ترجمة: كاروان انور
شعر"كزال ابراهيم خدر
كتبت قصيدة للسماء
فغضِبَتِ الأرضُ منّي
كتبت قصيدة لضوء الشمس
ضاعت السحب مني
كتبت قصيدة للمطر
رجمني الحالوب
كتبت قصيدة للنرجس
فلسعت اصبعي شوكته
وقصيدة لحبيبي
فحفروا لي قبري.
جنيت باقة كلمات
من بستان أحاسيسي
وأهديتها
لأرضي ووطني
فضحكوا علي قائلين:
لا إلهام في شعر الأرض.
انا وشاعر
كتب كل منا قصيدة
كتب الشاعر قصيدة ناعمة للفتاة
وانا كتبت مقطعا شعرياً للشاب
فأخذ الشاب قصيدتي
واراها لأصدقائه
فجعلوها أغنية
أما الفتاة فأقفلت على القصيدة
في خزانتها.
قلت يا أمي اسمعيني
أقرأ لك هذه القصيدة
عن الفتيات ذوات الأيادي الخشنة
والأطفال الجياع
قهقهت أمي وقالت:
يالسذاجتك
ومتى تشبع القصائد الجياع؟
حدثني قلمي قائلاً:
لا تدعي "الازدواجية، الخيانة، الحسد"
تزرع في احشائي
فلم يكن يعرف ان القلم في هذا الوطن
من دون هذه الكلمات
يصبح بلا جسد ولا روح.
علمتني أشعار شيركو بيكه س
إن على الشعر أن يكون أغنية
للأطفال المؤنفلين
وانتقاماً للأجساد المحترقة
وأنوف الفتيات المقطعات
وتيجان الورود فوق
أجساد الشهداء،
أم فقط شيركو بيكه س ؟
قالوا لي تعالي
إن كنت تريدين أن تكوني شاعرة
ويكون لك صوتك ولونك الخاص
فاتركي أنفاس الطفل
وعشق الفراشات والورود
لأنها لاتعني الشاعرية ؟
أحمر شفتيك كالقبج؟
فأجعلي من شعرك برونزياً كشعيرات الضوء
والبسي ألبسة زاهية
وتجرعي كأسا من الشراب على طاولتنا
حينها يقال عنك،
أنك شاعرة
تحترقين منذ سنين
للشعر والكلمة؟
لا أعلم اتريدون مني شعراً
أم ضفائري وشفتي وخدي
جئتم تصفون كلماتي
أو جسدي وغنجي وقامتي؟
أنا لست بشاعرة
ولكن إن سألوني
عن رصيع أجمل الأشعار
لقلت "ذلك الذي ولد بآلام مخاض طبيعية
من دون التخدير والأطباء والأدوية".
0 تعليقات