بغداد – احمد عماد سلمان
يستند هذا التقرير على رصد خاص لكاتبه منذ بداية إندلاع الاحتجاجات في أكتوبر 2019 ولغاية الوقت الحالي".
كانت أحدى مطالب احتجاجات أكتوبر ولغاية الآن هو انتخابات مبكرة تزيل الجيل السياسي الحالي المتهالك والذي يؤسس نظام يتماشى مع إمكانيتهم الضعيفة بسوء الإدارة، واطلاق يد الفساد إلى ما لا نهاية، مصرين على إكمال دورة فاسدة يتقاسمها أصحاب الكتل الكبرى التي صرفت أموال هائلة من أجل امتلاك سلطة تلبي احتياجاتهم وتعبي رصيدهم الانتخابي، كانت ثورة أكتوبر انطلاقا لتكسير تابو السياسة الهرم مطالبا باهم أداة لتكوينهم وتوسيع نفوذهم وهي المطالبة بقانون انتخابات مبكرة يتيح الإمكانية للمرشحين غير المنتمين والانتخاب الفردي والابتعاد عن سطوة الكبار، أليس الأجدر بان تكون هناك منافسة عادلة على الأقل في نظام منتهي الصلاحية، حيث وبعد مرور ٤ اشهر على أقوى واشرس احتجاجات شهدها العراق في تاريخهِ الحديث، اعطتنا دروس في تكسير تابوهات المجتمع وتحدي السلطة التي تعمل بالظل، حيث واجهت العديد من التحديات منها القتل والاختطاف والترهيب والتهديد والتخوين والانقسامات والعاب العنف التي تفننوا بها من اجل اسقاطها وتحويلها لصالحهم، حيث لم يعد قادرين على احتواء ما هو تهديدا لهم ولوجودهم، إلى أن اصبحنا باكبر فراغ دستوري يمر به العراق بعد ثاني محاولة فاشلة لتاسيس حكومة عراقية انتقالية حتى وليست دورة كاملة.
عصفت رياح تشرين صدمة كبيرة لم يتوقعها كثير من محللي وصانعي سياسات البلد، بل حتى أصحاب الكتل الكبرى والتي تمتلك القواعد الجماهيرية الكبيرة، رياح حملت معها لوائح بمتغيرات جديدة على البلد اتباعها.
بداية السباق
بعد إعلان موعد الانتخابات المبكرة من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم يتوانى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإطلاق صافرة بداية السباق، والذي أعلن فيه رغبته، عبر تغريدته في احدى مواقع التواصل الاجتماعي في ٢٢ نوفمبر من عام ٢٠٢٠ ، دخول الانتخابات والحصول على رئاسة الوزراء بأغلبية كما سماها "صدرية"، ما اشعل فتيل المنافسة قبيل موعد الانتخابات.
حيث يضم التيار الصدري قاعدة شعبية تحظى بتنظيم أعلى من كل الكتل الموجودة، وولاء مطلق
حيث بدأت التنظيمات الصدرية في المناطق التي تكن الولاء المطلق وبإغلبية بتسجيل الناخبين وإصدار بطاقات الناخب مع فرق متجوله داخل المدن لإصدار تلك البطاقات حتى لكبار السن وهم في البيوت، حسب رواية احد أبناء تلك المناطق.
وتاريخيا وعلى مستوى صدامات غير سياسية التي جرت منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن، فأن النتائج كانت مروعه وانتهت باستنزافه، وبقى تيار الصدر قائما ومحافظا على مكانته السياسية والاجتماعية، وجميعنا يعلم ان اول صدام حدث للصدر كان مع الامريكان، ثم بعده المالكي، واخرها مع ثوار تشرين، جمهورالصدر يمكن للجميع ان يأكل من جرفه، ولكن يزعم خبراء هذا التيار انه في ذات الوقت واذا ما استدعت الضرورة التاريخية لمرحلة ما، فان الصدر يستطيع ان ياكل من جمهور الجميع.
شاءت ظروف راهنة وأخرى لا علاقة لها بالمرحلة ان يتحول تيار الصدر إلى محط خلاف وبداية صدام مع حراك تشرين السياسي الذي بدا يتبلور في حركات وأحزاب جديدة ناشئة.
بصرف النظر عن الخلفية التاريخية، فان محط الخلاف الآن حول الجمهور المشترك الذي خطط الصدر ان ياكل من جرفه في الانتخابات المبكرة، وتعول عليه أحزاب تشرين بقوه جره إلى مساحتها.
جهل انتخابي
في رصد موثق لاراء الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اكثر الأصوات نادت بالوعي السياسي في حالة للتخلص من الجهل الذي يقع فيه الناخب في كل دورة انتخابية، كتب علي عبد الكريم، احد ناشطي الاحتجاجات على صفحته في احدى مواقع التواصل الاجتماعي: "كلما يقترب موعد الانتخابات العراقية يمر المواطن الناخب والشعب بحاله من التيه والفوضى الفكرية"، مضيفا : وحين تطلع او تستفهم منهم ماهو المعيار الذي تقيمون الحزب او الكتلة او التنظيم من خلاله فترشحوه او تنتخبوه، ستجد ان اغلبهم يفتقر للمعيار المنطقي وأغلب الاستدلالات عبارة عن تخمينات وهذه كارثة تتكرر مع كل انتخابات تحدد مصير بلد او شعب".
ويذكر ان" بعضهم لا يميز بين الوعود الشفهية والتي يوعده بها الحزب المرشح وبين المنهج والميثاق"، موضحا ان" بعضهم يوغل اكثر بالسذاجة فيعتبر منشور فيسبوكي او تعليق لمرشح ما هو بمثابة عهد للحزب".
ويكشف "كل حزب او منظمة او تكتل لم يبين منهجه الكامل للجماهير ويطلع عليه الجمهور مكتوب خطيا ومختوم باسم الحزب وليس الشخص فان ذلك كذب وخداع ووسيلة للتنصل من المسؤولية"، معللا ذلك " من أجل الزام الحزب بوعوده ومن الصعب عليه التنصل او مخالفة أهدافه او مبادئه التي يشترك بها معك في حال تمكن وفاز مستقبلا، ولو خالف ذلك فبسهولة تستطيع ان تنتزع منه الشرعية ويسحب التصويت منه من قبل مناصري الحزب واعضائه ومؤيديه".
تصفية الخصوم
في كل حراك سياسي في العالم يواجه في مرحلة ما نوعا من انطفاء شرارة الحماس والتوهج، رغم القتل والتصفيات الجسدية والتهديدات والاختطاف رافقتها ظروف صحية وامنية أجبرت المحتجين على الانسحاب مؤقتا، اعتبرها الناشطين فترة للاستراحة وتنظيم الصفوف وبعد ١٧ عام من الاحتجاجات المتفرقة لم تنتج عن شيء، حان الوقت للدخول بمعترك التنظيم السياسي لتمثيل من رفع شعار "نريد وطن".
كانت الصدمة ان أغلب أبناء المحافظات الجنوبية والتي تعتبر رصيد انتخابي مؤثر للكتل الشيعية، هم من كانوا أساس استمرار تلك الاحتجاجات في المحافظات مثل الناصرية والبصرة والعمارة وكربلاء وميسان والتي شهدت قتل ممنهج ومجازر بحق المحتجين دافع إضافي للإستمرار، مما جعل تصفية الخصوم في المحافظات الجنوبية أمر ضروري لضمان عدم صعود شخصيات تثق بها الساحات والمحتجين.
ولا يبدو ان قصة العراقيين مع كواتم الصوت ستنتهي قريبا، اذا ما انفكت قائمة النشطاء الذين تم استهدافهم تزداد كل يوم، وعلى الرغم من ان بعض الاغتيالات تمت امام كاميرات المراقبة فان أحدا لم يقدم للمحاكمة.
وما احمد حكيم ومصطفى الجابري وهشام الهاشمي وعدنان رستم في بغداد وفارس حسن وفاهم الطائي وايهاب الوزني ومهند الكعبي في كربلاء وحسين عادل وزوجته في البصره، وامجد الدهامات وحيدر اللامي وباسم الزبيدي في ميسان، حتى النساء لم تسلم من مسلسل الاغتيالات أهمها ريهام يعقوب من البصرة طبيبة ومسعفه وناشطة كان لها صوت مدوي في احتجاجات البصرة وماري محمد التي تعرضت للخطف والترهيب والاجبار على التحدث عن تلقيها دعما من جهات خارجية وتشويه سمعتها.
وفي الـ١٧ من أغسطس العام الماضي، اطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة تقل الناشطة في الاجتجاجات لوديا ريمون (٢٧ عاما) في البصرة.
وبعد أيام معدوده في الشهر نجت الناشطة المدنية رقية الدوسري من محاولة اغتيال وسط البصرة بعد ان اطلقت النار على المعتدين من مسدس كان بحوزتها.
بينما زهراء فاضل تم اختطافها بعد خروجها من منزلها في بغداد بتاريخ ٢٣\١٢\٢٠٢٠ من قبل ميليشيات مسلحة.
انتصار ناهي كانت ممرضة تسعف المتظاهرين الجرحى اثناء احتجاجات تشرين في بغداد تم اختطافها من منطقة باب المعظم شمال وسط بغداد من قبل ميليشيات لعدة أيام قبل اطلاق سراحها وتركها معصوبة العينين في منطقة بسمايا، بعد ان تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء وثقب ساقها وسكب الماء البارد.
وعثرعلى جثة الناشطة الشابة زهراء علي تبلغ من العمر 19 عاماً قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وترك جثتها خارج منزل عائلتها.
وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالات انباء: "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا". مضيفآ :"أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية"
القتل مواسم في العراق، بدأ باغتيال وخطف الصحافيين والإعلاميين العراقيين الذي فاق كل التصورات، ليصل إلى أعلى نسبة اغتيال في العالم بلغت أكثر من 450 صحافياً وإعلامياً مساعداً، أولهم نقيب الصحافيين العراقيين الراحل شهاب التميمي، الذي اغتيل عند خروجه من مقر النقابة على أيدي مجهولين أطلقوا النار عليه من مسدس كاتم، وتلاه المئات ممن اختلفت معهم السلطة، وساقتهم حتوفهم للتصفية الجسدية من جهة، وكانوا ضحايا الإرهاب بفعل عناصر "القاعدة وداعش"، وميليشيات أخرى خارج القانون، ما ترك أبلغ الأثر في نفوس العراقيين، تلاه مسلسل تصفية الناشطين والأكاديميين التي أثبتت التحقيقات أنه قتل ممنهج، وبقوائم معدة سلفاً، آخرها اغتيال الإعلامي والخبير الأمني هشام الهاشمي أمام بيته في بغداد، وبالرغم من أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد بأن يكون ولي الدم لصديقه الهاشمي، وإجراء تحقيقات شاملة لكشف المنفذين والمحرضين على اغتياله، لكن القضية لا زالت مسجلة ضد مجهول، ما يعطي انطباعاً لدى العامة بأن قرار التصفية والتنفيذ وراءه جهات منظمة وفاعلة ومحترفة.
والكثير الكثير من الأشخاص الناشطين والمسعفين والمحامين والصحفيين اللذين من الممكن ان يتخذهم المحتجون وترشحهم ساحات الاحتجاج وصوت ردع لكل لتلك الميليشات بل وحتى الانتقاد علنا تمت تصفيتهم.
نفاذ الرصيد
في الثاني من ديسمبر عام ٢٠٢٠، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الى ترميم البيت الشيعي، ما اثار رغبة الناس في ابداء امتعاضهم من استخدام اللغة الطائفية مجددا لارسال رسائل مبطنة لتحالفات جديدة لم تسمن ولا تغني عن جوع كسابقاتها، مما اضطر ناشطون ومراقبون الى رفض تلك اللغة واستخدامها وان يكون السباق على الانتخابات ملئ بوعود وتحضيرات مبنية على خطط علمية رصينه وواقعية ومنطقية، لا لغة الطوائف والانجرافات الطائفية.
بعد ذلك أصرت الجبهة السنية ان يكون لديها موقف مشابهه أيضا عندما اجتمعوا قادتها تحت قائمة واحدة، رفضها اغلب مستخدمي السوشيال ميديا، الذين يعتقدون من الان ان الانتخابات القادمة تحالفاتها ستكون عقائدية بحتة، وهذا لا يصدر الا من نفذ رصيده ويريد جر المناطق والمحافظات الى ركن قديم ومهترئ عفا عليه الزمان وشرب.
ارقام واحصائيات
٤٢٧ حزبا تقدمت بطلب اعتمادها في مفوضية الانتخابات.
تم منح اجازات تأسيس الى ٢٣١ حزبا سياسيا
عدد طلبات التسجيل للأحزاب قيد التاسيس بلغ ٨٠ طلبا.
عدد طلبات تسجيل الأحزاب المرفوضة بقرارات مجلس المفوضين بلغت ٩٩ طلبا، لاسباب مختلفة منها: عدم اكتمال الأوليات المطلوبة او التاخر عن المدة المحددة للتسجيل.
طلبات تسجيل الأحزاب التي تقدمت بسحب طلبها بلغ ١٧ طلبا.
قانون تخصيص وتمويل نفقات انتخابات مجلس النواب بلغت تقديرات نفقات انتخابات مجلس النواب للسنتين ٢٠٢٠ -/ ٢٠٢١ مبلغا قدره ٢٩٠،٠٠٠،٠٠٠ مليون دينار يمول منه ١٣٣،٣٠٠،٠٠٠ مليون دينار من الرصيد النقدي المدور لموازنة عام ٢٠١٩ الى حساب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ويمول المبلغ المتبقي من المبالغ المحددة للاقتراض في قانون تمويل العجز المالي المقر في سنه ٢٠٢٠ والايرادات المتحققة لسنة ٢٠٢٠
قانون تمويل الانتخابات الذي اقره مجلس النواب العراقي وصوت عليه في ١٧/١٢/٢٠٢٠
اما في الموازنة العامة تم رصد مبالغ للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وكالاتي
١٧٧،٤٠٣،٢٤٤ مليون دينار اجمالي التشغيلية
١٥٠،٠٠٠،٠٠٠ مليون دينار البرامج الخاصة
٣٢٧،٤٠٣،٢٤٤ اجمالي الانفاق
وهو بانتظار التصويت عليه في مجلس النواب لغاية كتابة سطور هذا التقرير لم يصوت مجلس النواب على الموازنة العامة للدولة ومن ضمنها قانون تمويل المفوضية أعلاه.
اما مفوضية الانتخابات قالت في بيان : "الاقبال على مراكز تحديث سجل الناخبين جيدة، ٨٥٣ فرقة جوالة في عموم العراق لاجراء عمليات التحديث، وافتتاح ١٠٧٩ مركزا لتحديث سجل الناخبين".
ويرى مراقبون ان هذا يؤكد صحة ان الانتخابات من المرجح ان لا تكون في موعدها المحدد ( المبكرة ) .
كثيرة هي الأحزاب التي استعجلت وسجلت قوائمها بأسماء التظاهرات لخوض الانتخابات كون التظاهرات هي الشئ الوحيد البارز والمؤثر .
وقد يحصل شيء من ضمنها التصويت على الموازنة ، او التظاهرات الرافضة لقانون الانتخابات الحالي، او احتجاجات بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية ، ما يجعل المسرعين سابقا بتسجيل قوائمهم يتكبدون الخسائر وتحمل الملامة من الشركاء المنشقين عنهم من الان بسبب أفكار سطحية واستخدام شعارات الامس لخوض معركة اليوم وغدا دون التمسك بالتحالفات القوية.
وأشار مستشار الكاظمي لشؤون الانتخابات، مهند نعيم، في تصريح صحفي اننا "اوجدنا مكان آمن وشديد الحراسة لصناديق الانتخابات".
وذلك بعد الخروقات التي حدثت قبل عامين من حرق ونقل وتزوير واخفاء أصوات.
ولادة خصم تشريني
اغلب المحتجين والذين شاركوا في الاحتجاجات طوال ١٧ عاما ، دعوا الى ولادة أحزاب جديدة تمثلهم وسط معترك صراع السلطة التي تشهده البلاد، الكثير من على مواقع التواصل الاجتماعي نادوا بتامين المراكز الانتخابية خوفا من التزوير والتلاعب بالنتائج، بينما عبر بعضهم عن تخوفه بان تكون الحالة شبيهه بالانتخابات الماضية، بينما يرى الاخرون ان من الضروري الإبقاء على حالة الرفض ومقاطعة الانتخابات كسابقاتها كنوع من رفض العملية برمتها واحتجاج عام يشهده العالم وتحت انظار المنظمات الدولية ومجالس الامن بان العراق بيئة لا يمثل النظام الديموقراطي بحق، وان انتخاباته غير شرعية وتغيب عنها الشفافية لعدم وجود الامان وكثرة الميليشيات المسلحة.
بذات الوقت اعلن رئيس مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي: عن "تشكيل لجان امنية لتامين العملية الانتخابية المقرر اجراؤها في حزيران/يونيو المقبل".
ويشير الى ان "خطة امنية وضعت بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية لتوفير الحماية للمراكز الانتخابية"، مضيفا "ان جهاز مكافحة الإرهاب على اتم الاستعداد لاي تكليف لحماية العمليات الانتخابية بالكامل".
من جانب اخر اعلن الناشط المدني، حسين الغرابي، على صفحته على احدى مواقع التواصل الاجتماعي: "عن مشروع شفاف وواضح لكل الشعب، ومغاير لاحزاب الصدفة والفساد والطائفية، مشروع غير مرحلي ولن يكون همه انتخابي آني، وهو مشروع يسعى للحفاظ على الخط الاحتجاجي كونه الوسيلة الشعبية الأقوى للضغط على الحكومة والأحزاب في أي قضية مفصلية".
وانشا الغرابي حزب باسم "البيت الوطني"، ضم فيه اغلب المحتجين والناشطين الفاعلين في ساحات احتجاجات المحافظات، وعن مشروع البيت الوطني أضاف الغرابي "بدانا بالتسجيل رسميا له، ومصاريف التسجيل تصل لما يقارب ال ٤٠ مليون دينار عراقي رسوم للمفوضية والمسائلة والعداالة الداخلية، وهذا المبلغ سيكون موزع على الأعضاء المنتمين في المحافظات كافة"، موضحا " ان النظام الداخلي سيكفل آلية التمويل للحزب، وهذا سيكتب ويكون تحت رقابة الدولة والشعب عبر الموقع الرسمي".
ويذكر الغرابي: " ان البيت الوطني لن يكون صدى لاحد بل هو صوت وطني حر، ولن يتبع أي حزب او سياسي سابق او حالي، بل هو جهد لشباب عراقي، ولن يتحالف مع شركاء السلطة ومن يدعي غير هذا فهو كاذب".
بينما غزا ذلك الخبر مواقع التواصل الاجتماعي، سارع الكثير من الشباب الناشط والمحتج في ساحات الاحتجاج الى تصوير فيديوات ونشرها تحت هاشتاك "البيت الوطني"، داعمين ومساندين ومؤيدين لتمثيلهم بكيان من رحم معاناتهم.
ودعا زايد العصاد، احد ناشطي الاحتجاجات ومؤسسي البيت الوطني، الى ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وقطع الطريق على من يريدون استمرار هذا النظام المهترئ حيث قال: "يمكننا ان نندب حظنا وان نتذمر لسبعة عشر عام قادم ولن يتغير شي، هذا النظام المدعوم من اميركا وايران وحتى المجتمع الدولي، ولن يتدخل المجتمع الدولي في شيء ولن تقدم اميركا على غزو اخر، فما عانته في العراق يكفيها لازالته من خارطة مشاريعها وللابد"، موضحا " وبالنظر للخيارات المطروحة لا يوجد حل سحري، سوى التمهيد لمؤسسة الحركة الاحتجاجية التي تصارع وحدها دون الجميع وافراز طبقة سياسية جديدة، نزيهة ووطنية تتحرك شعبيا وإقليميا ودوليا، طبقة تكسب ثقة الشارع العراقي وتطمئن دول الجوار من الانتقال الامن للسلطة، وتغير وجهة نظر المجتمع الدولي اتجاه العملية الديموقراطية المشوهة في البلد".
ويكشف ان "هذه الفوضى والشعبوية لن تنتهي، إما ان نشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل منا، وأن نتحرك بروح الفريق الواحد لاكمال ما بداناه في الأول من تشرين ٢٠١٩ او ان نبقى نتذمر لسنين طوال، وننتظر تغيير بإرادة خارجية لن تكون جزء من رؤية صانع القرار الدولي كما حصل في عام ٢٠٠٣".
0 تعليقات