علي السوداني
كان خطاب العم النعسان المرتبك جوزيف بايدن ليلة السقوط الكبير ، خطاب هزيمة امريكانية مجلجلة وممعمعة ومدوية ورائعة بحق .
لم يحدث مثقال تبدل في العلاقة المصيرية بين طالبان والقاعدة أبداً ، والتغير فقط هو أن طالبان قد درست وتعلمت اللغة الدبلوماسية وحللت لنفسها مساحة كبيرة من الكذب واللعب السياسي الذكي والمبهَّر والمطبوخ بفنادق كرة كأس العالم القادمة بسرعة .
أيتام المطبخ الأمريكي المريض صنعوا اشاعة انقاذ بائسة لحفظ ماء الوجه القبيح .
قالوا ان ما حدث قد تم بموافقة ورعاية أمريكا نفسها . إشاعة غبية بالت على نفسها وماتت عند منظر الهزيمة المروعة التي أنتجتها الكاميرا بمطار كابل وقصر أشرف غني وأنواط الغزال الشارد عبد الرشيد دوستم .
المسألة لم تكن مفاجأة أبداً حتى لمن لديه مثقال ذرة فهم وحدس ، وهذه القطعة الساطعة نشرتها على صفحتي الفيسبوكية المهددة بالحظر الشهري دائماً ، قبل ليلة السقوط العظيم بثلاثة اسابيع وأربعين نشرة أخبار عشوائية مملة :
قريباً جداً ستكون طالبان والقاعدة وداعش المطورة في القصر الجمهوري بكابل .
لقاء بايدن وعامله على محمية العاصمة الجبلية اشرف غني الليلة ، سيبحث عملية ضخمة لانقاذ الذيول الأفغان المساكين ، ونقلهم الى دولة ثالثة بعد أن تم استعمالهم كورق مرحاض أنتهت فوائده !!
قالوا أيضاً وأيضاً إنَّ أمريكا فعلت هذا الفلم المشوق من أجل صناعة مستنقع وفخ كبير للصين وروسيا وإيران وتركيا وآخرين ، ثم تبين أن هذه الدول هي أقرب إلى طالبان الجديدة من قبعة بوريس جونسون والجرعة الثالثة من مطعوم كورونا وأخواتها !!
أما بريطانيا العليلة التي كانت عظمى والشمس لا تغيب عن ذيلها البعيد ، فيبدو أنها ما زالت مخلصة لدورها التأريخي القذر في تصنيع وإيواء وحماية ورعاية وسقاية وتسمين عجول الدين التجاري المتوحش ، ورسم دورها المعروف في تدمير الدول وقتل ونهب الشعوب !!
في النهاية ومن باب إنَّ الدين النصيحة وأننا لا نكره شعب أمريكا أبداً ، أقترح على النظام الحاكم بواشنطن أن يفكر جيداً ويعلم ويتيقن ويعتقد بأن الخطر المحدق بالامبراطورية الأمريكية المتدحرجة ، لا يكمن بالقنبلة الذرية التي يمتلكها الخصوم ، بل بقنبلة الكراهية التي بانت وصارت شديدة الوضوح ، حيث الأرض وناسها يضحكون ويبتهجون اليوم ، ليس حباً أو تعاطفاً مع طالبان وأخواتها بالرضاعة والفعل ، بل بغضاً وكرها بأفعال وجرائم العم سام من قبل ومن بعد !!
0 تعليقات