في سيناريو حروب المستقبل لن يكون للأسلحة التقليدية الدور الرئيس
* المسيرات تصفر الخسائر بين صفوف الطيارين والملاحين وكلفها واطئة تصنيعاً وتشغيلاً مقارنة بالطائرات الحربية
* المسيّرات مهمة في الاستراتيجية العسكرية لذلك أدخلتها روسيا في هيكل قواتها وتنظيمها
* اسرائيل وإيران وتركيا من الدول المصنعة والمالكة للطائرات المسيّرة وهي تستخدمها في صراعات المنطقة
* العالم سيدخل عصراً جديداً من حروب الطائرات المسيرة مع تطور التكنولوجيا وتقدمها وربطها بالذكاء الصناعي
* دعوة العرب إلى تصنيع الطائرات المسيّرة وحيازتها وإدخالها في العقيدة العسكرية والأمنية العربية
أحدثت الثورة العلمية والتكنولوجية نقلة نوعية في تطور الفكر العسكري المعاصر، إذ وضعت العديد من الجيوش مجموعة من البرامج والخطط بهدف إعادة تنظيم القوات المسلحة، بحيث تغدو قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في الحروب المقبلة. وفي سيناريو حروب المستقبل لن يكون للأسلحة التقليدية الدور الرئيس، كما في السابق، فمعظم الأسلحة التقليدية وتنظيمات القوات المسلحة مرشحة للاستبدال والاستغناء عنها مستقبلاً بأعداد محدودة من الجنود المدربين تدريباً نوعياً، وتجهيزاً متطوراً، ومزودين بأجيال جديدة ومتطورة من المعدات والأسلحة الفتاكة.
الطائرات المسيّرة بلا طيار أو الدرون او الزنانة، هي طائرة غير مأهولة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقاً لطريق تسلكه، تحمل حمولات لأداء مهماتها كالكاميرات والقذائف والأجهزة، وتعد أحد الأسلحة التي تمتاز بالذكاء الصناعي والتي أصبحت من اسلحة الجيوش الرئيسة في الحروب الحديثة، وباتت من الناحية الاستراتيجية والعسكرية سلاحاً مهماً واسع الانتشار ومتعدد المهمات، بالإضافة إلى استخداماتها للأغراض المدنية السلمية.
دخلت الطائرات المسيرة الخدمة في جيوش عدة من دول منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات ساخنة وحروب بالوكالة، كونها سلاحاً فعالاً متعدد الأغراض والمهمات وبساطة التشغيل والاستخدام وسهولة مناورتها وإمكانية الاستخدام المزدوج وذا كلفة منخفضة، مقارنة بأنواع أخرى من طائرات القوة الجوية من حيث كلفة الإنتاج والصيانة والطلعات الجوية، وسهولة مناورتها.
تمتاز الطائرات المسيّرة بلا طيار بمزايا وخصائص عديدة سهلت استعمالها في مهمات مختلفة الأنواع، لعل أبرزها تصفير الخسائر بين صفوف الطيارين والملاحين والكلفة المالية الواطئة للتصنيع والتشغيل بالمقارنة مع الطائرات الحربية على اختلاف انواعها، فضلا عن تفادي كشفها ومعالجتها بوسائل ومنظومات الدفاع الجوي المتيسرة لصغر حجومها وسهولة مناورتها وطيرانها بارتفاعات منخفضة.
والطائرة المسيرة عبارة عن مركبة جوية غير مأهولة، على انواع عدة حسب المهمات:
* طائرات الاستطلاع والتصوير الجوي والرصد والمراقبة
* المسيرات القتالية التي تحمل القنابل والصواريخ
* المسيرات الانتحارية او الملغمة (الكاميكاز) التي تنفجر على الهدف
وتنفذ المسيرات، في الوقت الراهن، المهمات الآتية:
- الاستطلاع والمراقبة والرصد والتصوير الجوي.
- مهمات القيادة والسيطرة والاتصالات ونقل ما يجري في ساحة المعركة إلى مراكز العمليات.
- تدمير الاهداف الارضية وإيقاع الخسائر بها.
- عرقلة تقدم أرتال العدو.
- استهداف القدمات الإدارية ومواد تموين القتال.
- تصحيح نيران المدفعية والصواريخ والطائرات المقاتلة.
- المساعدة في مهمات البحث والإنقاذ.
- لأغراض الحرب الالكترونية وتحديد مواقع الشبكات المعادية والتشويش عليها.
- مكافحة الإرهاب وتتبع تحركات التجمعات الارهابية ومعالجتها.
برزت الحاجة لاستخدام سلاح المسيّرات في القوات المسلحة بفروعها وصنوفها كلها، كونها وسيلة فعالة وسلاحاً لتعزيز قدراتها الاستطلاعية لجمع المعلومات عن العدو وتحديد المناطق الرخوة ونقاط الضعف ومعالجتها، ومراقبة تحركات العدو ونشاطاته في مسرح العمليات للحصول على معلومات فورية تنقل مباشرة إلى مراكز العمليات، وكذلك توظيفها لتأمين متطلبات منظومات القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات والحرب الإلكترونية، وتصحيح نيران الصواريخ والمدفعية ومعالجة الأهداف الأرضية بالقنابل والصواريخ جو – أرض.
والمسيّرات من الأسلحة الملائمة لمراقبة التنظيمات المسلحة والارهابية وتتبعها ومعالجتها في المناطق النائية والوعرة والصحراوية.
على نطاق الشرق الأوسط، تقدم الطائرات المسيّرة، في الوقت الراهن أدواراً مهمة وملموسة، بخاصة أنها تجوب الأجواء من البحر الأحمر جنوباً حتى سواحل البحر المتوسط شمالاّ، في ظل التوترات والصراعات القائمة والنزاعات الاقليمية في المنطقة، وتداعيات الأزمة الأمريكية – الإيرانية التي ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تعد اسرائيل وإيران وتركيا من الدول المصنعة والمالكة للطائرات المسيّرة التي تستخدمها في صراعات المنطقة، فالجيش الإسرائيلي الذي يتسلح بأحدث الطائرات الحربية الامريكية المقاتلة ومنظومات الأسلحة الدقيقة، بات يمتلك أسطولاً من الطائرات المسيّرة لقصف أهداف في سوريا ولبنان والعراق.
أما إيران فقد أدركت، من جانبها، نقطة قوة خصومها بالمنطقة وامتلاكهم الطائرات المقاتلة الحديثة، فعززت أسطولها من الطائرات المسيّرة مختلفة الأنواع والمهمات للتعويض عن الضعف في قدرتها الجوية المتهالكة، كما زودت إيران وكلاءها في المنطقة بالمسيّرات ودربت عناصرها على التشغيل والاستخدام.
وقطعت الصناعة التركية أشواطاً متقدمة في تصنيع المسيّرات وتطويرها، وابرز طائراتها المسيرة هي (البيرقدار TB2) التي تستخدمها القوات المسلحة التركية ضد المتمردين في شمال سوريا والعراق، كما استخدمت المسيّرات التركية في أذربيجان وليبيا وأوكرانيا.
غيرت المسيّرات مسار الحرب في اقليم ناغورنوكارباخ لصالح اذربيجان ضد ارمينيا.
دخلت تهديدات الطائرات المسيّرة مرحلة خطيرة، بعد أن تمكنت الميليشيات والتنظيمات المسلحة من الحصول عليها لتتنافس مع الجيوش وتستخدمها على وفق أجندتها السياسية وارتباطاتها بالدول الاقليمية، وأصبحت الطائرات المسيرة الايرانية متاحة أمام وكلائها لتستخدمها في صراعات المنطقة في إطار الحرب بالوكالة بين ايران ووكلائها من جانب، وأمريكا وحلفائها من الجانب الآخر.
يستخدم الحوثيون في اليمن الطائرات المسيّرة محلية الصنع والمشابهة للنماذج الايرانية، بصفة مؤثرة وكلفة منخفضة، وتستهدف المسيّرات المواقع الاستراتيجية والمنشآت النفطية في السعودية والإمارات. ونشير في هذا المجال إلى ابرز عمليات المسيرات في منطقة الخليج العربي، وهو الهجوم الجوي بالطائرات المسيّرة الايرانية إلى جانب صواريخ الكروز على المواقع النفطية الحيوية شرق السعودية في مناطق البقيق وخريص في 14 أيلول/ سبتمبر 2014، والذي أدى إلى إيقاف نصف إنتاج المملكة من النفط.
يعطي الجانب الأمريكي الأهمية لعمليات المسيّرات في المنطقة، إذ يعتمد على (الدرونز) اعتمادا كبيرة في ملاحقة عناصر القاعدة وداعش وقتلها، بخاصة في اليمن وأفغانستان والصومال، واستخدام المسيرات نوع MQ-9 REAPER في عملية قتل قائد فيلق القدس ورجل ايران القوي الجنرال (قاسم سليماني) بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبو مهدي المهندس (جمال جعفر الابراهيمي)، في ليلة 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قرب مطار بغداد الدولي.
وبالجانب الروسي فقد نفذت المسيرات الروسية في سوريا مهمات التجسس والاستطلاع والمراقبة وربط الأهداف المقرر قصفها بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات المقاتلة الروسية، من خلال المراقبة المستمرة بالطائرات المسيرة بنحو مباشر، وتنقل المسيّرات الروسية صورة حية، على مدار الساعة، لساحة المعركة إلى مراكز القيادة والسيطرة، ولأهمية المسيّرات في الاستراتيجية العسكرية الروسية، فقد أدخلتها في هيكل القوات الروسية وتنظيمها.
وفي المرحلة الراهنة، يمكننا القول إن تقنية الطائرات المسيّرة بلا طيار استطاعت فرض مكانتها في منظومة تسليح الجيوش كأحد متطلبات الحروب الحديثة وأسلحتها، إذ تمكنت من تغيير المعادلة أمام الدول التي تنفق الأموال الطائلة على تصنيع الطائرات الحربية المتطورة وشرائها ضمن مفهوم (امتلاك السماء يعني النصر بالحروب).
دخل العالم حقبة جديدة للمسيرات القتالية مع انضمام العديد من اللاعبين وانتقل استخدام المسيرات من مكافحة الارهاب وحروب مواجهة أعمال التمرد إلى القتال التقليدي على نطاق واسع، وسيدخل العالم عصرا جديدا من حروب الطائرات المسيرة مع تطور التكنولوجيا وتقدمها وربطها بالذكاء الصناعي.
تمتلك أكثر من 100 دولة وجماعة الطائرات المسيّرة، حالياً، وانتشار الطائرات يجري بوتيرة عالية. أما التوسع بهجمات المسيّرات ونتائجها المؤثرة، فيعد بمرتبة تحذير استراتيجي من أن عصر الطائرات المسيّرة القتالية قد دخل بقوة في صراعات الشرق الاوسط، وهو ما يجب أن تأخذه دول المنطقة وجيوشها بنظر الاهتمام وعليها أن تتحسب بجدية للتهديدات المماثلة والتخطيط لتصنيع هذا النوع من الطائرات غير المأهولة وتطويرها واستخدامها.
لابد، ختاماً، أن نوجه الدعوة إلى الدول العربية وجيوشها الموجودة في قلب الصراعات الإقليمية والأطماع الدولية، لتخطو الخطوات الحثيثة لتصنيع الطائرات المسيّرة من مختلف الأنواع وحيازتها ووضع السياقات لاستخدامها لصالح القوات المسلحة وصنوفها وإدخالها في عقيدتها العسكرية والأمنية، وبالمقابل ينبغي عليها أيضا امتلاك الوسائل المضادة لاصطياد المسيرات المعادية ومعالجتها كأحد أنواع التهديدات التي تتعرض لها القوات والمنشآت الحيوية.
عسكري عراقي برتبة فريق ركن شغل منصب معاون رئيس الأركان سابقاً
* المسيرات تصفر الخسائر بين صفوف الطيارين والملاحين وكلفها واطئة تصنيعاً وتشغيلاً مقارنة بالطائرات الحربية
* المسيّرات مهمة في الاستراتيجية العسكرية لذلك أدخلتها روسيا في هيكل قواتها وتنظيمها
* اسرائيل وإيران وتركيا من الدول المصنعة والمالكة للطائرات المسيّرة وهي تستخدمها في صراعات المنطقة
* العالم سيدخل عصراً جديداً من حروب الطائرات المسيرة مع تطور التكنولوجيا وتقدمها وربطها بالذكاء الصناعي
* دعوة العرب إلى تصنيع الطائرات المسيّرة وحيازتها وإدخالها في العقيدة العسكرية والأمنية العربية
أحدثت الثورة العلمية والتكنولوجية نقلة نوعية في تطور الفكر العسكري المعاصر، إذ وضعت العديد من الجيوش مجموعة من البرامج والخطط بهدف إعادة تنظيم القوات المسلحة، بحيث تغدو قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في الحروب المقبلة. وفي سيناريو حروب المستقبل لن يكون للأسلحة التقليدية الدور الرئيس، كما في السابق، فمعظم الأسلحة التقليدية وتنظيمات القوات المسلحة مرشحة للاستبدال والاستغناء عنها مستقبلاً بأعداد محدودة من الجنود المدربين تدريباً نوعياً، وتجهيزاً متطوراً، ومزودين بأجيال جديدة ومتطورة من المعدات والأسلحة الفتاكة.
الطائرات المسيّرة بلا طيار أو الدرون او الزنانة، هي طائرة غير مأهولة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقاً لطريق تسلكه، تحمل حمولات لأداء مهماتها كالكاميرات والقذائف والأجهزة، وتعد أحد الأسلحة التي تمتاز بالذكاء الصناعي والتي أصبحت من اسلحة الجيوش الرئيسة في الحروب الحديثة، وباتت من الناحية الاستراتيجية والعسكرية سلاحاً مهماً واسع الانتشار ومتعدد المهمات، بالإضافة إلى استخداماتها للأغراض المدنية السلمية.
دخلت الطائرات المسيرة الخدمة في جيوش عدة من دول منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات ساخنة وحروب بالوكالة، كونها سلاحاً فعالاً متعدد الأغراض والمهمات وبساطة التشغيل والاستخدام وسهولة مناورتها وإمكانية الاستخدام المزدوج وذا كلفة منخفضة، مقارنة بأنواع أخرى من طائرات القوة الجوية من حيث كلفة الإنتاج والصيانة والطلعات الجوية، وسهولة مناورتها.
تمتاز الطائرات المسيّرة بلا طيار بمزايا وخصائص عديدة سهلت استعمالها في مهمات مختلفة الأنواع، لعل أبرزها تصفير الخسائر بين صفوف الطيارين والملاحين والكلفة المالية الواطئة للتصنيع والتشغيل بالمقارنة مع الطائرات الحربية على اختلاف انواعها، فضلا عن تفادي كشفها ومعالجتها بوسائل ومنظومات الدفاع الجوي المتيسرة لصغر حجومها وسهولة مناورتها وطيرانها بارتفاعات منخفضة.
والطائرة المسيرة عبارة عن مركبة جوية غير مأهولة، على انواع عدة حسب المهمات:
* طائرات الاستطلاع والتصوير الجوي والرصد والمراقبة
* المسيرات القتالية التي تحمل القنابل والصواريخ
* المسيرات الانتحارية او الملغمة (الكاميكاز) التي تنفجر على الهدف
وتنفذ المسيرات، في الوقت الراهن، المهمات الآتية:
- الاستطلاع والمراقبة والرصد والتصوير الجوي.
- مهمات القيادة والسيطرة والاتصالات ونقل ما يجري في ساحة المعركة إلى مراكز العمليات.
- تدمير الاهداف الارضية وإيقاع الخسائر بها.
- عرقلة تقدم أرتال العدو.
- استهداف القدمات الإدارية ومواد تموين القتال.
- تصحيح نيران المدفعية والصواريخ والطائرات المقاتلة.
- المساعدة في مهمات البحث والإنقاذ.
- لأغراض الحرب الالكترونية وتحديد مواقع الشبكات المعادية والتشويش عليها.
- مكافحة الإرهاب وتتبع تحركات التجمعات الارهابية ومعالجتها.
برزت الحاجة لاستخدام سلاح المسيّرات في القوات المسلحة بفروعها وصنوفها كلها، كونها وسيلة فعالة وسلاحاً لتعزيز قدراتها الاستطلاعية لجمع المعلومات عن العدو وتحديد المناطق الرخوة ونقاط الضعف ومعالجتها، ومراقبة تحركات العدو ونشاطاته في مسرح العمليات للحصول على معلومات فورية تنقل مباشرة إلى مراكز العمليات، وكذلك توظيفها لتأمين متطلبات منظومات القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات والحرب الإلكترونية، وتصحيح نيران الصواريخ والمدفعية ومعالجة الأهداف الأرضية بالقنابل والصواريخ جو – أرض.
والمسيّرات من الأسلحة الملائمة لمراقبة التنظيمات المسلحة والارهابية وتتبعها ومعالجتها في المناطق النائية والوعرة والصحراوية.
على نطاق الشرق الأوسط، تقدم الطائرات المسيّرة، في الوقت الراهن أدواراً مهمة وملموسة، بخاصة أنها تجوب الأجواء من البحر الأحمر جنوباً حتى سواحل البحر المتوسط شمالاّ، في ظل التوترات والصراعات القائمة والنزاعات الاقليمية في المنطقة، وتداعيات الأزمة الأمريكية – الإيرانية التي ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تعد اسرائيل وإيران وتركيا من الدول المصنعة والمالكة للطائرات المسيّرة التي تستخدمها في صراعات المنطقة، فالجيش الإسرائيلي الذي يتسلح بأحدث الطائرات الحربية الامريكية المقاتلة ومنظومات الأسلحة الدقيقة، بات يمتلك أسطولاً من الطائرات المسيّرة لقصف أهداف في سوريا ولبنان والعراق.
أما إيران فقد أدركت، من جانبها، نقطة قوة خصومها بالمنطقة وامتلاكهم الطائرات المقاتلة الحديثة، فعززت أسطولها من الطائرات المسيّرة مختلفة الأنواع والمهمات للتعويض عن الضعف في قدرتها الجوية المتهالكة، كما زودت إيران وكلاءها في المنطقة بالمسيّرات ودربت عناصرها على التشغيل والاستخدام.
وقطعت الصناعة التركية أشواطاً متقدمة في تصنيع المسيّرات وتطويرها، وابرز طائراتها المسيرة هي (البيرقدار TB2) التي تستخدمها القوات المسلحة التركية ضد المتمردين في شمال سوريا والعراق، كما استخدمت المسيّرات التركية في أذربيجان وليبيا وأوكرانيا.
غيرت المسيّرات مسار الحرب في اقليم ناغورنوكارباخ لصالح اذربيجان ضد ارمينيا.
دخلت تهديدات الطائرات المسيّرة مرحلة خطيرة، بعد أن تمكنت الميليشيات والتنظيمات المسلحة من الحصول عليها لتتنافس مع الجيوش وتستخدمها على وفق أجندتها السياسية وارتباطاتها بالدول الاقليمية، وأصبحت الطائرات المسيرة الايرانية متاحة أمام وكلائها لتستخدمها في صراعات المنطقة في إطار الحرب بالوكالة بين ايران ووكلائها من جانب، وأمريكا وحلفائها من الجانب الآخر.
يستخدم الحوثيون في اليمن الطائرات المسيّرة محلية الصنع والمشابهة للنماذج الايرانية، بصفة مؤثرة وكلفة منخفضة، وتستهدف المسيّرات المواقع الاستراتيجية والمنشآت النفطية في السعودية والإمارات. ونشير في هذا المجال إلى ابرز عمليات المسيرات في منطقة الخليج العربي، وهو الهجوم الجوي بالطائرات المسيّرة الايرانية إلى جانب صواريخ الكروز على المواقع النفطية الحيوية شرق السعودية في مناطق البقيق وخريص في 14 أيلول/ سبتمبر 2014، والذي أدى إلى إيقاف نصف إنتاج المملكة من النفط.
يعطي الجانب الأمريكي الأهمية لعمليات المسيّرات في المنطقة، إذ يعتمد على (الدرونز) اعتمادا كبيرة في ملاحقة عناصر القاعدة وداعش وقتلها، بخاصة في اليمن وأفغانستان والصومال، واستخدام المسيرات نوع MQ-9 REAPER في عملية قتل قائد فيلق القدس ورجل ايران القوي الجنرال (قاسم سليماني) بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبو مهدي المهندس (جمال جعفر الابراهيمي)، في ليلة 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قرب مطار بغداد الدولي.
وبالجانب الروسي فقد نفذت المسيرات الروسية في سوريا مهمات التجسس والاستطلاع والمراقبة وربط الأهداف المقرر قصفها بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات المقاتلة الروسية، من خلال المراقبة المستمرة بالطائرات المسيرة بنحو مباشر، وتنقل المسيّرات الروسية صورة حية، على مدار الساعة، لساحة المعركة إلى مراكز القيادة والسيطرة، ولأهمية المسيّرات في الاستراتيجية العسكرية الروسية، فقد أدخلتها في هيكل القوات الروسية وتنظيمها.
وفي المرحلة الراهنة، يمكننا القول إن تقنية الطائرات المسيّرة بلا طيار استطاعت فرض مكانتها في منظومة تسليح الجيوش كأحد متطلبات الحروب الحديثة وأسلحتها، إذ تمكنت من تغيير المعادلة أمام الدول التي تنفق الأموال الطائلة على تصنيع الطائرات الحربية المتطورة وشرائها ضمن مفهوم (امتلاك السماء يعني النصر بالحروب).
دخل العالم حقبة جديدة للمسيرات القتالية مع انضمام العديد من اللاعبين وانتقل استخدام المسيرات من مكافحة الارهاب وحروب مواجهة أعمال التمرد إلى القتال التقليدي على نطاق واسع، وسيدخل العالم عصرا جديدا من حروب الطائرات المسيرة مع تطور التكنولوجيا وتقدمها وربطها بالذكاء الصناعي.
تمتلك أكثر من 100 دولة وجماعة الطائرات المسيّرة، حالياً، وانتشار الطائرات يجري بوتيرة عالية. أما التوسع بهجمات المسيّرات ونتائجها المؤثرة، فيعد بمرتبة تحذير استراتيجي من أن عصر الطائرات المسيّرة القتالية قد دخل بقوة في صراعات الشرق الاوسط، وهو ما يجب أن تأخذه دول المنطقة وجيوشها بنظر الاهتمام وعليها أن تتحسب بجدية للتهديدات المماثلة والتخطيط لتصنيع هذا النوع من الطائرات غير المأهولة وتطويرها واستخدامها.
لابد، ختاماً، أن نوجه الدعوة إلى الدول العربية وجيوشها الموجودة في قلب الصراعات الإقليمية والأطماع الدولية، لتخطو الخطوات الحثيثة لتصنيع الطائرات المسيّرة من مختلف الأنواع وحيازتها ووضع السياقات لاستخدامها لصالح القوات المسلحة وصنوفها وإدخالها في عقيدتها العسكرية والأمنية، وبالمقابل ينبغي عليها أيضا امتلاك الوسائل المضادة لاصطياد المسيرات المعادية ومعالجتها كأحد أنواع التهديدات التي تتعرض لها القوات والمنشآت الحيوية.
عسكري عراقي برتبة فريق ركن شغل منصب معاون رئيس الأركان سابقاً
0 تعليقات