في جلسة نقاشية إحتضنها يوم صيفي ساخن من سنوات الحصار الإقتصادي الذي فرضته أمريكا على العراق ومن خلفها عَرابيّ الإحتلال الذين هم حُكّام العراق اليوم.
تحدّث أحد السياسيين العرب وكان في زيارة ضمن وفد رسمي يزور العاصمة بمبنى وزارة الإعلام (سابقاً) قائلاً: "أنتم العراقيون لو تُصدّرون ماء دجلة والفرات فقط مُعبأ في قناني وتبيعونه إلى ماحولكم من دول الجوار لَفاضَ على بلدكم من الخيرات الكثير ولن تحتاجوا حينها إلى النفط لِتصديره لكي تعتاشوا عليه"، وفي حقيقة الأمر كُنّا نستقرئ في كلام هذا الدبلوماسي نظرات الحسد والغيرة خصوصاً أن أغلب دول الجوار كانت (تُبرمج) ساعات تجهيز مياه الشرب إلى مواطنيها مع صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب في أغلب دول الخليج بسبب ملوحتها وعدم صلاحيتها.
وأنا أُشاهد وأقرأ التقارير والدراسات التي تتحدث عن قرب نضوب نهري دجلة والفرات وإمكانية تحولهما إلى أرض جرداء تمنيت أن ألتقي بذلك المسؤول لأخبره أن من يحكم العراق اليوم سلبنا حتى نعمة المياه التي كنتم تحسدوننا عليها.
منذ عام 2003 ولغاية كتابة هذه السطور لم تستطع الحكومات المتعاقبة رغم كل الموازنات الإنفجارية وذلك الدعم الدولي والاٌقليمي وتلك النهضة والإنتباه إلى خطر الجفاف والعطش الذي أوجب على دول الجوار العراقي مراجعة خططها في إنشاء السدود وتطوير منشآتها المائية والإستفادة من المخزون المائي الذي يمر بأراضيها إلا العراق الذي ظل مثل تمثال (المومياء) جامداً متحنطاً وهو يرى ثروته المائية تنهال من شماله وغربه لتذهب سُدى وبلا نفع وتصب في شط العرب دون أن يتم إنشاء سد واحد على الأقل لحفظ هذه المياه المتسربة إلى أن دق ناقوس خطر الجفاف والعطش بسبب السياسات الخاطئة والفساد التي أوصلت العراق بلاد الرافدين إلى أرض القحط والجفاف والتصحر.
إستوقفني مَثَل بغدادي يقول "واصلة لأبو موزة" وحكايته حدثت في خمسينيات القرن الماضي بوجود رجل كانت كُنيته أبو موزة من سكان مدينة بغداد وكان بيته مُطلاً على نهر دجلة وفي مكان مرتفع قياساً إلى بيوت المنطقة، وعندما غرقت بغداد في تلك الفترة وصعد منسوب المياه فزعت الناس من مشهد الفيضان وأصبح كل شخص يسأل الآخر ماذا حصل؟ وأين وصل منسوب المياه؟ فكان الجواب يأتي "واصلة لأبو موزة"، أي أن بيت أبو موزة غرق، فما بالك بالبيوت الأخرى وذهب هذا مثلاً عند حدوث الأزمات والأحداث والمشاكل، أي أن الأمور وصلت إلى أسوأ حالاتها، لم يعد دجلة والفرات ينتفض أو يثور أو حتى يفيض متسبباً في غرق من سكن بجواره، فقد إستسلم بسكونه وإقتنع بالجفاف القادم إليه.
ماتتحدث به تقارير عن نضوب نهري دجلة والفرات في المستقبل القريب ليس من باب التخمين أو الفرضيات بل هي نتائج وواقع رسمه لنا سوء التخطيط والسرقات الممنهجة وتخريب البنى التحتية المتعمد دون أي حلول واقعية، فتركيا إنتهت بالعمل من سد أليسو وضخ المياه فيه وتستعد لبناء سدود أخرى، وإيران تقطع روافد الأنهار الوافدة إلى العراق لتصب في الداخل الإيراني والإستفادة منها زراعياً، أما في العراق فهناك وزارة تُدعى وزارة الموارد المائية بكادر وظيفي وخبرات وإمكانيات وتخصيص مالي يحتار المرء ماهي واجبات هذه الوزارة، وصلاحياتها طيلة فترات سنوات الحكومات المتعاقبة؟ وماهي مهماتها؟ وما الغرض منها؟.
وأنا أكتب هذه السطور تذكرت شاعر العراق الجواهري وهو يقول "يادجلة الخير يا أم البساتين" وتمنيت لو يستيقظ من قبره ويرى دجلة التي كان يتغزل بها أين أصبح بها الحال، وأن ألتقي بذلك السياسي الذي قابلته في تلك السنوات لإخبره أنهم سرقوا حتى الماء.
تحدّث أحد السياسيين العرب وكان في زيارة ضمن وفد رسمي يزور العاصمة بمبنى وزارة الإعلام (سابقاً) قائلاً: "أنتم العراقيون لو تُصدّرون ماء دجلة والفرات فقط مُعبأ في قناني وتبيعونه إلى ماحولكم من دول الجوار لَفاضَ على بلدكم من الخيرات الكثير ولن تحتاجوا حينها إلى النفط لِتصديره لكي تعتاشوا عليه"، وفي حقيقة الأمر كُنّا نستقرئ في كلام هذا الدبلوماسي نظرات الحسد والغيرة خصوصاً أن أغلب دول الجوار كانت (تُبرمج) ساعات تجهيز مياه الشرب إلى مواطنيها مع صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب في أغلب دول الخليج بسبب ملوحتها وعدم صلاحيتها.
وأنا أُشاهد وأقرأ التقارير والدراسات التي تتحدث عن قرب نضوب نهري دجلة والفرات وإمكانية تحولهما إلى أرض جرداء تمنيت أن ألتقي بذلك المسؤول لأخبره أن من يحكم العراق اليوم سلبنا حتى نعمة المياه التي كنتم تحسدوننا عليها.
منذ عام 2003 ولغاية كتابة هذه السطور لم تستطع الحكومات المتعاقبة رغم كل الموازنات الإنفجارية وذلك الدعم الدولي والاٌقليمي وتلك النهضة والإنتباه إلى خطر الجفاف والعطش الذي أوجب على دول الجوار العراقي مراجعة خططها في إنشاء السدود وتطوير منشآتها المائية والإستفادة من المخزون المائي الذي يمر بأراضيها إلا العراق الذي ظل مثل تمثال (المومياء) جامداً متحنطاً وهو يرى ثروته المائية تنهال من شماله وغربه لتذهب سُدى وبلا نفع وتصب في شط العرب دون أن يتم إنشاء سد واحد على الأقل لحفظ هذه المياه المتسربة إلى أن دق ناقوس خطر الجفاف والعطش بسبب السياسات الخاطئة والفساد التي أوصلت العراق بلاد الرافدين إلى أرض القحط والجفاف والتصحر.
إستوقفني مَثَل بغدادي يقول "واصلة لأبو موزة" وحكايته حدثت في خمسينيات القرن الماضي بوجود رجل كانت كُنيته أبو موزة من سكان مدينة بغداد وكان بيته مُطلاً على نهر دجلة وفي مكان مرتفع قياساً إلى بيوت المنطقة، وعندما غرقت بغداد في تلك الفترة وصعد منسوب المياه فزعت الناس من مشهد الفيضان وأصبح كل شخص يسأل الآخر ماذا حصل؟ وأين وصل منسوب المياه؟ فكان الجواب يأتي "واصلة لأبو موزة"، أي أن بيت أبو موزة غرق، فما بالك بالبيوت الأخرى وذهب هذا مثلاً عند حدوث الأزمات والأحداث والمشاكل، أي أن الأمور وصلت إلى أسوأ حالاتها، لم يعد دجلة والفرات ينتفض أو يثور أو حتى يفيض متسبباً في غرق من سكن بجواره، فقد إستسلم بسكونه وإقتنع بالجفاف القادم إليه.
ماتتحدث به تقارير عن نضوب نهري دجلة والفرات في المستقبل القريب ليس من باب التخمين أو الفرضيات بل هي نتائج وواقع رسمه لنا سوء التخطيط والسرقات الممنهجة وتخريب البنى التحتية المتعمد دون أي حلول واقعية، فتركيا إنتهت بالعمل من سد أليسو وضخ المياه فيه وتستعد لبناء سدود أخرى، وإيران تقطع روافد الأنهار الوافدة إلى العراق لتصب في الداخل الإيراني والإستفادة منها زراعياً، أما في العراق فهناك وزارة تُدعى وزارة الموارد المائية بكادر وظيفي وخبرات وإمكانيات وتخصيص مالي يحتار المرء ماهي واجبات هذه الوزارة، وصلاحياتها طيلة فترات سنوات الحكومات المتعاقبة؟ وماهي مهماتها؟ وما الغرض منها؟.
وأنا أكتب هذه السطور تذكرت شاعر العراق الجواهري وهو يقول "يادجلة الخير يا أم البساتين" وتمنيت لو يستيقظ من قبره ويرى دجلة التي كان يتغزل بها أين أصبح بها الحال، وأن ألتقي بذلك السياسي الذي قابلته في تلك السنوات لإخبره أنهم سرقوا حتى الماء.
0 تعليقات