دخلَ القراصنةُ الأمريكان بغداد رغم أنفِ حكومةٍ فيها متخلفةٍ متعجرفةٍ وجائرة، ورغم أنفِ جيشٍ متهرئٍ قد أذَلَّت حكومتُهُ فروسيتَهُ وشعائره، فأضحى الجيشُ جيشاً لا يملكُ ذخيرةَ يومٍ واحدٍ ومتأفِّفةٌ كانت سرائره، ولا يكتنز تموينَ وجبةٍ واحدة ولا حتى قضمةً من شطائرَ، وكذلكَ رغم أنفِ طيفٍ كبيرٍ من أطياف المجتمع كان يبغضُ عجرفةَ وإستبدادَ حاكمهِ الخائرة، لكنه أبى مقايضةَ إستبدادِ حاكمه وعجرفته البائرة، بغزوٍ من محتلٍّ غاشمٍ هو أشدّ فتكاً وتنكيلاً، ولديه من أصناف التدمير نظائره. فرفعَ ذاكَ الطّيفُ من فورهِ سلاحَ كفاحٍ في كلِّ براحٍ وستائره، يُكافح حتى أدمى المحتلَّ وأبكاه فسقطَ المحتلُّ في قيعةِ حظوظه العاثرة، وهبطَ زعيمُ القراصنةِ في قلب صحراء غربية غابرة، يستغيتُ ويستصرخ كلَّ ذي نسبٍ ب(ريشةٍ) رعناءَ خائنة، وكلّ ذي كسبٍ من (صحوة) حمقاءَ عابرة، وكلَّ خفافيشِ ليلٍ مقلوبَةَ المنامِ والضمائر. فكان أن إنتصرت ريشةُ القذر وصحوة القِدر وخفافيشُ الغدرِ وطعنت ظهرَ كلّ مكافحٍ غيورٍ بطعناتٍ غائرة، وتبدّدَت وصمتت بنادقُ الكفاحِ لأجلٍ غيرِ مسمىً تَرقُبُ وتترقّبُ الدائرة.
ثم كان هنالك أطيافٍ أخرى في المجتمع، كانت هواجسها ما بين مرحبة بالغزو، أو بالغزو كانت حائرة، وكانت تبغض عجرفة وإستبداد حاكمها الجائرة، لكنها وافقت على مقايضة إستبداده وعجرفته موافقةً جلية ظاهرة، بغزوٍ من محتلٍّ تظنُّ أن يَفعلَ بها -أي المحتل- حريةً باقرة، وديمقراطية ناقرة، فترى ذيكَ الأطياف عفت وحفت وغفت ببلادةٍ تحت ظلال (زيزفون) جيوش قراصنةِ غزوٍ قاهرة ، وأطّرَت غفوتَها هذه ببدعةِ بندٍ مستحدثٍ على قوانين الأمم الثائرة، بندِ " مقاومة سلمية" ما ألفناهُ لا في شِرعةِ أمم حاضرة، ولا في ترعةٍ حممٍ غابرة، بل حتى أمّة "فيتنام" الملحدة الكافرة، تراها أذاقت (ذات القراصنة) عارَ هزائمٍ هادرة. لكنِ الأطيافَ كانوا ذوي بأسٍ شديدٍ في سلبهم وإستحواذٍهم على وظائف الدولة (الشاغرة)، أو هكذا ظنّوا أنها مغانمَ سائبةٌ ومناصب (شاغرة)، لمّا تجحفلوا فرحينَ لغزوِها تحت حماية مجنزراتِ محتلٍّ حاضرة، وكانوا صناديد في نهبٍهم وإستلذاذهم بفتات (بسكويت) جيش القراصنة ومعلباتِ عصائره.
ثمَّ..
مرَّتْ على كل الأطياف سنون عشرون عُجافٌ مُجْحِفَةُ بئيسةً مُذِلَّةٌ، وبلا حريةٍ باقرةٍ. سنونٌ مُتَعَسِّفةٌ تعيسةً ومُخِلَّةٌ، وبلا ديمقراطيةٍ ناقرة، فما نفعت الأطيافَ (ريشةٌ) ولا (صحوةٌ) ولا (فتوىً) من عمائم صاغرة داخرة، حتّى أمستِ أطيافُ القومِ اليومَ تبتهلُ وتهتفُ لمجنزراتِ المحتلّ بنبضاتٍ متوسلةٍ صاغرة، وتُهلهِلُ وتستعطفُ خلاصاً ونجاةً وبعدها رُبَما منهُ تأتي بشائر:
" حيهلا بجُندِ العم سام، وحيهلا بمجنزراتٍ وصواريخَ وشبحاً طائرة، راياتُكم: حريةٌ بجفونٍ سامراتٍ ناضرة. آياتكم: ديمقراطيةٌ بعيونِ (كاميراتٍ) ناظرة، حيهلا ب (سام) وبُعداً لفلسطينَ وصخرةٍ في (أقصى)، وتبّاً لمَن بجذورِ أصالته وبعروبته إعتزَّ وأحصى، ولأبنائهِ عَلَّمَ العنفوانَ وهذَّبَ وأوصى".
ردَّ عليهمُ المُحتلُ بإزدراءٍ ومن عُلُّوٍ، وبنبراتِ القياصرة؛
" ذلك ما كنا نبغي، وما كان لكم أن تضطرُّونا لفذلكاتِ (دواعش) عفنةٍ فاجرة، و(ماركاتِ) ميليشياتٍ نتنةٍ كافرة، وكبكباتِ غوغاءَ سافرة. لبيكم بنو الفراتينِ: سنُعَمِّرُ لكم في كلِّ زقاقٍ (جامعةً أمريكية) وبلسانِ إنجليزيتنا ماطرة، ونُجَمِّرُ لمُترفيكم في كلِّ جادّةٍ نواديَ وصالاتِ (روليت) وبألوان أنوارٍ زاخرة، ونُخَمِّرُ لكمُ مسابحَ مكشوفةً تثُجُّ بأكنانِ ورودٍ عاطرة، وتعجُّ بإناثٍ وذكرانٍ منكم بِمُتَعِ سباحةٍ آسرةٍ، وحيهلا بنا، نحنُ إخوانُكم؛ أبناءُ سام، لكم منا عِناقٌ ولكم منا قُبَلٌ تحتَ ألحانِ (شوبنك) موعودةٍ لكم منتَظَرَةٍ وساحرة ".
الله حيوه.
هكذا كفاحُ الشعوب وإلّا فلا.
ثم كان هنالك أطيافٍ أخرى في المجتمع، كانت هواجسها ما بين مرحبة بالغزو، أو بالغزو كانت حائرة، وكانت تبغض عجرفة وإستبداد حاكمها الجائرة، لكنها وافقت على مقايضة إستبداده وعجرفته موافقةً جلية ظاهرة، بغزوٍ من محتلٍّ تظنُّ أن يَفعلَ بها -أي المحتل- حريةً باقرة، وديمقراطية ناقرة، فترى ذيكَ الأطياف عفت وحفت وغفت ببلادةٍ تحت ظلال (زيزفون) جيوش قراصنةِ غزوٍ قاهرة ، وأطّرَت غفوتَها هذه ببدعةِ بندٍ مستحدثٍ على قوانين الأمم الثائرة، بندِ " مقاومة سلمية" ما ألفناهُ لا في شِرعةِ أمم حاضرة، ولا في ترعةٍ حممٍ غابرة، بل حتى أمّة "فيتنام" الملحدة الكافرة، تراها أذاقت (ذات القراصنة) عارَ هزائمٍ هادرة. لكنِ الأطيافَ كانوا ذوي بأسٍ شديدٍ في سلبهم وإستحواذٍهم على وظائف الدولة (الشاغرة)، أو هكذا ظنّوا أنها مغانمَ سائبةٌ ومناصب (شاغرة)، لمّا تجحفلوا فرحينَ لغزوِها تحت حماية مجنزراتِ محتلٍّ حاضرة، وكانوا صناديد في نهبٍهم وإستلذاذهم بفتات (بسكويت) جيش القراصنة ومعلباتِ عصائره.
ثمَّ..
مرَّتْ على كل الأطياف سنون عشرون عُجافٌ مُجْحِفَةُ بئيسةً مُذِلَّةٌ، وبلا حريةٍ باقرةٍ. سنونٌ مُتَعَسِّفةٌ تعيسةً ومُخِلَّةٌ، وبلا ديمقراطيةٍ ناقرة، فما نفعت الأطيافَ (ريشةٌ) ولا (صحوةٌ) ولا (فتوىً) من عمائم صاغرة داخرة، حتّى أمستِ أطيافُ القومِ اليومَ تبتهلُ وتهتفُ لمجنزراتِ المحتلّ بنبضاتٍ متوسلةٍ صاغرة، وتُهلهِلُ وتستعطفُ خلاصاً ونجاةً وبعدها رُبَما منهُ تأتي بشائر:
" حيهلا بجُندِ العم سام، وحيهلا بمجنزراتٍ وصواريخَ وشبحاً طائرة، راياتُكم: حريةٌ بجفونٍ سامراتٍ ناضرة. آياتكم: ديمقراطيةٌ بعيونِ (كاميراتٍ) ناظرة، حيهلا ب (سام) وبُعداً لفلسطينَ وصخرةٍ في (أقصى)، وتبّاً لمَن بجذورِ أصالته وبعروبته إعتزَّ وأحصى، ولأبنائهِ عَلَّمَ العنفوانَ وهذَّبَ وأوصى".
ردَّ عليهمُ المُحتلُ بإزدراءٍ ومن عُلُّوٍ، وبنبراتِ القياصرة؛
" ذلك ما كنا نبغي، وما كان لكم أن تضطرُّونا لفذلكاتِ (دواعش) عفنةٍ فاجرة، و(ماركاتِ) ميليشياتٍ نتنةٍ كافرة، وكبكباتِ غوغاءَ سافرة. لبيكم بنو الفراتينِ: سنُعَمِّرُ لكم في كلِّ زقاقٍ (جامعةً أمريكية) وبلسانِ إنجليزيتنا ماطرة، ونُجَمِّرُ لمُترفيكم في كلِّ جادّةٍ نواديَ وصالاتِ (روليت) وبألوان أنوارٍ زاخرة، ونُخَمِّرُ لكمُ مسابحَ مكشوفةً تثُجُّ بأكنانِ ورودٍ عاطرة، وتعجُّ بإناثٍ وذكرانٍ منكم بِمُتَعِ سباحةٍ آسرةٍ، وحيهلا بنا، نحنُ إخوانُكم؛ أبناءُ سام، لكم منا عِناقٌ ولكم منا قُبَلٌ تحتَ ألحانِ (شوبنك) موعودةٍ لكم منتَظَرَةٍ وساحرة ".
الله حيوه.
هكذا كفاحُ الشعوب وإلّا فلا.
0 تعليقات