بقلم ابراهيم المحجوب
سبق لك وان زرت مدينة الموصل عدة مرات وفي كل زيارة يفيض علينا نهر دجلة بالدهن الحر والعسل وتكتسي شوارعنا بالأشجار الخضراء وتكتمل جسورنا الخمسة بقرارت ورقية لا يوجد لها اي وجود على ارض الواقع..
فالمعاناة نفسها المعاناة مازلنا نعيشها وافواهنا مملوءة بالمرارة. ربما سيذهب بكم السيد المحافظ الى دار ضيافة يليق بمقامكم فأسأله عن احوال الفندقين الرئيسيين نينوى اوبروي والموصل ماهي اخبارهم بعد اربعة سنوات من التحرير واكيد حضرتكم مهندس وعلى اطلاع تام ان الصين اصبحت تنجز ناطحة السحاب بمدة ستة اشهر فلماذا فنادق الموصل الرئيسية مازالت ركام...
سوف يتكلم لكم مدير الطرق والجسور عن الجسر الثالث والانجاز العجيب الذي حققوه ورغم رداءة العمل والتحفظ على بعض مفردات الجسر الا اننا حمدنا الله وشكرناه لهذا الانجاز ولكنني اعرف انهم لن يأخذوك للجسرين الرابع والخامس بحجة انهما تحت الانجاز وهي حجج واهية لان الجسرين تعرضا لعملية ترقيعيه فقط وانجازهم يحتاج سنوات حسب تقديرات اخواننا المسؤولين وكأننا سوف نبني طريق الحرير الدولي وليس جسر طوله خمسمائة متر..
واياك اياك يادولة الرئيس ان تعكر زيارتكم وتزور مدينة الطب في الموصل التي تضم مستشفى العام والجمهوري والبتول والحروق ومستشفى الاورام والطب العدلي لأنها مازالت انقاض لا يرجى منها مستقبل فاليوم البركة بالمستشفيات الكر فانية وكأننا نعيش في دولة نائية في صحراء قاحلة جرداء...فالموصل اليوم وضعها الصحي تحت الصفر وكل ما يقال لك هو اكاذيب وظيفية مدعومة من جهات سياسية وتتصور وصلت بنا الحد ان المواطن الذي يتكلم عن خلل في دائرة معينة يصبح عدوا لجهة سياسية وكأننا مازلنا نعيش عصر الفراعنة...
دولة الرئيس وانت كما اعرفك شخصياً مهندس من العوائل الكريمة العربية الاصيلة وشباب طموح عليك ان تلتقي بالنخب الشبابية بعيدا عن السياسيين وبعيدا عن ما يسمون انفسهم شيوخ عشائر فهؤلاء تعلموا على المجاملة والموصل تنزف والمداهنات لا تبني البلد بناء صحيح..
يادولة الرئيس
تحدثتم عن موضوع التعويضات فانا انقل لكم رسالة عوائل الشهداء والمفقودين والمغيبين ان الجوع قد وصلهم والمثل يقول الشبعان لا يعرف بالجوعان وكما تقول العرب الجوع كافر فلقد دخل الكفر البيوت واصبحت النساء تراجع المنظمات والدوائر من اجل انجاز معاملة شهيد مضى اكثر من اربعة سنوات وهم بدون راتب او معيل ومازال المسؤولين يتبجحون بأعذار كاذبة وها انا اقولها لك كما قالها اخوة يوسف ((يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ))
نعم يادولة الرئيس
مسنا واهلنا الضر فارحمنا من الروتين القاتل في محافظتنا وانظر الى اكبر محافظة عراقية بعد العاصمة بغداد وهي تعيش الحرمان والروتين والشوارع المزعجة وانعدام الواقع الصحي وهنا اكرر انعدام الواقع الصحي فهل تعلم يادولة الرئيس ان مستشفياتنا عبارة عن حياطين فقط ولايوجد اي علاج او جهاز طبي فيها والمريض يشتري ادويته مرغما من خارج المستشفى. وواقع النظافة مزري جدا...
ولان حديثي طويل يشبه شجون اهالي الموصل سوف يذهب بك ربما مدير البلدية الى نافورة باب الطوب لترى هذا الانجاز الذين يعتبرونه من معالم موسوعة غينس فأسأله اين باب الطوب نفسها وهل اكلها الذئب هي واسواقها وعماراتها ونكهتها القديمة...
دولة الرئيس
ان كانت زيارتكم دعاية انتخابية فأطمأن يادولة الرئيس فانا اول من يدعم مرشحيكم لأننا لم نجد ان عبود افضل من جاسم وان كانت زيارتكم زيارة خدمة لأهل الموصل فانزل الى الشوارع وحدك بدون ضجيج وتصفيق ومعك حمايات تخيف الشارع قبل المواطن وشاهد بأم عينك الدمار في المدينة القديمة والجسور المرقعة التي خلت معالمها من اي شكل هندسي وكأنها عبارات قديمة اكل منها الدهر وشرب...
فان كنت تريد البناء بعيدا عن المحسوبيات وعن رضاء فلان او مجاملة للحزب الفلاني فالساحة مفتوحه امامكم وسوف يذكرك الموصليون الاوفياء للاجيال القادمة ونقول هذا ما ساعدنا في اعادة الحياة الى مدينتنا...وان اتيت لمجاملتنا فمعك من رجالاتنا مع يجيدون المجاملة في اتم وجه وهم يمارسونها يومياً...وسوف يظهرون لك ان الموصل لا تحتاج لأي شيء لان اغلبهم يسكنون في اقليم كردستان ولايعنيه الواقع الخدمي بشيء....
0 تعليقات