حسن جمعة
سور حديدي يمتد عبر حدودنا من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها بلباس بلون الارض وقلوب كقلوب الاسود قدَّم ما قدَّم حتى اعتبره البعض اكل لحوم البشر في حادثة غريبة لم تفعلها الجيوش في حرب تشرين!.. وتسلسل ليكون سادسا بين جيوش العالم وغدا تمر ذكرى تأسيسه الغالية رغم كل ما لاقاه من اهمال وتهجم وتنكيل حيث تعرض الجيش العراقي منذ تأسيسه قبل قرن تقريبا ( 1921 ) الى ظلم لم يألفه أي جيش عربي آخر وهو خروجه من وظيفته الأساسية الى تحمل أعباء السياسة وإغراءات السلطة ففقد تراكمات الاحتراف وأفسد السياسة وأفسدته ثم دفع أثمانا باهظة في هذا السياق وكانت كل حادثة تأخذ من الجيش شطرا كبيرا من قادته وضباطه قتلا واعتقالا وإحالة على التقاعد.. فيخسر الجيش طاقات دربها وأنفق عليها وتضيع خبراتها وكفاءاتها وأكثر من هذا فإن صراعات السياسة كانت تبعد أيضا ضباطا من الجيش الى الوظائف المدنية التي طبعت بهذا بانعدام كفاءتها وحرمان الجهاز المدني من فرص التطور والنمو واكتساب التمرين والأهلية وهذا العامل الذي كثير ما أسقط من الحسابات يفسر ولو جزئيا كيف خسرت الجيوش العربية العملاقة أمام العدو الصهيوني وكيف تفوق جيشنا عليها... ولا يخفى أن هناك خللا جوهريا رافق التأسيس السياسي للعراق الحديث وبقية الكيانات العربية وهو بناء السلطة على حساب الدولة ومؤسساتها وبعد الاحتلال وسقوط نظام صدام يدفع الجيش ثمن عقيدة أخرى لا علاقة له بها من قريب أو بعيد ومرة أخرى يدفع العراق الثمن من دماء أبنائه وثرواته وطاقاته في حرب لا مصلحة له فيها سوى أن أميركا أرادتها له.. فلا فرق بين جيش قديم وجديد فهذا الجيش من ذاك وضباطه القادة اليوم هم من انخرطوا في الجيش العراقي قبل الاحتلال.. إنه جيش العراق بصرف النظر عن الحاكم وقد ابتدع إعلام الفتنة مصطلحات سخيفة حيث صيرت مؤسسات الدول وكأنها ملك لأشخاص زائلون فصار الجيش العراقي جيش صدام وجيش المالكي والجيش الصفوي والى آخر مفردات هذه اللغة المشبوهة!!.. لكنه بقى وسيبقى جيش العراق بفخر واعتزاز وصمام اماننا.. مبارك لك عيدك ايها الحامي .
0 تعليقات