجتمع .
و " يعني إن الذي لم تلده و ترضعه الحرّة الطاهرة لا ينفع معه الضغط لإجباره على عمل الخير.
والرضاعة هنا تعني اللبن ( الحليب ) الحلال الذي تغذّيه به ، فالمرأة الحرّة لا ترضى لنفسها الاّ ان تغذّي طفلها الحنان والنخوة و الرجولة والصدق و الأمانة مع الحليب من ثديها القريب من قلبها الطاهرالحنون ، ومن لم يرضع هذا الحليب الطاهر لا يفيد بتربيته الضغط ، و تعليم الإكراه والإجبار ، كما لا ينفع معه سوقه مكرهاً بالعصا"(1). منذ سنوات والشعب العراقي يتعرض لايذاءٍ وانتهاكات كثيرة لامجال لذكرها لكثرتها وتنوعها وبشاعتها،ولكونها منافية للدين والسلام والحضارة ،والأعراف والقوانين ، وقل ماشئت . وبالطبع من يقف خلف كل هذه المآسي ، لايمكن أن يكون حليبه طاهرا ، خصوصا حينما يوغل باقتراف جرائم بحق أبناء جلدته يندى لها الجبين .
يقينا أن الإنسان لايُعمّر طويلا ، وإنْ عمّر ، فمصيره الزوال ولن ينفعه مال ولاجاه ، لكن تبقى ذكراه خالدة ، فاذا ماقدم عملا صالحا فإن المجد والرحمة يخلدانه في الدنيا ، وتنال ذريته مدى الدهر ثمارهما ، ويكون قد كسب رضا ربه ، وأما العكس فتحل عليه اللعنة والنقمة من رب العباد وخلقه ، ويظل الخزي والعار يلاحقانه مهما طال الزمن كما لاحقا أبا رغال وابن العلقمي .
عجبي ..متى يعود الضالون الى رشدهم ويتوقفون عن غيهم ، ويذكرون ربهم ، ويرحمون شعبهم ، ويتركون صالحا لأحفادهم ، فالسلطان زائل ، وللباطل جولة ولأهل الحق صولات وجولات ، وعلى أية حال ، لانجافي الحقيقة ، اذا مااستذكرنا أنه :
( المايسوكه مرضعه سوك العصا ماينفعه)
1- بهلول الكظماوي، بغداديات ، بنت الرافدين ، 13-10-2005
0 تعليقات