بقلم: الكاتب والباحث السياسي
الدكتور: أنمار نزار الدروبي
فاز بشار الأسد فيما يسمى (الانتخابات الرئاسية) وفرح الأسديون، آيات من البهجة وقصائد من الفرح وأبيات شعر من السعادة، بعد وصول بشار إلى كرسي الرئاسة، ذلك الكرسي الذي أصلا لم يغادره الأسد منذ توليه الحكم عام 2000، حيث يرى عشاق بشار، أن قائدهم وزعيمهم المفدى يحمل لهم ناموس الحب والعدل والحرية، الذي سيطهر سوريا من المآثم والإرهاب.
وما قيمة فوز الجلاد في الانتخابات؟ لا قيمة لأن الأسد قد أطلق العنان منذ عشرين عاما لشهواته في كل اتجاه (قتل، اعتقال، تعذيب، تهجير، كيمياوي) سيادة الرئيس بشار الأسد اغترف من كل ملذاته في الدكتاتورية والطغيان والاستبداد. وعليه فهو يقود سوريا بطريقة راديكالية لا تريث فيها، لأنه شخصية راديكالية مرعبة، فلم يكتفي بالقمع المنهجي للشعب السوري، بل خنق سوريا أرضا وتاريخا وحاضرة، وكأنما قدر الشعب السوري أن يعيش في الظل ويموت في العتمة.
بالعودة إلى مؤتمرات من جنيف 1 ثم 2 ثم استانا وصولا إلى المهزلة القادمة، نلحظ ان كل هذه المؤتمرات واللقاءات لا تزيد سوى كونها تنسيق تحالف بينهم ضد الشعب السوري. فروسيا وإيران يساويان بشار الأسد، بمعنى إن العالم يتآمر على سحق ما تبقى من الشعب السوري ممن يعرض بقائه. في الحقيقة ان أي حالة سلام وفق أية صيغة دولية سيخرج خلالها الشعب السوري وتتجدد الثورة كما بدأت بنفس شعاراتها وهذا واقع مفروغ منه. وعليه فإن لا روسيا ولا إيران لديهم مقبولية بين الشعب السوري وهؤلاء لا يمثلون سوى طرف النظام السوري. ماعدا تركيا التي تحضر لهدف خاص وملخصه التصدي لأكراد سوريا ومنع قيام كيان خاص بهم.
بقي ما يعني أمريكا؟
فهي المخرج الحقيقي لكل فصول المسرحية، يجب ان لا ننسى وجود تحالف دولي لايزال محلقا في سماء سوريا والعراق بغض النظر عن موضوع داعش ومن لف لفها. الآن ماهي القرأة ما بعد التسوية على افتراض الوصول إلى حل، وهي فرضية غير ممكنة طبعا. وإذا تمت التسوية بالافتراض الغير ممكن، من سيحفظ سوريا هل يستطيع الجلاد بشار الأسد ان يسيطر على سوريا؟
أساسا مجرد فرضية بقاء هذا الإرهابي يعني لا وجود لحل حقيقي.
وتأسيسا لما تقدم، فإن بشار الأسد مجرم صنم، دمية روسية يجلس في مكتبه وراء النوافذ المغلقة، يمارس دور الجلاد الذي يجلد شعبه، ويقوده في العقيدة ربه الأعلى فلاديمير بوتين، ومرجعه الطائفي خامنئي المحرض الحقيقي لهذا القتل الورع للشعب السوري. إذن بشار الأسد إرهابي بمنصب رئيس وعميل لقوات طائفية توغلت بغطاء دولي قتلت مليون سوري والله يعلم عدد السجناء والمعوقين والمشردين خارج وداخل سوريا. في الوقت ذاته فأنه ينفذ مشروع طائفي لايمكن ان يحقق أهدافه إلا على اجتثاث شعبه في الوطن العربي.
0 تعليقات