الدكتورة / مريم السعودى عبد الفتاح خطاب
عيد الفطر المبارك هو مهرجان ديني لجميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وهو العيد الذي يأتي بعد صيام شهر رمضان الكريم، ويتبع الصائمون خلال أيام رمضان نظاما غذائيا يختلف في التوقيت والنوعية عن بقية أيام السنة حيث أنه خلال فترة الصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار ونستمر على هذا طوال الشهر وفي أيام العيد الأولى نبدأ بالرجوع للنظام الغذائي المعتاد لنا قبل رمضان، لكن هذا يتطلب التدرج وننصح أن نوزع الطعام على وجبات وتكون وجباتك صغيرة حتى لا نرهق الجهاز الهضمي من 4 - 5 وجبات يوميا يتم تناولها على فترات متساوية في مواعيد محددة فمن الأفضل أن تبقي الفترة قصيرة بين الوجبات، مثل 3-4 ساعات بدلا من الفترات الطويلة مثل 6-7 ساعات مع تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم ، وننصح ايضا بتناول الوجبات الرئيسة خلال ايام العيد في اوقات قريبة من اوقات الإفطار والسحور، ومن ثم قرب مواعيد الوجبات تدريجيا الى مواعيد الوجبات المعتادة، فذلك يساعدك تدريجيا على استعادة نظامك الغذائي الطبيعي. كما ننصح بتناول طعامك ببطء وقم بمضغه جيدا حتى لا تتلبك وتضطرب معدتك وتسهل عملية الهضم.
وفي صباح اليوم الاول للعيد ننصح بتناول عدد فردى من التمرات قبل أداء صلاة العيد سنة عن النبي علي أفضل الصلاة والسلام لتنبه الجهاز الهضمي بتغير النظام الغذائي وننصح به أيضا في غير أيام العيد لأن التمر يحتوي على مادة السيلينيوم المهمة لتقوية المناعة ويحتوي على مضادات الأكسدة والتي تساعد على محاربة الأجسام الغريبة التي تدخل إلى جسم الإنسان مما يحمي الجسم من التعرض إلى الفيروسات والبكتريا. وننصح أيضا بتجنب البدء بالتدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة فارغة يؤدي ذلك إلى التهابات في المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضه المعدة وزيادة إدرار البول مما يفقد الجسم كمية من السوائل الأمر الذي يكون خطيراً بعد صيام شهر كامل.
وننصح بتناول وجبة الإفطار بعد الصلاة بفترة قصيرة بتناول إفطارا خفيفا. فمن الأخطاء الشائعة في أول أيام العيد وفى غيرها ايضا تناول إفطار دسم وثقيل، ويجب الابتعاد تماماً عن بداية اليوم بتناول الكعك والبسكويت وحلوى العيد الدسمة فهي تسبب الإصابة بعسر الهضم.
عيد الفطر ارتبط بالكعك والبسكويت والغريبة والبيتي فور طبقا للطقوس المصرية والعادات القديمة وجميعها أصناف عالية جداً في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة. ويؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة السعرات الحرارية المتناولة وبالتالي زيادة الوزن مع ارتفاع في دهون وسكر الدم والاصابة بأمراض القلب وأيضا حدوث تلبكات معوية وإسهال شديد لذلك يجب على الجميع عدم الاكثار من تناول هذه الحلويات ويفضل تناولها في الوجبات الخفيفة بين الفطار والغداء وبين الغداء والعشاء حيث يرتفع معدل التمثيل الغذائي والحرق في هذه الأوقات. وننصح بتناول المشروبات الحارقة مثل الشاي والقرفة والحلبة والليمون بعد تناول الكعك او البسكويت.
وننصح بتناول الترمس والحلبة المنبتة والفول السودانى كمسليات صحية مع عدم الاكثار منها.
ننصح بشدة بشرب كميات كافية من السوائل وخاصة الماء حوالي 8 اكواب من الماء والتقليل من العصائر وخاصة المحلاة ولكن يفضل ألا تكون أثناء تناول الوجبات مع الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية.
ومن الأفضل أن تستبدل الحلويات بالفاكهة الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والألياف التي تساعد على الهضم والتخلص من السموم المختلفة في الجسم.
خبيرة التغذية وباحثة بقسم الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية.
.
0 تعليقات