محمود الجاف
تحية طيبة وبعد :
الأكراد الموجودين في ايران مُسلمون على المذهب الشافعي ويشكلون 80% من المجموع الكلي . عدا مجموعات صغيرة على دين الإثني عشرية وطائفة أهل الحق واليهودية والنصرانية والزرادشتية والمانوية والمزدكية . لغتهُم مُستقلة . لها قواعدها النحوية والصرفية وليست لهجة فارسية كما ذكر بعض المُستشرقين والكتّاب وإن كانتا تنتميان إلى عالم اللغات الهندو - إيرانية . لكنها جزء من الفصيلة الشمالية الغربية . ارادوا تحويل هذا الشعب الى عبيد وخصصوا عددا كبيرا من العلماء لذلك الغرض فقد كتب رشيد ياسمى كتاباً بعنوان ( كرد بيو يستكي نزادى وتاريخي أو ) أي ( الكرد وارتباطاتهم العرقية والتاريخية ) مُحاولا إثبات إنهم جزءاً من الفُرس وكان يكتب على أبواب صفوف المدارس والدوائر ( فارسى سخن كوئيد ) أي تكلموا بالفارسية . وتاريخ محاولاتهم في صَهر الحضارات قديم ومافعلوه مع بلاد وادي الرافدين والعرب وكل من عاداهم خير شاهد .
بعد دخول اسماعيل الصفوي عام 1502 العاصمة تبريز أمر بان تقرأ الخطبة باسم الأئمة الاثني عشرية وكتابة عبارة ( لا إله إلا الله . محمد رسول الله . علي ولي الله ) على العملة وذكر الباحث كامل الشيبي بأن حكمه اقترن بإعلان طقوس جديدة ( منها تنظيم الاحتفال بذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه على النحو الذي نراه الآن وإضافة عبارة ( أشهد أن علياً ولي الله ) إلى نص الآذان وشهادة المسلمين ) وكان عهده بداية جديدة للتاريخ الكردي مُلئت بالفواجع والقتل والتنكيل بدءًا بإلقاء القبض على الزعماء الذين جاؤوا من بلدة خوي (مدينة كردية تقع شمال غرب إيران ) لتقديم الولاء له فأمر بقتلهم لان خطته كانت ترمي إلى القضاء على إماراتهم لكنهُ جوبه بمُقاومة شديدة لمعرفتهم بنواياه السيئة وبطشه واستهانته بأرواح البشر ولم ينسوا ما فعله بإخوانهم التركمان المُسلمين في مدينة تبريز لأنه عندما دخلها قتل عشرين ألفا منهم ولهذا قاوموه لأكثر من عام حين حاصر مدينة ديار بكر رغم ألجوع وكانت النتيجة هلاك أكثر من 15 ألف من سكانها ولم ينجح باحتلالها فعمد الى تصفية علماء الدين وزعماء القبائل وحكام المناطق .
وبعدها قتل الشاه طهماسب الامير جهانكير وهو احد الزعماء الاكراد من الأسرة الحسنوية التي كانت تحكم مقاطعة لورستان وقتل عباس شاه وردي بن محمدي أمير لورستان عام 1596 والأمير الكردي خاني لب زيرين البرادوستي (صاحب اليد الذهبية ) عام 1608مع جميع أفراد جيشه . وفي عام 1609 قضى على الأمير قباد خان رئيس عشيرة الموكري مع 150 من مرافقيه وأصدر فرماناً بقتل الآلاف من عشيرته وأسر النساء والأطفال كما هجَّر15 ألف أسرة إلى منطقة خراسان ليكونوا فاصلا بشرياً بينهم وبين الأوزبك . وبعد وصول نادر شاه الى سدة الحكم استخدم القسوة في مناطق موكريان وبوتان واربيل فانتفضت عشيرة دنبلي وامتد لهيبها الى مناطق خوي رسلماس في أقصى شمال إيران . ارتكب على اثرها مذابح بحق النساء والأطفال حتى اغتيل في 20 تموز 1747 أثناء حملته ضد أكراد خراسان الذين سبق وأن نفاهُم الشاه عباس الكبير في القرن السابع عشر .
وبعد انتصار آغـا محمد خان على ( لطف علي خان ) عام 1794 أمر بفقع وإحضار عشرين ألف زوج من عيون عشيرته امامه وحين أتاه خبر أسره شخصيا أمر بقطع رؤوس ستة آلاف من الأسرى إحتفاءً بهذه المناسبة وتقطيع سجادة نفيسة لأنها تذكرهُ بمثوله أمامه كما نقل رفاته ودفنها أمام عتبة قصره وفعل نفس الشيء مع صادق خان زعيم عشيرة الشكاك وخسرو خان أمير إمارة أردلان ماحدا بصادق خان إلى قتل الشاه آغا محمد في خيمته بقلعة شوش وهو في طريقه للإغارة على جورجيا وعندما بلغ الظلم والاضطهاد ذروته قام الأكراد بانتفاضتهم الكبرى عام 1880 بقيادة الشيخ عبيد الله بن السيد طه الشمديناني الذي سجل بنفسه وقائع بعض المظالم التي دفعتهم إلى ذلك في رسالتين أشار فيها أن شجاع السلطنة نفذ حكم الإعدام بحق خمسين من أتباعه كما عذبوا (فرج الله خان ) حتى الموت وفرضوا غرامات على زعمائهم وأهانوا النساء ورداً على ذلك أرسل ( أبناءه على رأس قواته إلى إيران للثأر ) ولكن القوات الإيرانية وبدعم روسي مُباشر وخديعة من المُبشِّر الامريكي كوجران تمكنت من سحق الانتفاضة وتصفية قادتها وحشر جليل آغا في فوهة مدفع مزقته القذيفة أثناء إطلاقها أما جعفر آغا رئيس عشائر منكور فقد دعاه الامير نظام إلى الاجتماع في مدينة ساوجبلاغ (مهاباد) وأقسم بالقرآن بأنه لن يغدر به ولكنهم اطلقوا عليه النار وقتلوه وبهذا الاسلوب تخلصوا من عدد كبير من زعماء عشيرة البلباسي أثناء دعوتهم للاشتراك في حفلة أحد الأعياد في مدينة مياندو آب .
وعندما قام قاضي محمد مع جدك المُلا مصطفى البرزاني بإعلان جمهورية مهاباد عام 1946 قامت الحكومة الإيرانية بإسقاطها بعد 11 شهراً واعدم قادتها في احدى الساحات . وفي العصر الحديث عندما حكم الخمينيين (1979 ؟) ساروا على منوالهم واستمرت جرائمهم بعد احتلال العراق في 2003 وكنت شاهدا على الكثير منها فقد طالت كل فئات الشعب من شماله الى جنوبه وكلنا نعرف القاتل الذي لم يعد يخجل من افعاله ومن المُؤكد انك سمعت تصريح جلال الصغير جدا عندما قال في احدى خطبه التي القاها في جامع ( براثا ) ان اكراد العراق هم المارقين المذكورين في كتب الملاحم والفتن الذين سينتقم منهم مهديهم حال ظهوره . واكد وجود روايات منسوبة الى أئمة الضلالة كالكليني والقمي والطوسي والحلي والطباطبائي والاصفهاني تحضُّ على مُقاطعتهم والابتعاد عن المُصاهرة والتجارة معهم كونهم قوما من الجن كشف الله عنهم الغطاء . وينقل الشيخ مهدي زين العابدين النجفي في كتابه ( بيان الائمة للوقائع الغريبة والأسرار العجيبة ) ج الاول من الخطبة التطنجية المنسوبة ظلما لسيدنا علي صفحة 279 . 535 باب ( نور الانوار ) جاء فيها ما نصه : عقدت الراية لعماليق كُردان وقال امير المؤمنين ويل للبغداديين من سيوف الاكراد . يشرح مؤلفهُ فيه مُصطلح العماليق قائلاً : "العماليق جمع عمالقة وهم طائفة من الأكراد من أولاد عمليق بن آدم بن سام بن نوح ( عليه السلام ) مُتفرقون في الأرض وكان منزلهم الشام . وكردستان منطقة جبلية تقع بين الأناضول وأرمينيا وأذربيجان والعراق سكانها أكراد عبّر عنهم بالعماليق ستحركهم دولة أخرى كما يظهر من قول (علي بن أبي طالب) فيرتفع علَمَهُم وفي الصفحة ( 535 ) يقول : "وسكان هذا الإقليم لهم ثورة قبل ظهور الإمام القائم المهدي المُنتظر يطلبون فيها المملكة والدولة ويرفعون شعاراتهم وذلك عند ضعف الحكومات المُجاورة فينهضون بعشائرهم ويعقدون للكتائب من جيشهم راية خاصة ويحتلون بغداد " .
وصرّح محيي الدين بن عرب في منظومته في علائم ظهور الإمام الحجة (حسب وصفه ) : أن في الحجاز والعراق طوائف تحارب (المهدي المنتظر) منهم أعراب الحجاز والعراق والأكراد فيقضي عليهم والباقي يطيعون اوامره ويدخلون تحت سيطرته طوعاً أو كرهاً . وهذا الكلام يُشبه إلى حد كبير تصريحات الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف حول إبادة الماشيح ( المسيح المنتظر ) للعرب .
اليس هذا دليلا على انهُما وجهان لعملة واحدة . ام ماذا ؟
طالما انهم يجهزون انفسهم لإبادتنا نحن والاخوة العرب فلماذا لاتفعلون كما فعل الملك البابلي نبوخذ نصر الذي ارتبط مع اجدادنا مصيريا حين تزوج أميديا (والتي عرفت باسم سمير اميس عند المؤرخ اليوناني هيرودوت) وهي ابنة الملك الميدي سياخريس . ثم بنى الجنائن المُعلقة لأجلها عندما أحسَّ انها اشتاقت إلى ارضها الجبلية . عمقنا الديني هم المُسلمون العرب الذين لم تتلوث عقولهم وانفسهم بأخطر فكر اجرامي عرفه التاريخ والذي يُجسده رئيسي بأبشع صوره .
السيد نيجرفان : انتبهوا فهؤلاء دائما يُقدمون الود والورود لكل ضحاياهم قبل نحرهم ثم يُتبعونه بالخنجر المسموم ومافعلوه عندما رفعوا علم الاقليم دون راية العراق يُؤكد لي انهم مُقبلون على خُدعة جديدة وعملية كبيرة وضربة قوية نرجو الله لنا ولكم السلامة منها وهذا مُجرد رأي يستند على قراءة لتاريخهم المُظلم واساليب عملهم وتصريحاتهم وعدائهم المُعلن لنا والتي يُمكنك مُراجعتها فورا .
اللهُم بلغت . اللهُم فاشهد .
المصادر :
بديع محمد جمعة : الشاه عباس الكبير . ص 8
باسيل نيكيتين : الاكراد . بيروت . ص 144- 160
مجلة البيان العدد 307 ربيع الأول 1434هـ فبراير 2013 م
عزيز شمزيني : الحركة التحررية للشعب الكردي . كردستان 1986 ص 4
أدموندز : كرد وترك وعرب . ترجمة جرجيس فتح الله بغداد . ص 168- 174
وليام إيغلتن الابن : جمهورية مهاباد . ترجمة وتعليق جرجيس فتح الله . ص 38- 49 . كمال مظهر احمد : دراسات في تاريخ ايران الحديث والمعاصر بغداد ص231 صالح . شرفخان البدليسي : الشرفنامة ترجمة جميل بندي الروزبياني ص 76 هامش 1 . مينورسكي : الاكراد ملاحظات وانطباعات ص 96 نيكيتن : الأكراد 172 .بديع محمد جمعة : الشاه عباس الكبير بيروت 1980 ص 94 .محمد أمين زكي : خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص 194 .
ال مظهر : دراسات في تاريخ إيران ص 23 . 233
محمد أمين زكي : خلاصة تاريخ الكرد ، ص216 .
0 تعليقات