رباح آل جعفر
إذا كانت أول جريمة في البشرية حدثت بقتل أخ لأخيه، ثم ألقى أخوة النبي يوسف عليه السلام بأخيهم في بئر عميق، فإن القرآن الكريم يقول: (إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم). وهنالك أبيات من الشعر لمنصور الفقيه يقول فيها:
احـــــــذر عدوّكَ مــــرّة
واحذر صديقكَ ألف مرّة
فلربمّا انقلب الصديــــق
فكان أعـــلمُ بالمضــرّة!.
ومن الناس من لا يجد راحة إلا أن يعضّ اليد التي أطعمته، فيغدر بالزاد والملح، وينالك بالشرّ كلّما صنعت له المعروف!.
وإذا كان من حسن أخلاق المرء أن يُحسن إلى الناس، فإنّ من أسوأ الأخلاق أن يُقابل الحسنة بالسيّئة!.
ولو أن الذين يصنعون الجميل يعرفون ماذا يربحون بالوفاء، وماذا يخسرون بالغدر، لما بقي في الدنيا ناكر واحد للجميل!.
والسيد المسيح عليه السلام أسلمه تلميذه يهوذا الأسخريوطي إلى الرومان لكي يعذبوه، فقال: (ما قيمة الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه)؟!.
ومرة وجدت إبناً لكاتب عراقي معروف يطرد أباه من البيت، ويشرده في الشارع بحثاً عن مأوى، وينقل ملكيته في التسجيل العقاري إلى اسمه بعدما استطاع أن يخدع والده بالحيلة فيتنازل عن ملكية البيت!.
وكان لصديقنا الشاعر الرقيق صفاء الحيدري كلب اسمه “بلاكي” ظل رفيقه وصديقه طوال حياته، وكان صفاء يقول لي: إنني لا أحب السير مع الكلاب في طريق واحد، لكن ذلك الكلب أثبت لي أنه غير ابن آدم صحيح!.
وكان صفاء وبلاكي ينامان على سرير واحد.. فلما مات صفاء مات بعده “بلاكي” بيوم واحد!.
وعندما مات الأديب المصري البائس عبد الحميد الديب كتب في رثائه الشاعر البديع كامل الشناوي يقول:
اليوم مات شاعر جاع لتشبع من بعده الكلاب!.
وهنالك حكاية طريفة عن اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية في مصر. كان يقول بعدما عزله الرئيس جمال عبد الناصر:
كلما زادت معرفتي بالبشر، زاد احترامي للكلاب!.
وكانت لديه حديقة في البيت كتب على أشجارها يقول :
هنا يرقد أعز أصدقائي.. الكلاب!.
0 تعليقات