سلمان عبد الحسين - شاعر بحريني
فداء لمثواك من مصرع
تنوَّر بالأبلج الأروعِ
وتقع المعارضة في 66 بيتاً، والله من وراء القصد
تكوثرتُ شعراً من المنبعِ
فعشتُ الهوى حسبما أدَّعِي
وآمنت بالعطشِ الكوثريِّ
بأنْ كان ماءً بلا أذرعِ
وقلتُ
شعور الظما يشبه انهمار
السفوح إلى الأفرعِ
وإن كان هذا الظما عافراً
أتى الريُّ من سفحه الأرفعِ
لِيُشْرِبَ نصَّ البلاغ الذي
سأتلوهُ
من عطش المصرعِ
فيروى بما في حسينِ الندى
قتالا إلى آخر المنزعِ
إذا الشعر لمّا يقاتلْ هنا
فأولاهُ شربة مستنقعِ
وإن لم يعش فورةً في الحِمَامِ
فأولاهُ أولاهُ في المخدعِ
عَرِفتُ طريقَ الحسينِ
الدليل لمُستَتْبِعٍ
غير مُستَمْنِعِ
وأدركت أن القليل الذي
أتاه خلاصة
من ذا معي؟!
وأن الكثير الذي قد دعاه
دعاه
ومن ذا دُعِي
لا يعي
لقد عَرِفَ السبط
يا ابن البتولِ
ويا ابن عليٍّ من المسمعِ
ولم يعرف السبط
من شفِّ رؤيا لأحمد
تأتي من المدمعِ
رآه صريعاً
من الجسم غضاًّ بكفيَّهِ
يخشى من المُوقِعِ
من اللثم في النحر
واحمرَّ لثماً
فقال هنا السهم في الموضعِ
رأوه رسائل تغريد نكثٍ
على نغمة الحانثِ المسجعِ
هنا الدين صار ادعاء الكلام
من المتهتِّك والأورعِ
وخارج ما أسجعوه بيانا
رأيت الرسائل كالبرقعِ
قد استسهلوا
قول أقدم إلينا
قناعاً لدى الأوجه القنَّعِ
تحب بدون القناع
وتغدو
بلبس القناع من المبضعِ
تجيد رسائل نصر الهداة
وتبحث للغدر عن مرتع
ولا مرتع غير جيش الطغاة
على الضدِّ
لا بل على المطمعِ
رآه الرسول مداس الخيول
من الصدر ذي الخافق المُقْلِعِ
ألا راكبا فوق ظهر النبي
لدى الوِردِ يعلوه لم يخشعِ
به فرح الطامحين العظام
وصدر من الشبك بالأربعِ
فقال مداس العدا صدره
فذا الصدر في القوم مستودعي
رأوا صدره الأنف داسوا عليه
مداساتهم تلك في الأضلعِ
وليست حوافر خيل عدت
على الصدر جبرا
ولم تَقْنَعِ
فيا قائلا
يا أحب الحسين
وياؤك
ما الياء للطيِّعِ
تنادي عليه
وتفدي سواهُ
كأن المنادى بلا مرجعِ
سئمتُ حديثك عن مرضِعٍ
سقت حبَّه الثرَّ للمُرضَعِ
وآخر هذا الرضاعِ
حُسينٌ عَطِيشٌ
من الماء لم يَجرَعِ
هنيئا لأشباعِ هذا الحليبِ
هوىً ناقصاً ليس بالمُشبِعِ
هنيئاً لشعرك مسترسِلاً
وقد جاءَ في هيئة المُسْبِعِ
وسبحان عَدْوِكَ بالشعر
ثأراً
فلا بالبَطِيءِ
ولا المُسرِعِ
ولكنه اصطفَّ
أين الغِلابُ؟!
فسار بها عدوة المُضْبِعِ
هل اخترتَ يا شاعر الأمنياتِ
بأن تنصر السبط في الموسعِ
وأنتَ تضيقُ عليه خياراً
إذا قيل بالحقِ فلتصدعِ؟!
غشتك السيوفُ
فصرت السيوفَ
ونصُّك نصلٌ
لدى المُشرِعِ
ولا ما احتملت اختبار الصحاب
أشار الحسين من الأصبعِ
لتهتف قد بترت لا تشيرُ
وما أنا بالفارس الأشجعِ
أنا شاعرٌ من حدودِ الكلامِ
أقامرُ بالكلمِ الأنصعِ
ولا أُنجِعُ القولَ خوفَ الخضوعِ
فكم شاعر ثار لم يَخضَعِ؟!
وكم شاعر ثار من أجل ذاتٍ
مبادؤه الحظ للأجشعِ
يقول حسينٌ أنا كوثريٌّ
فتدعوه يا عطش البلقعِ
وتصرفُ عنكَ الرواءَ الأخيرَ
بإبهامهِ الناضحِ المُضرَعِ
ضراعةَ أنْ ليس من حالبٍ
ولا مَرضَعٍ كان في المُودَعِ
فقد أودعَ الله إبهام سبطٍ
سقاية تعطيشه المُمْرعِ
وردِّ على أبتر الادعاء
بقطع اصبع السبط من أكتعِ
بأن لفاطم نسل البقاء
من الخنصر امتدَّ
لم يقطعٍ
وكان رواية أرض الطفوف
بماء الخلود من المنجعِ
فنحر الحسين تكوثر نزفا
وكان من السقي في المطلعِ
بديل الفرات الذي قد عصى
وصار من الزمرة الخُنَّعِ
فمن جاء منتصرا بالحسين
نحى الشعر واليأس عن مبدعِ
ليرسم مصرعه المستدام
ومن مصرع الفتح لم يجزعِ
فمن طلب الفتح
شاء الحسين مسيراً
وبالركب لم يهطعِ
وقالت أتيت كباقي الصحاب
فحاجٌ تحجُّ لدى المفزعِ
ومن كلِّ فج يُحجُّ الحسين
ويؤتى من المصرع الموجعِ
تطبَّعْ لمصرعه المستباح
مطيحا بجسمك
أيْ أَوقِعِ
ولا تشبهن حافراً للخيول
التي شاءت الصدر
في المَطَبعِ
فما بين صدرك
يغدُو المُداسُ
وأقدام دوسك لم تُردعِ
خيار اصطفافك جنب الحسينِ
وتدعو على مصرعي وقِّعِ
خيارك بالنأي عنه حيادا
وترشيه بالخيل والمدرعِ
خيارك
تصطَّف جنب أعاديه
بعد رسائل مستشفعِ
فصرت تشفِّع فيه السيوف
عليه عليه السيوف اجمعِ
كأبلغ ما قد حوته الرسائل
أن يا سيوف النكوص
المعي
0 تعليقات