صقر للدراسات
في لقاء خاص مع رئيس مجلس الوزراء “مصطفى الكاظمي” اجراه الدكتور نبيل جاسم امس ، حيث تطرق اللقاء الى عدة محاور سياسية خارجية ، وداخلية واقتصادية ، وكان اللقاء بمثابة التفكير بصوت عالي من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ؛ وطرح عدة أمور تتعلق بسياق ادارته للعمل الحكومي ، وماهي الاسبقيات والاوليات التي يضعها في اجندته ، وشكل العلاقة بالولايات المتحدة وايران ، فضلا عن طبيعة العلاقة مع القوى السياسية والشارع العراقي، والرؤى التي طرحها لتحقيق برنامجه الحكومي المؤقت، وفقا للمحددات التي شكلت من اجلها الحكومة ، ولم يتطرق لأمور اكثر تعقيدا ، وتم تفريغ اللقاء دون تحليل او إضافة ، وكما جاء في التسجيل المرفق في اسفل التقرير واليكم بالتفاصيل:
- الحكومة الحالية حكومة ارتداد اجتماعي نتاج من إحساس الشارع العراقي ، بان العراق مهدد، وتشرين سبب وجود هذه الحكومة ، ويجسد تشرين ازمة حقيقية بين الشعب والقوى السياسية
- هذه الحكومة حكومة حل وليس حكومة أزمات وان تكون خيمة لكل العراقيين – القوى الشعبية – القوى السياسية – للوصول الى هدف واحد يحقق مطالب الشعب والمرجعية والكتل السياسية ، وصولا الى انتخابات نزيهة
- ان بعض القوى لم تفهم المعادلة السياسية لان هذه القوى قد نست ان 60% من الشعب العراقي هم من الشباب ، وهؤلاء الشباب أبناء التكنلوجيا وليس محصور في الجغرافيا العراقية بل عالمي
- بعض القوى طلبت مني ان اكرر نفس الأخطاء ، ولو وافقتهم لكانوا اليوم يسبحون بحكومة الكاظمي
- ارتضيت لنفسي السير خلف مبادئي وان هذه الحكومة حكومة انتقالية تعمل على حفظ الامن ومعالجة الاقتصاد المنهار ، وحماية التوازن في العلاقات الخارجية ، وصولا الى انتخابات نزيهة
- انا ارتضيت لنفسي ان ارضي ضميري والشارع ولذلك اتلقى الانتقادات
- القوى السياسية الشيعية كانت دائما داعمة للحكومة وموقفها موقف تاريخي وطني
- المشكلة بالعرف السياسي الذي أنبنى ما بعد 2003 اذ يجب ان تشارك الكتل السياسية في حكم العراق ، ومن حقهم ذلك لان العملية السياسية تنبني على أحزاب ، ولكن يوجد ظرف استثنائي وفشل خطير منذ عام 2003 لحد تكليفي بالحكومة ، ونحتاج الى جرعة ونعطي امل للشارع بان هذه المرحلة تختلف عن المرحلة السابقة ، وهي بداية لتقييم أخطاء الماضي
- انا لا اهتم بالاتهامات الموجه لي وكل شخص يعكس طبيعته ، وانا عراقي وطني تريبت على قيم وطنية وعلى تاريخ سومر وارث أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي اتى من اور، وتربيت على قيم الامام علي والحسين والصحابة ، وشربت من ماء دجلة والفرات ، وافتخر ان يتهموني بانتمائي لكافة المكونات العراقية وتنوعها الذي يمثل عنصر القوة للعراق
- اميركا دولة عظيمة كبرى تبني سياستها على المصالح ، ولا ننسى ان العراق دولة مهمة في العالم وفي المنطقة ، والعراق يحكمه دستور يقول على الحكومة العراقية ان تبني افضل العلاقات مع الدول لصالح الشعب العراقي
- اميركا دولة كبرى ويجب ان نحمي مصالحنا معها في الاقتصاد والتعليم والصحة وحتى في القضايا الأمنية ، واذكر بعض ممن ينتقد العلاقة مع الولايات المتحدة بان بعضكم ذهب الى اميركا يطلب اسقاط صدام حسين لماذا انقلبتم عليها لان ؟
- اميركا وقعت في أخطاء كثيرة خلال فترة الاحتلال حتى عام 2011 ، ولكن يجب ان نعترف ان اميركا ساعدتنا في اسقاط صدام ، الذي كنا كلنا نحاربه وعانينا منه ، وكذلك ساعدتنا في الحرب ضد داعش ، وعلينا ان لا ننسى كل من ساعدنا في الحرب على داعش أميركا وغيرها
- يجب ان لا نخجل من إقامة علاقات متوازنة تحمي كرامة العراق والعراقيين
- بعض السياسيين يصرح بالعلن وفي الغرف المظلمة يعطي الخنوع ، ونحن لانقبل بالخنوع وسياستنا واضحة
- لا نخجل من علاقتنا مع اميركا ولا نخجل من علاقتنا مع ايران ولا نخجل من العلاقة مع المملكة العربية السعودية، كل علاقة تخدم الشعب العراقي يجب ان نعمل عليها ، ويجب إطفاء النيران وتصفير كل مشاكلنا لكي نبني مستقبل افضل
- لم نستلم أي تهديد من الولايات المتحدة الامريكية ، ولم نقبل أي تهديد من أي دولة كانت وانما استلمنا إحساس بالانزعاج فيما يخص امن بعثاتهم الدبلوماسية في العراق ، وهذا الانزعاج حقهم ، لان هناك من يحاول ان يعكر علاقتنا ويأخذ العراق للمجهول
- استلمنا انزعاج وقلق امريكي من الصواريخ العبثية ومنها التي تقع على العراقيين وكان اخرها حادثة المطار ( الرضوانية) حيث ذهب ضحيتها خمس من أهلنا وعوائلنا ، وتلك الصواريخ العبثية قد اصابت سابقا بناية في مطار بغداد الدولي واخر سقط على دور سكنية
- كل البعثات الدبلوماسية وليست الامريكية فقط أبدت قلقها من الصواريخ العبثية وتبعات هذه الاعمال خطيرة جدا على العراق وعلى وضعه الاقتصادي
- استلمت الحكومة والعراق يمر بأزمة اقتصادية لم يشهدها طيلة تاريخه، فضلا عن الازمة السياسية والأمنية ، ولايوجد عاقل يقبل ان يستلم في هكذا ظرف ، ولكن المسؤولية الوطنية جعلتني استلم الحكومة ، بالرغم من رئاسة الوزراء قد عرضت علي ثلاث مرات ورفضت
- المظاهرات التي حصلت في تشرين انعكاس لأخطاء الماضي ، وما يطلق من اتهامات للمتظاهرين بال (جوكرية ) وغيرها هذا عيب ، لانهم أبنائنا وشبابنا ، وضحايا التظاهرات 560 متظاهر من العيب تسميتهم جوكرية ، لانهم أبنائنا وانتفضوا على واقع مؤلم ويجب ان نضعهم في عيوننا
- العراق غير قادر على الوقوف ضد ردود الأفعال الدولية كالعقوبات في حال استمرار العمليات ، وقد مر العراق بحصار في زمن الدكتاتور ، وشاهدنا انعكاساته على المجتمع العراقي
- يجب ان نعترف ان العزلة والتهديدات ستؤدي الى انهيار اقتصادي مباشر ، لان العراق حتى هذه اللحظة كل ودائعه وعائدات نفطه عن طريق الولايات المتحدة – في اللهجة العراقية – شلون نعيش ؟ من تجيبون فلوس ؟ منين تدفعون؟
- قرار الحرب والسلام تقرره الدولة
- لدينا حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة ، ورسخنا ذلك خلال زيارتي الى اميركا ، وحققنا مكاسب منها أولا خروج القوات الامريكية من العراق تحت بند إعادة الانتشار خارج العراق
- قال الرئيس الأمريكي لي ان اقصى حد لبقاء القوات الامريكية هو 3 سنوات بينما طلبت مني قوى سياسية عراقية مستعد اقولها بالاسم وهي قوى شيعية سياسية ، ان يجدول خروج القوات الامريكية خلال 8 سنوات وحققنا الطلب بثلاث سنوات
- الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة حقق مكاسب ومطالب القوى الشيعية ، بالانسحاب الأمريكي من القواعد العراقية ، وإعادة الانتشار خارج العراق ، وأيضا تشكيل لجنة فنية مشتركة ، ماذا نريد بعد ، نريد نتحول الى تصرفات غوغاء ؟ ونهدد الناس بهذه الطريقة ؟ هذه علاقات دولية تحتاج الى معايير
- الوضع الأمني المضطرب والمركب هو انعكاسات لسوء الإدارة في البلد وهذه الفوضى سمحت لبعض القوى الخارجية وبعض القوى المتورطة بالفساد ولها علاقات بمافيات الفساد ان ستغل هذه الفوضى وتكسر هيبة الدولة واقولها بكل صراحة
- لقد استلمت تركة كبيرة في كل مؤسسات الدولة ، بما فيها المؤسسات الأمنية ، ولهذا السبب كل جهدي موجه لإعادة تأهيل هذه المؤسسات ، ووضعها ضمن اختصاص عملها ، ولهذا السبب نسمع اعتراضات من بعض الجماعات والمؤسسات الأمنية التي تعمل خارج اختصاصها على علمنا ، واعمل ذلك حتى لا تحصل الفوضى
- كوني القائد العام للقوات المسلحة ، اذ يجب ان تعمل المؤسسات الأمنية والعسكرية ضمن اختصاصها ، وحقيقة انها تمتلك النوايا الطيبة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي قوات البيشمركة ، ولكنها تحتاج الى التخصص ، والتدريب ، وحمايتها لتكون بعيدة عن الأجواء السياسية
- يجب ان نعترف هذه المؤسسات تعرضت لمحاصصة حزبية
- في العراق لا توجد محاصصة حزبية او سياسية بالمعنى الحقيقي ، ولكن هناك محاصصة حزبية تحت عنوان الطائفية والمكونات
- من يقوم بهذه العمليات ليست جهة واحدة بل جهات متعددة بعضها متورط بالفساد والبعض منها عايش على هذه الظروف وبعضها عصابات وبعضها اقولها بكل صراحة تعيش على هذه الفوضى ، ولا توجد اجندة سياسية ولكن توجد اجندة ضيقة لهذه الجماعات
- لا اعتقد ان القوى السياسية تصل لهذه الدرجة وتورط نفسها بالدم ، ولكنها تعاني من ظروف تتعلق بالبنى التحتية الاجتماعية لتنظيماتها ،وكثير من هذه القوى السياسية موجوعا مما يحصل ، ويحاول ان يركب قطار المشروع الوطني العراقي
- سنلاحق قتلة الشهيد هشام الهاشمي ومازالت التحقيقات ووصلنا الى خيوط وسنختار الوقت المناسب لإعلان نتائج هذه الجريمة البشعة وليس فقط هشام بل سنلاحق قتلة كل الشهداء من عصابات الجريمة المنظمة والعصابات المنفلتة
- تشرين ليست مرحلة عابرة في تاريخ العراق ، وقتلة المتظاهرين سيحاسبون مهما طال التاريخ ، وباشرت في ثلاث مراحل ؛ الاول لقاء عوائل الشهداء واستكمال حقوقهم ، والثاني ملف الجرحى الذين أصيبوا في التظاهرات وباي وجه حق ان يفقد شاب يده او عينه ، والمرحلة الثالثة سيتم تشكيل لجنة من القضاة المستقلين للتحقيق بالجرائم التي حصلت وتكشف الحقائق
- قمت بالاتفاق مع رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي كان له موقف مشرف في حلحلة هذا الموضوع وغلق ملفات الملاحقة لمتظاهري تشرين ، ومن يتعرض للملاحقة من شباب تشرين يراجعني او يراجع مدير مكتبي ونقف لجانبه ن وتفقدت شخصيا المعتقلات التي ابلغني بها المتظاهرون وهم برفقتي ولم نجد معتقلين من المتظاهرين
- قوى اللادولة هي الجماعات المتورطة بالفساد ، جماعات السلاح المنفلت
- حول سؤال متى يتم حصر السلاح بيد الدولة أجاب ؛ ابشر شعبي قريبا ستسمعون جرد بالعمليات التي قمنا بها وعشرات المعتقلين من جماعة الجريمة والفاسدين والذين قاموا بعمليات خارج اطار القانون ، وقمنا بحملات في البتاويين ببغداد وأخرى في شمال البصرة والعمارة وحملات ضد عصابات المخدرات ، وحملة لمحاربة الفساد
- العراق لا يفلس لأنه بلد الخيرات والثروات ، وانما هناك سوء إدارة ، ونمر بظروف اقتصادية صعبة ، واخطر ظروف نمر بها لان ، ولكن نعمل ليل نهار لتجنيب المواطن عواقب هذه الازمات الاقتصادية
- لقد استلمت خزينة خاوية استملت سوء تخطيط واستلمت إدارة فاشلة تعتمد على سياسة النفط ، النفط او الموت ، العراق متعدد الخيرات وطاقته البشرية ولا توجد دولة تعتمد على النفط ،اين صناعة وزراعة العراق التي تم تدميرها على ضوء سوء الإدارة
- أقول للناس هناك من خدعكم اذ تعاني الدولة العراقية من ترهل وظيفي، هناك اربع مليون موظف ، وسأعمل على ورقة اصلاح تعتمد على الحكومة والمواطن
- لجنة مكافحة الفساد ليست بديل لهيئة النزاهة ، ولكن هيئة النزاهة تعرضت للتسيس ، واللجنة قد وضعت يدها على ملفات خطيرة ، وهذه اللجنة ليست للفساد فقط ، بل لكل الجرائم الكبرى
- كشفت لجنة النزاهة الحكومية عملية خداع كبيرة يجري خداع الدولة لغرض ان يستفاد كم تاجر ، على سبيل المثال كشفت هذه اللجنة في وزارة التربية بالمرحلة الأولى عن اشخاص يستلمون اربع رواتب من الدولة ، وكشفت تلاعب بملايين الدولارات في رواتب المتقاعدين ، وشوف نذكر تفاصيلها بعد انتهاء التحقيق
- معدل الإصابات بمرض كورونا قياسا بالدول يعتبر معدل جيد ومقبول
- سياسة هذه الحكومة تصفير المشاكل والتوازن وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى وبذات الوقت نطلب من الدول الأخرى بعدم التدخل بشؤوننا الداخلية
- علاقتنا مع الجوار العربي جيدة وعلاقتنا مع الجمهورية الإسلامية جيدة ، ولا توجد هناك مشاكل حقيقية ، ولو هناك من يتمنى ان تكون العلاقات متوترة مع ايرا ن او المحيط العربي، ولكن سنعمل على إزالة كل التوترات لأجل كرامة المواطن العراقي وبناء مستقبل افضل
- اوربا شريك حقيقي وقفت معنا في الحرب ضد داعش ، ويمكن الاستفادة منهم في ظروف الاستثمار ، كما ان الاوربيين مهتمين بالاستثمار في العراق ، ونسعى لان يكون العراق ذو علاقة جيدة بالجميع ويكون جزء من المنظومة الدولية وليس في عزلة
- اغلب القوى السياسة كانت لا تريد انتخابات مبكرة، ولكن هناك مطلب شعبي وطلب مرجعي وضغوط دولية ، وعلى الاخوة في البرلمان ان يتفقوا على الدوائر الانتخابية ، وحسم موضوع المحكمة الإتحادية ، خلافا لذلك سيكون وضع الانتخابات حرجا
- اعتبر علاقاتي بالقوى السياسية جيدة واقدر مواقف السيد مقتدى الصدر لان يكون السيد مقتدى الصدر سيد المقاومة ولا احد يزايد عليه في مقاومته التاريخية وانا اقدر هذه المواقف التاريخية ، واحميها وادعمها وهذا ليس انحياز بل تقدير لموقف تاريخي لشخص يحس بوجع الناس ، ويحس بمسؤوليته التاريخية
- قد يكون هناك مشروع يؤمن به سيد مقتدى او قيم قد التقي معها كذلك القوى السياسية الأخرى
- قانون مجلس الخدمة الذي سيؤمن الوظائف والحقوق للشباب ، واحذر من يستغل صلاحيته بالتعيين بالفساد المحسوبية او الانحياز
تعليق
نشرنا أعلاه تفاصيل لقاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، حيث كان يفكر بصوت عالي ، حول اليات إدارة الحكومة، والتحديات التي تعترضها ، وأشار الى الإجراءات التي اتخذها لتحقيق مطالب أساسية، تتعلق بعمل الدولة ومؤسساتها ، وأخرى تتعلق بسياق التعامل مع القوى السياسية ، وايهم اقرب الى منهجه ، فضلا تحقيق بعض من مطالب المتظاهرين ، كما اشار لمنهجه الاستراتيجي ، وامنياته في تصفير مشاكل العراق ، في ظل واقع مخضب بالمشاكل والأزمات ، والتدخلات والتداخلات الدولية والإقليمية
واكد على ان هدف الحكومة بلوغ الانتخابات على ان تكون نزيهة وعادلة ، ولوحظ لم يتم التطرق الى المشاكل التي تعترض التوافق بين إقليم كردستان والمركز ، فضلا عن ماهو مستقبل المناطق المحررة التي اهملت في ظل عسكرتها، واستمرار أوضاع النازحين داخل وطنهم ، وملفات أخرى كمحاربة داعش ، وحصر السلاح بيد الدولة ، المهجرين وضمان عودتهم ، وسياق ترسيخ الهوية الوطنية وفقا للدستور العراقي ، وتجنب ان يتطرق الى نفوذ وقوة الفصائل المسلحة التي تتفوق على قوة الدولة .
رصد لقاء خاص مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي يحاوره الدكتور نبيل جاسم
https://www.youtube.com/watch?v=or5VSLr_1rs
المصدر صقر للدراسات
0 تعليقات