علي النصــــير
لا يمكننا ان نختصر ونلخص في عدة سطور معارف وفضائل ومواقف الفاضلة ام البنين عليها السلام لأهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين، الا اننا لا بد ان نذكر ولو قليلا من شهامة وعفة وفضائل هذه المباركة، تزوجت الامام علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء عليهما افضل الصلاة فأنجبت له العباس، جعفر، عبد الله، عثمان، وقفوا جميعهم وقفة رجال حقيقيون مع اخاهم أبا عبد الله الحسين عليه السلام في واقعة الطف واستشهدوا بين يديه جميعهم، حيث تمتعوا بالشهامة والتضحية والفداء وتتلمذوا على نهج وعقائد والدتهم ام البنين التي كانت تزرع فيهم حب الفداء والعائلة وحب الدين وهو دين جدهم محمد صل الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، كانت تكنى بأم البنين لإنها انجبت افضل البنين قوة وشجاعة.
كانت ام البنين الكلابية مميزة ليست كسائر باقي النساء فكانت تقدم أبناء السيدة فاطمة الزهراء على ابناءها، وكانت تزرع داخلهم الروح الواحدة ولا يوجد سواء بين احد منهم، فكانت تريد ان تقدم كل ما تملك من اجل نصرة الحسين حتى تقابل السيدة فاطمة وهي مبيضة الوجه ، ولا ننسى أيضا مراعاتها للحسن والحسين عليهما السلام عندما قدمت بزفافها مع امير المؤمنين فوجدتهما بصحة متدهورة فقامت بكل عفة في دور الام حتى استعادا صحتهم بفضل الله وفضلها، وكان اول طلب لها من امير المؤمنين ان لا يدعوها أحدا باسمها فاطمة مخافة على ان لا يتذكر أولاد فاطمة الزهراء (ع) امهم فيتجدد حزنهم، فدعاها امير المؤمنين (ع) بأم البنين.
كانت الحرة تعتبر رحمة واسعة من الباري عز وجل فكانت تعطي المراد لكل شخص قصدها فهي لا تعتبر كباقي النساء ففضلها الله واعطاها المكانة التي تتمناها جميع النساء وهي انتماءها لآل بيت الرسول (ص)، وعرفت أيضا بوفائها لزوجها امير المؤمنين بعد وفاته فاعتزلت الزواج بعده، وفضلت الحسين (ع) على ابناءها الأربعة وبكت عند استشهاده بكاءا شديدا أكثر من بكاءها على أولادها عند وصولها خبر استشهادهم جميعا، فكانت من الفاضلات العارفات بحق اهل البيت مخلصة في ولائهم.
ورد أيضا قال الامام علي (ع) مخاطبا اخاه عقيل وكان نسابة عالما بأخبار العرب وانسابهم: ابغني امرأة قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما اسدا .. فقال له عقيل: اين انت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فانه ليس في لعرب أشجع من أباها ولا أفرس.
ام البنين كانت اقوى جرأة وشجاعة واصلب المؤمنات على تحمل الصعاب فكانت تطلب المجد ونعلم المجد لا يأتي الا بالصبر وقوة التحمل والتضحية والاستبسال، فهي تعتبر القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يحتذي وهي عنوان للثبات والإنسانية والإخلاص والشرف والعزة والكرامة، فكانت هذه المبجلة قد أضاءت طريق الإصلاح لحالها ووضعت اهم احداثها في التاريخ الإسلامي.
انتقلت الفاضلة الحرة الى رحمة الله في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنه 64هـ ودفنت في منطقة البقيع في المدينة المنورة بعد سنين قضتها في تقوى الله ومخافته وعمر عاشته بين الطهارة والعفة واحزان ذاقتها وصبر على فقدان ابناءها الأربعة في آن واحد، فالسلام على السيدة العفيفة الكلابية ورحمة من الله وبركاته.
..
0 تعليقات