د.قحطان صديق
مضى الان ستة ايام على الهجوم الروسي على اوكرانيا، لحد الان تقدم القوات الروسية بطيئ ويتعثر وقد ابدى الاوكران مقاومة عنيفة في بعض الاماكن ولا زال الموقف في عدة مدن مثل خاركيف ثاني اكبر مدينة اوكرانية ولا تبعد سوى ٢٠ كم عن حدود بيلاروسيا التي بدا منها احد محاور الهجوم مشوشا تارة يقال سقطت واخرى يقال استعيدت وهكذا..
ولكن لنكن واقعيين ففي ظل عدم وجود اي دعم عسكري بقوات على الارض من قبل الناتو..كم ستصمد اوكرانيا امام ثاني اقوى جيش في العالم؟
اعتقد ان سقوط كييف هو مسالة وقت لا اكثر ..تلكأت الارتال في الوصول او اعيد تقييم الموقف او كان اداء الجندي الروسي اقل من المتوقع..اولا واخيرا ومع الوقت المسالة ستحسم وستدخل القوات الروسية كييف وتسقط عمليا حكومة زيلينسكي..
ما بعدها مفتوح على الكثير من الاحتمالات قد يستقر الوضع وتاتي حكومة تمالئ روسيا وتوقع معها اتفاقات عسكرية وامنية ..وقد تستمر المقاومة ويستمر الدعم الغربي لها وتنزلق معها اوكرانيا الى المجهول..
كل العقوبات التي ستفرض على روسيا مؤثرة دون ادنى شك
وستعقد موقف روسيا جدا..ولكن ان استقر الموقف العسكري فسيخف ضغط الحصار على روسيا فمصالح اوربا الغربية تتأثر كثيرا بالحصار وستضغط الشركات الكبرى لاعادة التعامل مع روسيا من اجل مصالحها..فليس معقولا ان تبقى هذه المقاطعات الكثيرة قائمة خطوط الطيران، وتجميد الاموال، وايقاف عمل البنوك،..الغاز لا زال يتدفق على اوربا واوربا تغض النظر !..لماذا لا توقفه اذن ضمن حملة مقاطعاتها؟
روسيا دولة قوية تمتد على جغرافية واسعة ولديها حلفاء لا يمكن تهميشها ولا الاستمرار بمقاطعتها كما تقاطع امريكا والغرب ايران او كما قاطعت العراق..
لو استمعنا الى خطابات الرئيس الاوكراني لامريكا وللغرب سنلمس فيها نبرة اليائس والعاتب..فهو يرى ان الدعم العسكري مفيد والعقوبات مفيدة ولكنها لن تؤثر ميدانيا تاثيرا فعالا ولن تثني روسيا عن الوصول الى كييف طال الوقت ام قصر ..
لا ننسى عند غزو القوات الامريكية وحلفاءها للعراق استغرق هجومها شهرين حتى وصلت بغداد..
استمرار المعارك لفترة طويلة والصمود للجيش الاوكراني سيعني تدمير اكبر للبنى التحتية الاوكرانية ولمعاناة الناس فالمعارك تجري على اراضيهم.
زيلينسكي مستعد ان يقدم تنازلات كثيرة الان من اجل اتفاق او حل وسط ولكن ليس من المعقول ان توافق روسيا بعد قرار دخول اوكرانيا وتعرضها لكل هذه الادانات والمقاطعات على حل ليس فيه ذهاب زيلينسكي وحكومته واعلان حياد اوكرانيا على الاقل..
لا حل امام روسيا الا الوصول الى كييف واسقاط الحكومة الاوكرانية والا اصيبت بهزيمة تاريخية مخزية..
لا احد يدفع الثمن في حرب المصالح هذه الا الشعب الاوكراني الذي دمر وسيبقى يعاني فلا الغرب تقبلهم اوربيا او تقبل بلدهم في الناتو ولا اصبحوا حلفاءا لروسيا..
وبقيت اوكرانيا الجميلة معلقة لا متزوجة ولا مطلقة..وستجلب الى بيت الطاعة مرغمة..
0 تعليقات