عمر سعد سلمان
كثير من الناس لا يعرفون العلامات والدلائل المالية التي يجب الاهتمام بها عندما ظهرت امامهم. لم يعرفوا ماذا يفعلون بأموالهم، ولم يعرفوا الوقت المناسب لذلك.
ومعظم الناس لا يحبون التفكير في الاحتمالات المالية في الحياة، ناهيك عن التحدث بحرية عن اموالك. ربما يشعرون ان موضوع المال هو موضوع شخصي للغاية لدرجة انه في حاجة الى ان يحفظ في بئر عميق. وحيث أنك تتعامل مع المال كأنه سر من الاسرار، فلن تكون لديك الفرصة لاستكشاف ومعرفة قوانين المال.
من هنا تبدأ مشكلتك: على الرغم من أنك لا تعرف شيئاً عن هذه القوانين، الا انه عندما ما ينتهي بك الامر وانت تنتهك هذه القوانين. فجهلك بالقانون لا يعفيك من العقاب وبالتالي سوف تعاني من تبعات ذلك إذا انتهكته.
عندما يتعلق الامر بالمال، فلا توجد علامات ضخمة موضوعة باستمرار في طريقك لتخبرك بالسرعة التي تسير بها ومتى تفسح الطريق وحتى متى تتوقف. لذلك، فأنك كثيراً ما تنتهك قوانين المال ولا تعرف أنك تقوم بذلك. الأسوأ من ذلك انه ليس لديك فكرة عن التبعات والعواقب التي ستعاني منها إذا انتهكت أحد قوانين المال. عندما تنتهك أحد قوانين المال بالفعل، تجعلك النتيجة النهائية تشعر كما لو كنت في سجن مالي – بمعنى ان لديك القليل من المال والكثير من الديون ولا يوجد امان. ومع ذلك، فعندما تعرف قوانين المال وتتبعها، فسوف تكون قادراً على جني المزيد من المال والخروج من الديون وزيادة مساحة حريتك الشخصية.
لقد تأثر الكثير من الناس بشدة من تقلبات الاقتصاد في الفترة الأخيرة. وربما تأثرت انت ايضاً. ربما تكون قد عملت بجد في حياتك كلها. والآن، ومع اقتراب موعد التقاعد اكتشفت ان مقداراً كبيراً من اموالك قد اختفت. ربما تكون قد استثمرت وقتك ومالك فيما اعتقدت انه استثمار مضمون لكنه لم يكن كذلك، وربما تحتاج الى سنوات لتعويض خسارتك، وتحتاج المزيد من السنوات لتنطلق للأمام. ربما تكون قد فقدت وظيفتك ولديك مشكلة في العثور على وظيفة أخرى. او من الممكن أنك تتحمل ما لا تطيقه من الديون الخاصة بالسيارة او البناء ولا ترى مخرجاً من ذلك المأزق. وانت على الأرجح تحدث نفسك قائلاً (لن اخرج من ازماتي المالية مطلقاً). ومهما كان مركز الشخص المالي سيئاً فقوانين المال هي قوانين عامة يستطيع أي شخص تطبيقها لعبور أي ازمة مالية تحدث. سواء كان الاقتصاد في حالة ركود او انتعاش، وسواء كان السوق هابط او صاعد.
فقوانين المال وجدت للوقاية من المتاعب المالية وليس لتقييد الناس. فهي تجلب لهم المكافأة المالية والعاطفية والروحية، وتعتبر مرشد لهم لأنها حقائق راسخة وليست وعود زائفة.
0 تعليقات