نزار العوصجي
اليوم حدثت جريمة اخرى ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكبها ميليشيات إيران دون حسيب او رقيب ، حيث جرت وقائعها في ناحية بلد وراح ضحيتها 12 شهيداً ، قتلوا بدماً بارد تحت انظار ما تسمى بالحكومة المركزية ، ليضاف ملفها الى سلسلة ملفات التحقيق ، بانتظار كشف خيوط الجريمة ( جيب ليل واخذ عتابه ) رغم ان الفاعل معلوم لدى القاصي والداني ...
بالامس كانت مكيشيفة التي تسمى ناحية دجلة ، قرية بسيطة تغفوا على كتف دجلة الغربي جنوب تكريت ، تقطنها عشائر مختلطة على رأسها عشيرة البو عيسى والتي تتزعمها عائلة الكريم ، والذي يعرف عن احد اجدادها دوره الرئيس في معركة الفتحة ، والالتفاف الذي مكن البريطانيون من الانتصار على الجيش العثماني ، وما اعقبه من دور مشابه لاحفاده مع الاحتلال الأمريكي ، وأهالي صلاح الدين يعرفون قصة الكتاب الذي أعطاه احد شيوخهم للجنرال الأميركي بعد الاحتلال والذي يثبت ولاؤهم للانكليز ...
منذ أن استلم المقبور قاسم سليماني الملف الامني في العراق حدد مشروع مدينة سامراء المقدسة ، التي تمتد من مكيشيفة وصولا إلى ناحية بلد ، وتجلى هذا المشروع بعد مايسمى الحرب على داعش ما قام به ( ثلاثي العلة ) المدعو ابومازن وجاسم الجبارة بالتواطؤ مع شعلان الكريم النائب السابق وشيخ العشيرة التي تحكم مكيشيفة ، من دور قذر في توزيع أراضي ناحية يثرب السنية وقسم من ناحية دجلة او مكيشيفة ، حيث وزعت تلك الأراضي على ما يسمى شهداء الحشد من أبناء الجنوب والأفغان والإيرانيين الذين تم تجنسيهم ، والمشروع قائم على قدم وساق ، يؤسس له ( ثلاثي العلة ) والبعض من سياسي الحزب الإسلامي من أهالي سامراء ، من أجل خلق سواد ديمغرافي طائفي استراتيجي ، في قلب المثلث السني ، ليمتد بطريق بري اخر إلى محافظة الجزيرة ، التي تشكل تلعفر وسنجار وزمار وربيعة ، التي ستكون أيضا بسواد ديمغرافي طائفي ...
والمفاجئ انها بدعم دولي ، حيث أن خط كركوك بانياس سيمر عبر تلك الأراضي ، وكذلك القناة الجافة للنقل البري ، التي تربط البحر المتوسط بالخليج ، مرور بما يسمى روج افا التي يراد لها ان تكون محمية دولية ، وما حدث من تعرض قبل أيام ، راح ضحيته العشرات له مدلولات كثيرة ، أهمها اكذوبة التحرير الذي لم يكن لولا أجنحة القاصفات الأميركية ، واعين مسيراتها والتي تنكر لها الحشد وقادته ، وعند انكشاف تلك الأجنحة ، سيظهر حجم الجهد الأمني الإيراني ، المسمى بجيش وأجهزة امنية تابعة للحكومة العراقية ...
والأمر الأخطر هو التصريح الاهوج لشعلان الكريم عند تشييع قتلى الحشد انه سيهدم قرى عوائل الأرهابيين على رؤوس ساكنيها ، وهذا يعني إعطاء مبرر لتهجير ما تبقى من عرب سنة في ناحية دجلة والجزيرة ، واتاحة المجال التوطين الديمغرافي الذي سيتولاه الكادر الممثل بجاسم جبارة وابو مازن و اخوانجية سامراء ، لتحقيق المشروع الخبيث سامراء المقدسة ، كذلك من يتابع أفلام الفيديو ، يرى حجم الكثافة النارية من جهة واحدة فقط ، جهة الحشد الذي شارك بكل فصائله ، ولم يظهر إي مشاركة للقوات الأمنية الرسمية ، فلا يستبعد ان يكون هناك سيناريو مفتعل ...
كل هذا وذاك ، وكل قول يصب في قول واحد ، ان مناطق أهل السنة ، مستباحة لمشاريع القضاء عليها ، بدون اي مقاومة او جهد مقابل ، بأستثناء تنظيم الدولة الذي لايعرف له أول ولا اخر ...
0 تعليقات