هناء الالوسي
فجر ينسلخ من ليلة باردة عجفاء
الضباب غطى المكان
والخوف استبد من قسوة البرد
جلس ذاك الشيخ الكبير
تحت سدرة البيت التي غطت اغصانها
كل جوانب الحديقة يتحسس ماحوله
القمر ... الهواء ... الظلام
قال لنفسه
لم اصبح الليل هكذا حنينأ
اين ذهبت مخالبه الحادة
التي افترست الطفل والشاب والشيخ
وتلك الفوضى التي عمت المكان
رائحة الدم الذي يسيل من هنا
وبريق العيون والدموع الاسيرة
خطيئة الاطفال المتجولون في الطرقات
الخوف من الماضي القريب
كأنه عذراء تتعرى من ملابسها
والخجل يسرق النظرات اليها
والماء العفن فارق انفاسي
الطير مغردا في عشه
وهجرة السيئون الى بيئتهم
حفروا لأنفسهم المقابر
اقبلت الحبيبة تتخطى بثوبها الابيض
ليغمس عينييه بالنظر اليها
ويتذوق من فمها اعذب الغزل
وتمسح عن وجنتيه دموع البرد
واختبئ بحضنها كالطفل الرضيع
تهمس له ليتك تبقى هنا فالقوي يكون او لا يكون
دقائق الصمت الحلم ..الريح
قرعت مدوية على النافذة
فاستيقظ الشيخ العجوز من حلمه
فاسترخى وردد
الحلم سيكون حقيقة
فعاد . وغفى
0 تعليقات