الباشا صادق سعدون البهادلي
نعم وصف الله النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بقوله تعالى(وانك لعلى خلق عظيم)وهو الخلق الذي امره الله تعالى في قوله( خذ العفو وامر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) لقد صنع الرسول الكريم محمد صل الله عليه واله وسلم أخلاق الأمه فهو معلمها وقائدها واراد ان يكون لها مجدا شامخا من الاخلاق والقيم الانسانيه التي تكون عنوانها ووسامها وتكون صورة حيه لصفات الامه العربيه الاسلامية والمعبر عن افكارها وثقافتها واخلاقها فاجتمعت فيه كل مكارم القيم الإنسانية النبيله فهو الاسوه الحسنه لجميع البشريه ومثلها في الأخلاق والمعبر عن تراثها العريق عاش بينها وأنهلت من فكره وطبائعه ورفق واحبها واحبته
فقد نطق النبي صلى الله عليه واله وسلم بالصدق والحزم اذا قال فعل وعزم وكان عزمه صارما اذا هم او مضى وصابرا اذا اتته الشدائد وابيا اذا اصابه الضيم وعصيا اذا دعا الخسف والظلم.عزيزا اذا اريد على الهوان عادلا اذا حكم وحكيما اذا تصرف أو قضى جمع الله له عقلا وافرا وخلقا رضيا ويدا كريمه ونفسا عفيه وانفا حميا وضميرا نقيا وصدرا رحبا واسعا وذهنا حاضرا ورايا سديدا ونظرا بصير او تدبيرا حسنا اتسعت دائرة علومه ومعارفه من غير دراسه ولامطالعه ولاجلوس إلى معلم انما هي فطرة الله الذي احسن كل شيء خلقه وقد عرف النبي صلى الله عليه واله وسلم بالحلم عند المقدرة والصبر على احتمال المكاره وما خير بين امرين الا اختار ايسرهما مالم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس منه وما انتقم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم وقد يكره المتكلم ولايكره الكلام اذا كان حق وقد يحب المتكلم ويكره الكلام ان كان باطلا..كان يغضب ولكنه لايحقد ويحزن ولايستسلم للحزن وكان أبعد الناس غضبا واسرعهم رضا ولايباري في الجود ذو الكرم والسخا والنجدة والشجاعه والحياء والاغضاء وحسن المعاشره على الجميع وان كانوا من أعدائه يصل الرحم ويفي بالعهد والعدل والامانه والعفه والزهد في الدنيا والصدق في القول والتواضع مع علو منصبه ورفعة رتبته وطول الصمت وافضل قومه مروءة وانبلهم خلقا وأكرمهم معاشره ومصاحبه واحسنهم حوارا ومناقشه واصدقهم حديثا واوفاهم عهدا واعظمهم حلما واخرهم سريره وابعدهم عن الفحشاء وكان يمزح مع اصحابه ويحادثهم ويذهب إلى المرضى في أقصى المدينه ويقبل عذر المعتذر ويبدأ بالسلام والمصافحه ويكرم من يدخل عليه وربما بسطه ثوبه ويؤثره بالوساده التي تحته ويعزم عليه بالجلوس ويكنى اصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم ولايقاطع احد حديثه حتى أن يكمله نعم هو خلق القران لقد اهتم بالاسلام وبحسن الاخلاق واعتبره أن الالفه ثمرة حسن الخلق والتفرقة ثمرة سوء الخلق وان حسن الخلق يوجب التحاب والتوافق بين ابناء البشر حيث قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( أكثر مايدخل الناس الجنه تقي الله وحسن الخلق ) وقيل للنبي ما خير مااعطي الانسان فقال خلق حسن وقال صلى الله عليه واله وسلم ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) وقال (ان اقربكم مني مجلسا احسنكم اخلاقا الموطنون اكنافا الذين يألفون ويوالفون) وقال ( المؤمن ألف مألوف ولا خير فيمن لايالف ولايوالف )حيث قال (ماتحاب اثنان في الله الا كان احبهم إلى الله اشدهما حبا لصاحبه)ولم يكن فرض الاخلاق على المسلم هو من باب تقويم الشخصيه الانسانيه للمسلم فحسب بل إن الأخلاق درجة اعلى من الدرجات الموصوفة في الجنه وان سجية المسلم هي الاخلاق ولما كانت الأخلاق جزاءا من الايمان فانها لاتتاثر بالظروف والأحوال بل تبقى ثابته قائمه في حياته لا تتغير ومن قيم الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم في التواضع مهما بلغ الإنسان مرتبة العلم والدين والسياسه فإن سمة الأخلاق يجب أن تكون محكومه بالتواضع ..علينا الاقتداء برسولنا الكريم وباخلاقه القيمه التي حصل على مفاهيمها من الله سبحانه و تعالى حيث قاده الامه الاسلاميه بالأخلاق النبيله ....وفي الختام نعزي الامه الاسلاميه جمعاء بذكرى استشهاد سيد الخلق الرسول الكريم سلاما عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ...
0 تعليقات