سيف الدين ناصر
هناك الكثير من الشعوب لا تكترث لما ستؤول له نتائج الانتخابات الأمريكية وتعتبرها حدثاً داخلياً عابراً ولكن هناك شعوب على عكس ذلك كالشعب الأيراني والشعب العراقي ! فهل تلك المخاوف لها مايبررها ؟ وهل ان فاز اليمين او اليسار او الوسط سيشكل ذلك فارقاً لأمن واستقرار تلك الحكومات او سيشكل بارقة امل لمعارضيها ؟
حينما اتابع ردود الأفعال الشعبيه في وسائط التواصل الأجتماعي المختلفه الصادرة من المدونين العراقيين أرى ان هناك تأسف محبط لأصابة ترامب بفايروس كوفيد ١٩ وخوف من تفوق بايدن ، والبعض على العكس مبتهجون وفرحين ويتمنون الموت والخسارة للجمهوريين وقاتلي سليماني والمهندس ، اذن هناك خندقين احدهما جمهوري والآخر ديمقراطي والأثنان جهله ومسطحي التفكير .
المصالح العليا للأمة الأمريكية هذا المصطلح هو المفتاح الذهبي لفهم السياسة الأمريكية وحينما تضع مصفوفته امامك ستعي ان من يتولى الرئاسة ازرقاً او احمراً سيعمل وفق تلك المحددات وسيتبع نفس الإستراتيجيات وقد يختلف فقط في تكتيكات التقرب الى الهدف .
ان مصلحة اميركا العليا تقتضي ان تكون مثلاً ايران غير نوويه وان تكون خطوط الملاحة البحرية آمنه وان تكون لبنان منطقة عواصف سياسية تدار من الملاجىء كي لا تزعج إسرائيل وان تكون معدلات نمو الأقتصاد الصيني في تباطؤ وان تكون روسيا منشغلة بتحالفات مهلكة اما العراق فهو آخر اهتماماتها فالقواعد الأمريكية مهمتها مراقبة ايران كما حدد ذلك ترامب ، وتدخل ايران اصبح غير مرحباً به ويجب ان ينتهي بفرض القوة بعد عجز الحكومة .
اذن ان فاز بايدن او جدد لترامب فالنهج واحد ومطلع العام ٢٠٢١ سيشهد مرحلة جديدة تكمل ما انجز وتشرع باستكمال ما خطط له ولن يتغير شيء الا في الداخل الأمريكي اما الشعوب التي تنتظر من رئيس امريكي ان يمد لها طوق النجاة فهي كمن ينتظر حلب الثور !
التغيير الحقيقي والواقعي لن يكون الا بايديكم فقد جربتم العامل الخارجي و جربتم خياراته فلا تتوقعوا ان يدع الحكم لوطني شريف ومخلص لشعبه لأنه يريد حكماً تابعاً لا مستقلاً فلا بايدن ولا ترامب اذا مو أبو سمره يزمجر ويصول الشعب صولته ونطرد العملاء قبل الإيراني والامريكي ونتكاتف علنا نجد العراق قبل فوات الأوان .
0 تعليقات