بقلم ابراهيم المحجوب
لم تكن ثورة الحسين الشهيد من اجل جاه او مال او سلطة دنيوية وانما من اجل القضاء على العبودية في كل بقاع الارض.. ولم يكن سيد الشهداء بحاجة الى من يمدحه او ينشد له قصيدة وطنية او انشودة اغنية اسلامية فهو حفيد نبي الرحمة وابن الزهراء البتول ووالده علي ابن ابي طالب الصحابي الوحيد الذي لم يسجد في حياته لصنم ومن ينتمي لعائلة مثل عائلة الامام الحسين عليه السلام لا يحتاج من الدنيا أموالها ومسكنه في الآخرة مع الأنبياء والصديقين...
هكذا ولد الحسين وهكذا تعلم الدين الصحيح في اسرة محمديه يعلمون من تعاليم الله مالا يعلمه الكثيرون..
وبعد ان انتهت الخلافة الإسلامية واصبحت الفتن تظهر على سطح الإسلام كان لابد ان تكون هناك ثورة تصحيحية تعيد المبادئ والتعاليم الاسلامية الى سابق عهدها..
وهنا انتفض سيد الشهداء وحمل معه راية الإسلام ومعه صحبةً قليلة العدد من اهله وصحبه ولكنهم كبيرون بعناوينهم ومسمياتهم فهم من عائلة الاطهار عائلة سيد الابرار النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام....وبدأت رياح الثورة لتعلن بداية معركة التصحيح واعلاء كلمة الحق تحت راية لا اله الا الله يقابلها حشود الشر والطغيان ودارت المعارك وبدأ بريق السيوف ودماء الطاهرين وعويل الزينبيات يصل اعنان السماء. جيوش مجيشة بالعدد والعدة يقابلهم ناس معدودي العدد مؤمنين بقضيتهم الحسينية لا يخافون من خصمهم وثقتهم بالله مطلقة اما النصر وارجاع الحق الى سابق عهده او الشهادة والفوز بجنان النعيم...
وكانت ارادة الله فوق كل شيء.. وحتى يبقى الطغاة فوق الارض تخافهم شعوبهم وينهبون ثرواتهم ويبقى المنافقون خلائف اسلافهم يهتفون للقوي المرتد ضد الضعيف المؤمن. لقد قالها الحسين ((هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك)) فاين امة محمد وثورة ابو عبدالله سيدنا الحسين اليوم من فراعنة العصر وهم يأكلون خيرات بلادنا جهارا نهارا لا يردعهم رادع ولا يخافون الله في شيء... الجميع يبكي على الحسين ويرفع فوق رأسه شعارات ثورة الحسين والكثيرون ينسب نفسه اليوم للحسين فاين نحن من عمل الحسين ومن ثورة الحسين واخلاق الحسين.. وماذا بقى لنا من دروس تلك الثورة... ومتى يتعلم العبيد انه لا سيادة بعد سيادة الحسين وان الدماء الزكية التي سالت في ارض كربلاء بريئة منا ما دمنا نعبد الطواغيت وانه لأخير فينا اذا لم ننصر مشروع ثورة الحسين...
فهذه الثورة هي ثورة الحرية ضد الاضطهاد والجهل الذي اصاب امتنا الاسلامية.. وهذه الثورة اخذت معناها واصالتها من اصالة آل البيت للحفاظ على الدعوة الاسلامية وقادها حفيد رسول الله حتى نقضي على الفتنة وتكون الراية المحمدية بيد اصحابها....
نعم ياسيد الشهداء ان اغلب الشعوب الاسلامية اليوم تطلب منك ان تعيد عليهم ثورتك حتى نعرف من يقاتل مع الشيطان ومع من يقف في صفوف المؤمنين...
وحتى لا يختلط علينا الجمع بين المسميات فالسراق واللصوص والفاسدين وسارقي المال العام ليس لهم نصيب من ثورة الحسين....
فثورة الاحرار للأحرار وعبيد اليوم هم احفاد عبيد الامس....ولايصلح الله قوما حتى يصلحوا ما في انفسهم.......
0 تعليقات