محمود الجاف
البِدون : هم فئة لم يُمنحوا الجنسية من الدول الموجودين على اراضيها . ويعود السبب في إطلاق هذه التسمية عليهم إلى تدرج ذكرهم في الوثائق الرسمية ( بدون جنسية ) ثم ( مقيم بصورة غير شرعية ) بعضهم بدو رحل سكنوا شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين وآخرين قدموا من إيران واخفوا وثائقهم الأصلية ومنهم من يعيش في الكويت الان ويخدمون في سلكي الجيش والشرطة .
أما الأكراد فقد نزح الكثير منهم الى مُحافظات وسط وجنوب العراق منذ أمدِ بعيد ولأسباب مُتعددة منها الحروب والنزاعات العشائرية أو المواقف السياسية أو العمل . تصاهروا وامتزجت أفكارهم وحملوا عادات وتقاليد وأخلاق المناطق التي تربوا فيها حتى إن كثيرا منهم لا يُجيدون اللغة الكردية وكل ما حصلوا عليه من علوم وثقافات كان باللغة العربية . لكن بعد الاحتلال وكأي عراقي كان من أي ملة او قومية او دين . حياتك وسعادتك تعتمد على تبعيتك للأمريكان وجرائهم الحقيرة من الصفويين واعوانهم . ولان ولائنا كان لديننا اولا ثم بلدنا الذي منحنا كل شيء بدأت تنهال عليَّ رسائل التهديد بالتصفية كما حصل للشيخ حاتم السامرائي الذي خطف مع جميع اولاده وقطعوهم اربا ورموا جثثهم في نهر ديالى وعندما سياتي حاكم وطني سيجد بقايا اشلائهم موجودة مع غيرهم الكثير ترقد في قاعه الحزين . وكلها من جرائم الذين يطلقون على انفسهم اليوم فصائل ( المئاومة ) ومازلنا احياء ونعرف تفاصيل كل ما جرى ونحفظ اسمائهم ونعرف ضحاياهم .
لاتقولوا لدينا دولة . بل شبكات من المافيا . يمكنك ان تجمع 25 فردا من المُنحرفين مع بعض العجلات التي تشتريها بعد خطفك لاحد الاغنياء وستجد حتى شرطي المرور الذي يقف في الشارع يُؤدي لك التحية عند مرورك والدجال الذي يُسمى أبو درع خير مثال على ذلك .
ولاتحدثوني عن عدالة لأنك اذا لم تكن تعمل في احدى دور الدعارة التي يديرها اتباع ايران وتريد ان تبقى وطنيا محبا لبلدك ستبقى على دكة احتياط الحياة ذليلا بلا راتب أو مطاردا لا ارض لك او مُستقر . يُفقروك حتى ينخر الجوع عظامك ولن تجد عملا حتى لو كان التسول . وعندما تنوي الخروج من هذا البؤس والجحيم الذي تعيش فيه سترى كل ابواب الامتين العربية والاسلامية مغلقة في وجهك . حتى دولة السودان تطلب منك كفيل وتركيا تريد منك الجنسية العراقية وهوية الاحوال المدنية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن أو تأييد السكن من المختار وعقد الايجار ؟ ولا ادري هل هي معاملة الحصول على تأشيرة دخول ام تطوع الى سلك الشرطة ؟
ومن المُؤكد ليس فيك المؤهلات التي تجعل حكام الخليج يمنحوك الاقامة الذهبية لأنك لست عاهرة ولا عميلا لإيران او مُتعاونا مع امريكا والصهيونية لإحراق بلادك مثل الكذابين الذين تفتخر فضائياتهم في عرض لقاءات تمثيلية بائسة معهم لتشويه التاريخ وتحريفه .
هُجرنا منذ 2007 وتسكن عوائلنا في دور مؤجرة بمبالغ كبيرة ولايحق لأولادنا التعيين بسبب سجلاتهم الشخصية . فما العمل وأين المفر وما المصير؟
السؤال الان هو . هل الاكراد الذين كانوا يقطنون منذ مئات السنين في مناطق الوسط والجنوب هم من القومية العربية ام الكردية واين وعند من حقوقهم ؟
هل نحن من الاكراد البدون ؟
كيف سيكون شكل مستقبل اولادنا واحفادنا في كردستان العراق ؟
من المؤكد انه مثل مصير ديلان الذي لم يتجاوز الثالثة من العمر ومات غرقاً . الطفل الذي وجده شرطي تركي على الساحل . توفيت معه امه وأخيه فيما كانوا يحاولون الوصول إلى اليونان .
هل سنبقى بدون وطن أو بيت او راتب او وظيفة حتى ننحني ونؤدي يمين الولاء والطاعة الى عمائم الشيطان . أم نجهز انفسنا للهرب . أم ماذا ؟
هل تعلمون كم شابّا هاجر او يهاجر الى اوربا يوميا من مُحافظات كردستان ؟
الهجرة اللافتة لأكراد العراق إلى دول الاتحاد الأوروبي خلّفت عشرات الوفيات بسبب درجات الحرارة المنخفضة إضافة إلى غرق العديد منهم في بحر إيجة بعد تحطم قواربهم وأول أمس وصل جثمان السيدة ديلان يوسف التي تسكن محافظة اربيل . فقد غادر نحو 28 ألف مهاجر منذ مطلع عام 2021 . القي القبض على 803 منهم واعيدوا . توفي 33 منهم حسب جمعية اللاجئين في إقليم كردستان العراق .
اشارت تقارير المنظمات الحقوقية إلى أن معظم المهاجرين هم من الاكراد وقال شيروان ميرزا عضو الاتحاد الوطني الكردستاني إن موجة الهجرة هي بسبب انعدام فرص العمل للخريجين والعاطلين والخوف من المستقبل . كذلك فإن هدف الكثير منهم هو البحث عن الرفاهية والحياة الأفضل .
وقال النائب السابق والقيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني جمال كوجر : ان حكومة الإقليم لم تعيّن فردا واحدا منذ سنوات وأضاف أن القطاع الخاص ايضا يعاني خاصة بعد انخفاض سعر الدينار العراقي أمام الدولار وبالتالي أصبحت البطالة مرتفعة جدا . ناهيك عن غياب العدالة في توزيع الفرص بين أبناء المجتمع وداخل الأحزاب الأمر الذي ولّد حالة نفور كبيرة داخل الشعب .
وكانت حكومة الاقليم قد رفعت مؤخرا من الضرائب وقيمة الكمارك واسعار الوقود وبالتالي أصبح كل شيء باهض الثمن في الوقت الذي لا تجد في جيب الشباب ولو دولار واحد ويشار إلى أن إنتاج الاقليم من النفط يتراوح من 600 ألف إلى 750 ألف برميل ويصدّر منه 500 ألف برميل يوميا وفق تصريح الحكومة العراقية .
هل تساءلتم لماذا يموت هذا الشعب والى متى ؟
قضية بحاجة إلى حل ...
0 تعليقات