عبد الجبار الجبوري
العمليات العسكرية، التي تجريّها القوات التركية شمال العراق،والتي تسمى بمخلب النسر الثاني، ويشرف عليها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان شخصياً، وتستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني التركي،هي تحدٍ للعراق،ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي،ولحكومة الاقليم،حيث حذّرت تركيا، حكومة الكاظمي منذ سنة، من تنامي خطر حزب العمال الكردستاني التركي( البككا)، وقوات اليبشا على الأمن القومي التركي،وأرسلت وزير الدفاع التركي الى بغداد، وشرح خطر البككا، وتمركزهم في خاصرة تركيا الجنوبية ،ويقصد أنفاق جبال سنجار، وإعلان سنجار حكومة محلية تابعة لها، ومعها منظمة اليبشا، وهدد الرئيس أردوغان وقتها، بإجتياح سنجار بمعركة شرق الفرات مخلب النسر الاول،وتم تأجيل الهجوم بعد زيارة الكاظمي لأنقرة، وأعطاء ضمانات للجانب التركي، بالقضاء على البككا ،وطردهم من سنجار بالتعاون والتنسيق مع انقرة، وسمح لها بالتصرف،وزار رئيس الاستخبارات التركية لبغداد ،وتبادل مع بغداد معلومات مهمة، وبعدها إجتمع الكاظمي بممثلة الامم المتحدة جينين بلاسخارت ، ورئيس حكومة الإقليم نيجرفان برازاني، وتم الإتفاق على تطبيّع الأوضاع في سنجار،وإخراج جميع المظاهر والفصائل المسلحة،من داخل سنجار، وتسليم الوضع الامني للشرطة الاتحادية فقط، والجيش العراقي في أطراف القضاء مع الحشد الشعبي ، وتم تطويع 2000من أبناء سنجار الإيزيدين في سلك الشرطة،وسمّي(بإتفاق سنجار التاريخي)،وفعلاً تم دخول الجيش العراقي الى داخل سنجار، وألوية من الشرطة المحلية الإتحادية ،وتم تطبيع الأوضاع هناك، وعادت مئات العوائل النازحة ،من إخوتنا الايزيديين ،وعادت دوائر الحكومة الرسمية ،وإفتتحت مدارس وفعاليات،ولكن بقيت النار تحت الرماد كما يقال، إذ بقيت عناصر البككا بزيها المدني تتجوّل داخل القضاء، وبقي الحشد الشعبي الايزيدي ،التابع للحشد الشعبي العراقي داخل سنجار، وهم في الحقيقية ،ولاؤهم لحزب العمال والبككا ،وليس للحشد الشعبي، الذي يمولهم ويسلحهم،وقامت البككا وقوات اليبشا، بحفر أنفاق داخل جبل سنجار ، تماماً كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي،ويقوم بعمليات مسلحة على طول الحدود العراقية التركية، ونفذ عملية قتل لعناصر البشمركة شمال دهوك ،وإستشهد أربعة عناصر من البشمركة ،وجرح سبعة آخرين، ثم تم قتل جنود أتراك، وتعرض مسلح لقوات تركيا في جبل كارا، وعمليات أخرى، وإزداد خطرهم على البشمركة، وعلى القوات التركية ، وتم إفتعال أزمات داخل سنجار، تم فيه الإعتداء على الجيش العراقي، داخل سنجار، وإهانة سيارات الجيش ، بالصعود عليها والهتاف ضد الحكومة العراقية والجيش، وزار ممثل رئيس الوزارء قبلها ،وإجتمع مع وجوه عشائر سنجار وأهلهاـ ثم اعقبها زيارة وزير الداخلية ومستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي، وممثلة الامم المتحدة، ولكن الأوضاع بدأت تزداد سخونة ،ورفضاً لتواجد الشرطة والجيش داخل سنجار، لإفشال الاتفاق التاريخي فيها، وهكذا إنفجرت مؤخراً الأوضاع على الحدود العراقية – التركية، بعملية عسكرية تركية، وتم إنزال جوي عسكري تركي على جبل كارا، وأسر وقتل العديد من عناصر البككا، وكان بعلم ومشاركة قوات عراقية ،حيث إعتبرت عملية نوعية لتركيا، اعادت جثث عناصر مخابرات تركية كانت قد اعدمتهم البككا في وقت سابق، وجدتهم في كهوف كارا المحصنة، ولم تتوقف إعتداءات حزب العمال على الجانب التركي وقوات البشمركة ، فحصلت مواجهات عديدة على الحدود ،وداخل الاراضي العراقي، حتى نفد الصبر الإستراتيجي التركي، وأعلن في الشهر الماضي الرئيس أردوغان ، أنه سيشنّ هجوماً على اي بقعة ،يتواجد فيها عناصر حزب العمال ،وإجتياح الأراضي العراقية، طالما لم تستطع الحكومة العراقية ، التحرك ضد عناصر البككا واليبشا،وتوقف خطرهم على الأمن القومي التركي ، والأمن العراقي وقوات البشمركة، فتوّلى الجيش التركي المهمة، وأعلن عن معركة مخلب النسر الثاني ،في شمال العراق،التي شملت معسكراته، على طول حدود العراق مع تركيا، وبدأت المعارك في (جبل متين)،وقرى شرانش وكاني ماسي وقضاء العمادية في شمال محافظة دهوك ،حيث تجري القوات التركية تمشيط المنطقة، وقاربت على الدخول الى أكثر من سبعين قرية كردية هناك ، بعد شقّ الطرق، وأزال الاشجار، وبنى قواعد عسكرية ثابتة ومتحركة ، مع حصول قتال ومواجهات عسكرية مع البككا ، وتطورت المعارك بشكل سريع جدا، حيث غارت الطائرات التركية امس، على قضاء مخمور الذي يتواجد فيه لاجئون ،من عوائل حزب العمال الكردستاني التركي منذ ثلاثين سنة ، ونتج عن الغارت مقتل قائد كبير في البككا هناك ،تطورات عسكرية سريعة على الحدود، وسط تهديدات تركية أخرى ،على لسان الرئيس اردوغان وقادة الجيش ،بإجتياح سنجار وجبل سنجار وغيره، وربما يحصل إنزال جوي واسع على مخيم لاجئي مخمور، وسط تنديدات وإستنكار حكومة الكاظمي والرئاسة ،حول ضرورة خروج القوات التركية من الأراضي العراقية، وإعلان البشمركة، أن على حكومة بغداد ،أن تتخذ إجراء فوري، لوقف العمليات العسكرية،وأدانت السفارة الامريكية ،هجوم البككا على البشمركة،فيما أعلنت حكومة الاقليم في بيان لها، أن هجوم البككا على البشمركة ،تجاوز الخط الأحمر ،فيما دعا السيد مسعود برازاني الى عدم السماح للبككا، وحزب العمال التركي، بفرض إرادته على الإقليم،وأدان الكاظمي الهجوم ، وإتفق مع الرئيس مسعود على مواصلة التعاون والتنسيق بين قوات الطرفين،لحماية الحدود ،وفرض الإستقرار فيها،إذن المعركة الآن صارت بين تركيا بغداد والاقليم من جهة ، وبين حزب العمال التركي البككا، ولكن لم يصدر من حكومة بغداد ،أي موقف رسمي، تجاه تركيا ودخول قواتها الاراضي العراقية، وتوقف هجوم مخلب النسر ،وملاحقته لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي أخذ يشكل تهديداً، وخطراً ليس على الأمن القومي التركي، وإنمّا على الاراضي العراقية، بعد أن تمرّكز عسكرياً في سنجار وقنديل، وحفر أنفاقه في عموم جبل سنجار، وصار من المستحيل طرده من سنجار وجبل سنجار ،الذي جعله قاعدة عسكرية يخبيء فيها أسلحته، ويتمترس فيها، وهذا يتطلب عملية عسكرية واسعة جدا ،تشترك فيها القوات العسكرية التركية والبشمركة والجيش العراقي، لطرد البككا من أنفاق جبل سنجار، ومن داخل سنجار ، وحل الحشد الايزيدي ،الذي ينتمي بالإسم للحشد الشعبي، وسلاحه بيد حزب العمال البككا، ولاءاً وبندقية ،وفرض الأمن والإستقرار داخل سنجار من قبل الجيش والشرطة المحلية، ومنع أي مظهر من مظاهر البككا داخل سنجار وخارجها، حتى يتسنّى لأهلها العودة من النزوح ،والعيش بكرامة وأمان فيها،لأن من يحكم سنجار الآن ،هو حزب العمال التركي بكل وضوح من خلف الستار،وهذا يعلمه أهل سنجار والقرى المجاورة لها ، وحتى الحكومة في بغداد، إذن الأوضاع العسكرية تنتفخ هناك ، وتنتظر الإنفجار ، والإنفجار الذي نعنيه ،هو قيام الجيش التركي بشن هجوم كبير، يجتاح فيه قرى دهوك وسنجار ومخمور وقنديل، كما أعلن الرئيس أردوغان نفسه بذلك، وعندها سيضع حكومة الكاظمي وحكومة الاقليم، أمام الأمر الواقع ،ويفرض شروطاً تعجيزية على الطرفين، والتبرير جاهز ومنطقي، إما تطردون حزب العمال عن أراضيكم ،وإمّا نحن نلاحقه، داخل أراضيكم ونقضي عليه، لأنه أخذ يشكّل خطراً مباشراً علينا وعليكم، بتأسيسه قواعد عسكرية على الحدود، والأراضي العراقية – التركية، ويسيّطرعلى أقضية ونواحٍ وقرى عراقية ، نعتقد مالم يبادر الكاظمي، ويحسم موضوع البككا في شمال العراق ،وتحديداً سنجار، قاعدته العسكرية الكبرى، ومنطلق عملياته داخل وخارج العراق، سيتعقد الوضع،ويعطي التبرير للجيش التركي ،بدخول الاراضي العراقية ،والتي لن تخرج إلاّ أن تحقق اهدافها العسكرية والسياسية ولم تخرج،الآن الكرة في ملعب الكاظمي، وحكومة الإقليم ،الكاظمي بين فكّي مخلب نسر أردوغان والبككا، وعليه الإفلات منهما ...
0 تعليقات