عادل السرحان
أيها الطفل الذي كان يبكي طويلاً
حين تهبط الشمس في رؤوس النخيل
أصابته (عَرّةٌ)
تعال وخذ بيدي
تعال نحصي غيوم السنين
غيمة غيمة
نعدُّ جدران الطين
جداراً جدارْ
ونسابق خيالاتنا وضوءَ القمر
مشتاقٌ لعينيكَ
لدخان الصرائف في الشتاء
لشعركَ المتكسر
مثل موجات النهر الخجولة
تعالَ نلهو بماضٍ
تغادره الطيور الأخيرة
نرتب أعشاشا من سوسٍ وأغصان
نشيد بيتاً من سعفٍ عند نخلة
نحشرُ فيه طفولتنا
مثل قطط تقتحم الباب
بللتها زخاتُ مطر عابرة
بكاؤك يرتطم ببكائي
فالمسافة بيننا أمل تناهشته الأيام
نمسحُ دموعَ نخلةٍ كنا لانبالي بدمعها
ونقول لها
شكراً
ولقطرات مطر تراقصت
في باحة بيتنا الكبير
شكراً
ولأمي المنتظرة صرختي مع الفجر
شكراً
نُقبّلُ جبين الأشياء .... كل الأشياء
ونقول لها
شكراً
ننصتُ لنحنحة الكبار
لوشوشة الريح في سعف النخيل
لضجيج حشد الزوري
لصوت الدجاجات المحشورة الى القن
وكركراتنا التي تهبط في بيوت الجيران
كالحمامات البيضاء
ثم نفترق
أنتَ هناك تلوح لي من بعيد
وأنا هنا أكفكف دمعي ثم أمضي
0 تعليقات