خالد النجار / بغــداد
لقد زخر العراق بمصوريه الرواد وفي مختلف الجوانب سواء الفوتوغرافي او السينمائي او التلفازي واللذين تركوا بصمة كبيرة في هذا المجال ، واذكر منهم المصور السينمائي خاجيك والمصور الرائد امري لوسينان وارشاك شيخ المصورين العراقيين ومصور بابل الذان اشتهرا بتصوير ملوك وزعماء العراق في تلك الحقبة! والمصور حازم باك ،والمصور عبوش وغيرهم من عمالقة التصوير في العراق ، وقد برز ايضا بعد تلك الحقبة مصورين عراقيين كبار ومن الجيل الثاني في التصوير واصبحوا مدارس تنهل في تخريج وجبة تلو اخرى من المصورين المتميزين اللذين حاز البعض منهم على (جوائز البوليترز العالمية) بجدارة !واليوم نلتقي مع مصور فوتوغرافي عراقي مغترب في السويد سمير مزبان الذي عرفناه منذ ان كان يعمل معنا مصورا في مجلة المراة ومجلات متعددة وصحف عراقية متعدده ( وكالة الحدث الاخبارية ) اجرت حوارمعه ليحدثنا عن تجربته .
ـ الحــــدث : كيف دخلت عالم التصوير الفوتوغرافي وبداياته وبمن تاثرت؟ يقول مزبان : ان وقع حمل الكاميرا يكون فيه مسوؤلية كبيرة لانها تعني العمل المباشر سواء كان اعلاميا او شخصيا لان الصور تتحدث اكثر مما نكتب ! وحبي لهذه المهنة دفعني للعمل كمصور وكانت البداية في سبعينيات القرن الماضي على يد أساتذتي الكبار في محل (المصور محمد الشمري رحمة الله) في مدينة الثورة ـ داخل - والأستاذ جبار فرج، والمرحوم المصور حميد العراقي.. احببت مهنة التصوير لقربها من هوياتي الاولى في الخط والرسم وخاصة رسم الكاريكاتير .. ودخلت عالم الصحافة في نهاية سبعينيات القرن الماضي في مجلة صوت الطلبة، وتعلمت فن التصوير الفوتوغرافي على يد استاذي الكبير المرحوم سامي النصراوي في قسم التصوير المركزي، ومجلة المرأة الذي أخذ بيدي لتعلم انواع فنون التصوير الفوتوغرافي، وتعرفت على كثير من المصورين العراقيين الكبار في الصحافة والجمعية العراقية للتصوير.
ـ الحـــدث .. وماهي الصور المتميزة التي خزنتها ذاكرتك ؟ يقول : كثيرة هي الصور التي خزنتها الذاكرة المتعبة بهموم الزمان واجد صعوبة في التعبير عن ذلك لان الهواجس والعواطف كعراقيين تغلبنا وتدفع بنا الى البكاء حبا وحنينا لشعبنا واهلنا ومنطقتنا ومدينتنا وعائلتنا، ورغم اني عشت غربة طويلة بعيداً عن اهلي وناسي وزملائي واحبتي واصدقائي إلا أنني لم ولن انسلخ عن ذاتي ، قلبي وروحي تعيش في العراق وجسدي يعيش لوحده في الغربة مع أجمل اعمالي وصوري وذكرياتي التي تلاصقني بالم ومرارة هي حدث قلب كياني وحياتي وحياة عائلتي الا وهي اعتقال ابني عام 2007 اثناء ذهابه الى الدوام في معهد الفنون ويقال إنه في المعتقلات السرية العراقية ؟!
ـ الحـــدث : كيف تجد نفسك اليوم مع جيل التصوير والرقميات؟! يقول : من حيث السرعه في التصوير اجد انه اصبح اسرع واسهل من السابق بكثير؟ لكون التكنولوجيا قدمت خدمة كبيرة للمصور بشكل عام في انجاز عملة ، ولكنها في نفس الوقت قد اثرت كثيرا على مضامين تلك الصور بعد ان دخلت البرامج مثل الفوتو شوب والكوريل والفكسات والتركيب والكولاج وغيرها ..! اثرت كثيرا على جودة الفكرة فيها ،وقد اختصر من جانب اخر كل المراحل القديمة التي كان يقوم بها المصور من حصولة على الفلم الخام ونوعيته ودرجات ( الحساسية )و تنظيم سرعة الغالق وفتحة العدسة وانتظار التحميض وطبع الصور الذي يستغرق وقت وجهد متعب من اجل الحصول على النتيجة الجيدة اما الان خلال ثواني يحصل على النتيجة وخلال دقائق يتم ارسالها الى (المجلة او الجريدة اوالمؤسسة الصحفية ) التي يعمل بها ومن اجل طبع الصور للمشاركة في المعارض والمناسبات ،بعد ان كان ينتظر ايام وليالي من اجل ايام الحصول على صوره ؟
ـ الحــــدث : وماهي الجوائز التي حصدتها في مسيرتك الفنية ؟يؤكد مزبان : بلا شك اكبر الجوائز قد حصلت عليها هي ( جائزة البوليترز العالمية ) التي لاتمنح بسهولة الا من قدم عملا بارزا ومهما في التصوير وقد حصلت عليها عام ( Pulitzer Press 2005 ) وكنت اعمل مع وكالة Associated Press منذ عام 2002 ولغاية 2007.، واستذكر ايضا عملي كمصور صحفي منذ عام 1979 في مجلة صوت الطلبة ومجلة المرأة و وكالة الأنباء العراقية ومجلة المصور العربي ، وشاركت في كافة معارض الجمعية العراقية للتصوير و وكالة الأنباء العراقية وأتحاد المصورين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين وجمعية المصورين العراقيين في السويد واتحاد المصورين العرب فرع أوربا وأمريكا ، كماشاركت في معرض Inter Press Photo في كوريا الشمالية و بغداد.
مضيفا : شاركت ايضا في اقامة عدد من المعارض المختلفة في العراق والدول الأوربية والقيت العديد من المحاضرات ذات العلاقة بالتصوير في السويد وألمانيا ومعاناة المصور الصحفي العراقي..وحصلت على تكريم وجوائز اخرى عالمية وعربية وعراقية ..كما اصبحت عضو في الأتحاد الدولي للصحافة واتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير واتحاد المصورين العرب واصبحت رئيسا لجمعية المصورين العراقيين في السويد ،وعضوا في الامانة لاتحاد المصورين العرب ورئيسا لاتحاد المصورين العرب فرع اوربا وامريكا ،وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين العرب في السويد وسكرتير تحرير صحيفة( يورو تايمز) التي تصدر في السويد ، واقيم الان في السويد وامارس عملي المهني في التصوير و الصحافة بنفس الروحية واقتناص الصور واهميتها.
ـ الحــــدث : ماهي اكثر المخاطر او الواقف المحرجة في ممارستك التصوير المباشر؟ يؤكد مزبان : كثيرة جدا تلك المواقف الصعبة والخطيرة خاصة خلال الحرب العراقية الايرانية واثناء تصوير تقدم قواتنا المسلحة في مدينة المحمرة تعرضنا الى قنص من قبل القوات الايرانية وتم انقاذي من قبل قواتنا ..وكذلك في جزيرة ام الرصاص عندما رافقت لواء 66 قوات خاصة مع الزميلة المصورة السينمائيه سعاد السامر لتصوير احدى المهام القتاليه وتعرضنا على سيل من القنابل من الجانب الايراني ،اماا الموقف الثاني هي تعرضي للاعتداء والضرب والاعتقال من قبل رجال الامن العامه انذاك ! والاهانه من قبل محافظ بابل ( طالع الدوري )اثناء تغطيتي الصحفية لمهرجان بابل الدولي في نهاية تسعينات القرن الماضي واصبحت قضيتي قضية رأي عام كتبت عليها كل الصحف العراقية والتي تدخل في حينها رئيس الجمهورية صدام حسين وامر بتشكيل لجنه تحقيقية من جهات رئاسية وامنية واعلامية وصحفية حول ملابسات القضية؟!
.ويؤكد مزبان للـ ( الحـــدث ): اما الحادثة الثالثة عام 2003 عند الاحتلال الاميركي واثناء تغطيتنا للاحداث المختلفة تعرضنا الى عدة مواقف خطرة منها نجوت من (محاولة اغتيال من قبل عصابات القاعدة) والتي ذهب ضحيتها زميلي المرحوم الشهيد اسماعيل سائق السيارة، كما تعرضت الى اختطاف من قبل مجموعة مسلحه قرب ملعب الشعب!!كما اعتقلت عدة مرات وانا احمل كاميرتي من قبل القوات الامريكية في عدة اماكن لمدة ساعات ،اضافة الى تعرضي الى خطورة اثناء انفجار سيارات مفخخة اثناء تغطيتنا للاحداث في بغداد وتعرضنا الى محاولة اختطاف في مدينة الرمادي وتم انقاذنا من قبل احد الاشخاص كان برفقتي من اهل المدينة وغيرها من الاحداث الصعبة اثناء تغطيتي الصحفية..
0 تعليقات