قراءة ومتابعة/ رزاق الدجيلي
السخرية والتهكم يعتبران بمثابة الانقلاب على الواقع، وثورة ليس لها حدود من اجل التغيير والانفتاح على واقع افضل، ويقال دائما ان الكلمة هي بمثابة شعلة لاتنطفيء، وكينونة ثابتة متجذرة ضد الظلم والتسلط والجبروت، فعندما تقف كل السبل عاجزة امام الطموح والعيش بكرامة وغيرةوشرف، يقف الشاعر والاديب والكاتب لياخذ مكانه وتبدا معه رحلة طويلة ومسيرة ثائرة بكل معنى الكلمة وهي بمثابة قراءة للحياة بكل مافيهامن آلام ومتاعب ومكابدة، هذه الرحلة هي مسيرة ثابتة، وقصيدة مقاتلة، فالشاعر والكاتب يبقى شامخا وثائرا لايتردد ولا يتاخر من اجل العيش داخل مجتمع آمن وحرية كبيرة وفسحة امل غير مقيدة، ففي كل ارجاء المعمورة يكاد يكون الادب والقصة والرواية والفن، هي لوحات متعددة وضوء مشع واشعاع فكري كبير، ولانريد ان ندخل في تشعب امام موضوعنا او نعطي امثلة على ذلك
فالشعراء لهم صولات وجولات في هذا المجال وعلى مستوى العالم، لانه بصراحة معظم حكام العالم يخشون ثورة الشعراء، ويخافون قصائدهم ووقفاتهم ضد الظلم والاستبداد، فالقصيدة الشعرية هي تعبير حي عن ضمير الشاعر والكاتب وبكل حيثياتها وكلماتها وعنوانها، ودراستنا هذه هي في كتاب (العلَّة والبلسم)،للكاتب والاديب الاستاذ محمد لقمان الخواجة وهو من اصدارات دار الفرات للثقافة والاعلام، والذي صدر هذا العام ٢٠٢١م والذي صمم غلافه الاستاذ اسعد يحيي مسلم، ولأديبنا الخواجة كتب واصدارات عديدة توزعت بين الشعر والرواية والقصة والفن ووصلت الى(١٨) منجز ثقافي، ففي هذا الكتاب الذي احتوى على مقاطع تتخذ شكل قصائد نثر مركز بمعظم اسلوبها وتعدداتها واشكالها، رغم ان الاستاذ الخواجة ارتاى ان تكون هذه المقاطع هي ثورته المتجددة لانتفاضة تشرين ومابعدها، ففي مقطع من عنوان(كانت العلَّة) فيقول
كانت العلَّة في بعض منها
خلل في الراي الجمعي..
وكان البلسم قريب جداً
في يد السلطة..
لكن اخذها الفساد
واستشراء الاحزاب
فتاه الرشد وتعذر الطيب
نحن على موعد امل.،
في تصحيح المسار
ليرجع الصاري كما كان
وليُعرف السبب
فيبطل العجب
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وباسلوب تهكمي يقف بكل وطنية وشجاعة ليقول في مقطع آخر بعنوان (من يقتلع الجذر)
من يقتلع الجذر
شجرة تطفَّلت
على كل الغلال
وعمَّت ارضك ياوطن
شجرة سقاها الاسلام السياسي
من يوقف نموّها؟
ثم يقتلع الجذر؟
من يجلب البلسم؟
من يطبب العلَّة؟
اذا كانت الذيّلية حرج
وجزء من التكوين
فكن ذيلاً لوطنك
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ويؤكد شاعرنا على ثورة تشرين وشهداءها والذين هم سارية علم العراق ففي مقطع آخر(وانت تتامل)
وانت تتامل
كنت تقول
استلّي لك خنجرآً
وحزِّي مجرى قلبك الخائن
تنحَّي ياآفة هذا الجسد العملاق
ستقتلني ياصديقي وانت غائب
انا لاارغب العيش بعدك
فها انت تختار طريق صديقك
حملوك مثلما حملوه
وستزيَن بالعلم شهيداً
وترافقه التراب
انها الحرية التي اختارها كل منكم
ميتة الشرف والكبرياء
ليست كميتة سرير الاستطباب
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الاستاذ محمد لقمان الخواجة لايتوانى ابدا في قصائده من اجل التطَلع والغد الافضل وهو يخاطب القاتل والمقتول وهما جزء لايتجزأ في تركيبة الشعب العراقي الجريح
يصوّر لنا بهذه الكلمات غاضبا متهكما من الواقع المر وهي صراحته بان يكون هذا النسيج العراقي المتكامل واحد بكل معنى الكلمة ففي مقطع آخر (وطن القاتل انت)؟ يعبر بنا الى مساحات واسعة
من الوجد والحب الكبير الى الوطن الواحد ليقول،
وطن القاتل انت؟
ام وطن المقتول؟
كيف اناسل شتلات الورد بسلميتي؟
كيف اعيدك بها؟
يااصحاب العقول من غيري؟
انا في جنّة سحر السلمية
من يرجع لي رشدي
من يرجع لي صديقي، او وطني؟
او ياخذني عنده فأكون مثل صديقي
اللهم اني اريح_واستريح
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وفي مقطع آخر من(الوطن يريد ابناء بررة)
يعرّج على حب الوطن وخيمته المستدامة بكل كلماته وتطلعاته بهذه الكلمات يريد ان يرجع حقوق الشهداء الذين ذهبوا من اجل الوطن
، وهو يناشد الغيرة العراقية بان يكون لهذا الوطن ابناء بررة يحملون همه اليومي وواقعه الصعب المعاش، ليقول،
من الواضح ان بيضة التجهيل
تصنع من فراخها قردة
او قردة اذناب
القرد يقلّد مثل ان يستثمر عقله
الوطن يريد ابناء بررة
ولنا ان نحطّم النصب المعنوي
الذي يشيّده مابعد هذه المجريات
لسكن ابراهيم ذريته
بوادٍ ذي زرع عند نهرين خالدين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(العلَّة والبلسم) يستحق القراءة والمطالعة فهو صورة حيّة عن عراقنا الجريح ورغم انه يحتوي
على قصائد ومقاطع كثيرة سوف نكون عندها لاحقاً بعد هذه الدراسة
ونحن نعرف حدود امكانيات النشر ولا نريد ان نعبرها ، وهنا نقول لاديبنا المبدع الاستاذ محمد لقمان الخواجة جميل ان تكون لسان حال
المجتمع بكل اطيافه ومكوناته، فالعراق واحد ونحن نحبه ابدا بكل شوق ووجد وعاطفة مشبوبة
0 تعليقات