هويدا دويدار
إن من مذلة الحمار صنع الحصان مجده فمن غيرنا صنع إسرائيل وقبل يدها وقبل أن يتفاوض مع حذائها ....
لقد إعتمدت اسرائيل منذ العام 1948سياسة بسط اليد للجميع تطلعاً إلى الإستفادة من العلاقات مع جميع الأطراف
وقد خطت العديد من الخطوات الواسعة فى فتح مزيداً من التحالفات للاعتراف بها كدولة فعملت بكل ثقلها فى فتح ثغرة فى سور الصين العظيم والحصول على أعتراف أكبر دولة بشرية فى العالم
إلا أن واشنطن بدأت تضع خطوط حمراء لإسرائيل لا ينبغى أن تتخطاها إيمانا منها أن الصين هى المنافس الأبرز
وأصبحت إسرائيل بين أن تختار اى الجانبين ولكن الإجابة معروفة
إلا أنه بدا واضحا كم التغيرات التى طرأت على الصين فى العديد من المجالات من خلال التعاون وإن كانت لن تستطيع الحصول عليها بدون اسرائيل مثل التكنولوجيا المطورة والإتصالات والزراعة ونظم الرى الحديثة حيث أن إسرائيل من أوائل الدول فى هذا المجال .
وأسوة بما حدث من طفرة تقدمية نظرت بعض الدول العربية لمدى الاستفادة التى يمكن أن تعود عليها من خلال عقد إتفاقيات التطبيع
فى مجالات التكنولوجيا والطب وإنتاج خطوط التسليح وإستكشاف وإستخدام الفضاء الخارجى والإتفاق على التعاون والمحاكاة والصحة الرقمية والإبتكار فى مجال الذكاء الإصطناعى .فى ظل عدم الإخلال بالقضية الفلسطينية .
إلا أن من مقومات التحالف من أهم عوامل الرؤى فى تحديد العلاقات ووضع المؤشرات المستقبلية لهذه العلاقات التى تطرحها طبيعة الدول المتحالفة ومقومات القوة الإقتصادية والسياسية للبلدين ومجالات التعاون ضمن توليفة تجمع مابين المنافس والشريك ..
وهذا غير متوفر
فالكيان الصهيونى فى العلاقات التى يقيمها على الصعيدين الإقليمى والدولى أولا..يسعى إلى حزمة القوى الكبرى التى ترعاه وهى الولايات المتحدة.
وثانيا..أنه ذو نزعة توسعية ترمى إلى الهيمنة حيث يعمل بإستمرار الى زرع قاعدة نفوز ووجود إما مجابهة قوة إسلامية صاعدة مثل باكستان وإيران ...وإما الإحباط ومحاصرة إمكانية بروز هذه القوة والتحكم فى مسار حركتها المستقبلية لذلك تسعى إسرائيل فى تسخير وتوظيف إمكانياتها. لتنفيذ المخططات البعيدة المدى والرامية إلى حرمان العرب والمسلمين من أى عوامل قوة
فجميع المخططات مرحلية ضمن رؤية جيوستراتيجية شاملة تنسجم مع نظرية (السنتو)وتعنى الدول المحيطة بالعالمين العربى والإسلامى التى نادى بها الزعيم الصهيونى (دافيد بن غوريون )والتى ترمى إلى محاصرة وإحتواء أى قوة عربية وإسلامية تقوم سياستها على رفض المشروع الصهيونى التوسعى الإمبريالى فهم لن يؤمنوا أبدا بنوايا أى دولة عربية أو إسلامية مهما أظهرت حسن النوايا ..
فقد قال (أنايس فين )
*إسرائيل هى الصديق العاقل لأمريكا وروسيا أما العرب فعداوتهم لا تخيف وصداقتهم لا تنفع ..
فالخطة تقوم بالدرجة الأولى على أساس تمزيق الكيان العربى من الداخل
لذلك. نجدهم دائما يعملون على تطويق وتهديد حتى الدول التى أبرموا معها الإتفاقيات ويعملون دائما أن يكون لهم حصة فى الأمن الإقليمى بما يضمن أمنهم
ويخدم أطماعهم التى ترمى إلى إحداث متغيرات دراماتيكية فى هوية المنطقة الجيوسياسية والثقافية والحضارية ضمن معطيات كارثية تحيط بواقع العالمين العربى والإسلامى
ونخشى أن نصحو يوما نجدهم قد حكموا العالم العربى!!
فى ظل إصطفاف عربى متخاذل انهك العديد من الدول العربية التى ستتجه إلى يد اليهود الممدودة
0 تعليقات