في أيام حرب الثمان سنوات العراقية الإيرانية، إعتاد العراقيون يومياً على ترقب المذيع وهو يطل عليهم من خلال ذلك الصندوق المركون في إحدى زوايا غرفهم المسمى (التلفزيون) وهو يتلو بيان القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وما تم إنجازه وفعله في ساحات المعارك ورسم صورة للعراقيين لما يحدث في جبهات القتال ومقدار الغنائم والخسائر وصور من المعركة.
إنتبه العراقيون في ذلك الوقت أن أغلب تلك البيانات كانت تنتهي بعبارة (وإندحر الأعداء مهزومين كالجُرذان!!).
بعد إنتهاء الحرب وإنكشاف المستور وإتضاح الصورة وجد هؤلاء أن حربهم مع الجرذان كلفت بلدهم اكثر من (مليون قتيل) ومثل هذا الرقم أو يزيد جرحى ومعوقين ومليارات الدولارات خسائر بُنية تحتية مدمرة نتيجة تلك الحرب، حينها كان البعض يهمس بصوت خافت أحاديث السخرية خوفاً من بطش النظام آنذاك متسائلين إذا كانت حربنا مع الجرذان كلفتنا كل هذه الخسائر، فكم ستكون الخسائر فيما لو كانت مع غيرهم؟.
بعد كل محاولة تعرض أو هجوم أو مجزرة ترتكبها العصابات الإرهابية أو داعش تتعالى الكثير من الأصوات هنا وهناك تطالب بعدم تهويل الجرائم وتضخيمها وإعتبارها من الأمور الإعتيادية التي تحدث في هذا البلد المنكوب إلى درجة أن أحدهم وهو بدرجة وزير بشّرنا أن هذه الخسائر ضمن النسبة الإعتيادية لدولة تعيش حالة الإستقرار مما يعني أن بلداً مثل العراق الغارق في الفوضى والإرباك عليه أن يقدم خسائر أكثر لتتوازن مع الحالة التي يعيشها.
الكثر ممن يدّعون التحليل السياسي وفضائيات ورجال سياسة أصبحوا في غفلة من الزمن يطالبون بعدم التهويل والتضخيم متناسين أو ينسون أن دولاً تحترم شعوبها تُجيّش الجيوش وتغلق سفارات وتقطع علاقات دبلوماسية لمجرد أن أحد مواطنيها قد تم خدشه خارج الحدود، لكن أين الحياء؟.
يتناسى هؤلاء أن الضحايا هم عراقيون ولايوجد أي تبرير لسفك دمائهم سوى الإرهاب، ثم هل كُتب على العراقيين أن يكون الموت عنواناً لحياتهم؟، ولماذا نهوّن من قسوة المصيبة؟ نعم الإرهاب موجود ومتربص بنا في كل مكان وزمان وهو حقيقة لابد من الإعتراف بها لإخذ الحيطة والحذر والإستعداد، لا أن يُذبح شبابنا كالنعاج تحت أنظارنا ومن ثم ندعو إلى عدم التهويل.
مصيبة الدم العراقي أنه رخيص ربما يكون أرخص من شربة الماء وأهوّن من نوى التمر، ليتكم تحترمون دماء شعبكم ولاتستصغرونها وأن لاتعتبروا حروبكم ضد الإرهاب هو مجرد مطاردة للجرذان..لنكتشف أن هؤلاء الجرذان قد أصابونا في مقتل..أليس كذلك؟.
إنتبه العراقيون في ذلك الوقت أن أغلب تلك البيانات كانت تنتهي بعبارة (وإندحر الأعداء مهزومين كالجُرذان!!).
بعد إنتهاء الحرب وإنكشاف المستور وإتضاح الصورة وجد هؤلاء أن حربهم مع الجرذان كلفت بلدهم اكثر من (مليون قتيل) ومثل هذا الرقم أو يزيد جرحى ومعوقين ومليارات الدولارات خسائر بُنية تحتية مدمرة نتيجة تلك الحرب، حينها كان البعض يهمس بصوت خافت أحاديث السخرية خوفاً من بطش النظام آنذاك متسائلين إذا كانت حربنا مع الجرذان كلفتنا كل هذه الخسائر، فكم ستكون الخسائر فيما لو كانت مع غيرهم؟.
بعد كل محاولة تعرض أو هجوم أو مجزرة ترتكبها العصابات الإرهابية أو داعش تتعالى الكثير من الأصوات هنا وهناك تطالب بعدم تهويل الجرائم وتضخيمها وإعتبارها من الأمور الإعتيادية التي تحدث في هذا البلد المنكوب إلى درجة أن أحدهم وهو بدرجة وزير بشّرنا أن هذه الخسائر ضمن النسبة الإعتيادية لدولة تعيش حالة الإستقرار مما يعني أن بلداً مثل العراق الغارق في الفوضى والإرباك عليه أن يقدم خسائر أكثر لتتوازن مع الحالة التي يعيشها.
الكثر ممن يدّعون التحليل السياسي وفضائيات ورجال سياسة أصبحوا في غفلة من الزمن يطالبون بعدم التهويل والتضخيم متناسين أو ينسون أن دولاً تحترم شعوبها تُجيّش الجيوش وتغلق سفارات وتقطع علاقات دبلوماسية لمجرد أن أحد مواطنيها قد تم خدشه خارج الحدود، لكن أين الحياء؟.
يتناسى هؤلاء أن الضحايا هم عراقيون ولايوجد أي تبرير لسفك دمائهم سوى الإرهاب، ثم هل كُتب على العراقيين أن يكون الموت عنواناً لحياتهم؟، ولماذا نهوّن من قسوة المصيبة؟ نعم الإرهاب موجود ومتربص بنا في كل مكان وزمان وهو حقيقة لابد من الإعتراف بها لإخذ الحيطة والحذر والإستعداد، لا أن يُذبح شبابنا كالنعاج تحت أنظارنا ومن ثم ندعو إلى عدم التهويل.
مصيبة الدم العراقي أنه رخيص ربما يكون أرخص من شربة الماء وأهوّن من نوى التمر، ليتكم تحترمون دماء شعبكم ولاتستصغرونها وأن لاتعتبروا حروبكم ضد الإرهاب هو مجرد مطاردة للجرذان..لنكتشف أن هؤلاء الجرذان قد أصابونا في مقتل..أليس كذلك؟.
0 تعليقات