موفق الخطاب
إن المتابع للمشهد العراقي يلحظ بوضوح تداخل الاحداث وتعقيدها
فلقد وصل الكثير من الكتاب والمحللين والمراقبين الى قناعة تامة استحالة حدوث أي تغيير في الوقت الحالي في الملف العراقي إلا بمعجزة من السماء ،مما حدى بالكثير منهم بالتوقف عن الكتابة عنه وتناول أي تدهور جديد لانه أشبه بطبقات منزلقة متشابه في السقوط والانهيار ، والاكتفاء بالاشارة الى الخروقات بمقاطع فيديوية أو تغريدات لأن تناول اي حالة أمنية مستجدة وحالات فساد فهي تقع بشكل يومي وتناولها دوما مضيعة للوقت وتشويش على الناس! فالشعب العراقي بجميع طوائفه بات يعلم يقينا ما حل به من دمار وخراب وقتل وتشريد ولا داعي لتذكيره فهو يتطلع لمن ينقذه من ورطته، وهو يقينا يعلم ذلك، ويدرك ايضا ان بقاء هذه الطبقة هو بتوافق دولي قذر لبقاء هذه المجاميع المجرمة ومليشياتها، وعزوف الدول الكبرى عن اصلاح الشأن العراقي لم يعد سرا لأنه ليس من أولوياتهم ،كذلك عجزت المعارضة بشقيها الفكري والثوري بلفت الأنظار لها ولم تتمكن من إحداث أي ضغط دولي وإقليمي على حكام المنطقة الخضراء، وربما لأن اكثر ما مطروح من افكار لا يتعدى حالات إنتقاد دون طرح حلول جذرية ولغياب أي استراتيجية وعدم وجود مشروع ناجح في الأفق مدعوم دوليا لانقاذ العراق من محنته،، لذا سيزداد الوضع تعقيدا الى أن يصل الصدام أوجه بين الفرقاء وربما سيحدث بعدها تصدع في النفق المظلم وهذا ما تعول عليه بعض الدول الاقليمية وتنتظر ليكون لها دورا جديدا في اصلاح ما دمرته الحكومات العميلة المتعاقبة ...
عليه ما زالت هنالك حلقات تآمرية وتدميرية يخطط لها الفرقاء وستزداد سعيرا كلما ضاق الوقت واقتربت الانتخابات القادمة لتتشكل تكتلات ولتحدث صراعات ومن نفس الاحزاب ويخيل للمواطن العراقي انها صحوة ضمير واصلاحات لكنها لاتتعدى تغيير في العناوين والمسميات والشخصيات وهدفها الابقاء على عراق مفكك تابع للولي الفقيه ولا يمثل أي خطر على أمن الكيان الصهيوني ويؤمن المصالح الإقتصادية للاعبين الكبار....
0 تعليقات