بتاريخ 24/7/2021 توفى ابننا الشاب العراقي (سيف فصال ريكان) لاعب كرة القدم عن عمر22 عاماً، في حادث غرق مؤسف في بحيرة (Björklingebadet) بشمال اوبسالا بالسويد، خلت هذه البحيرة من أية علامات تحذيرية أو أدوات سلامة عامة وإنقاذ، ولو توفرت لكان الأمر مختلف.
عانى ابننا "سيف" قبل وفاته من انتظار طويل حمل من الصبر والتعب الكثير الذي استنزف حياته وطموحاته الرياضية وحقه بالتعليم والحياة الحرة الكريمة. انتظار مؤلم كان بسبب المماطلة والتسويف بملف لجوئه من قبل منظمة الهجرة الدولية بالسويد التي استغلت عامل الوقت أبشع استغلال معه، ولأكثر من ثلاثة سنوات قضاها متنقلاً بأقصى شمال السويد ذو البرد القارص والثلوج الدائمة وصعوبة الحياة وشدتها، استجابة لقراراتها.
ان ابننا "سيف" رغم معاناته مع منظمة الهجرة الدولية بالسويد لكنه حرص أن يكون صادقاً معها للحصول على حقه الإنساني، لأنه واثق من ملف لجوئه وما يحتويه من الوثائق والصور كدلائل لا تقبل الشك لدى المنصفين والمهنيين، التي كانت توثق وتؤكد ان حياته مهددة بالخطر في العراق وفي غيره، خاصة وأنه ابن الشهيد محافظ الانبار الأسبق الذي هزم تنظيم القاعدة الإرهابي عام 2006-2007 وأسس ثورة العشائر ضد القاعدة وأرسى الامن والاستقرار، واستهدفه الإرهاب المهزوم بتفجير انتحاري في فندق المنصور ميليا في بغداد بتاريخ 25/6/2007 انتقاماً منه، ليكمل بعد ذلك داعش عام 2016 هذا الانتقام باقتراف مجازر بحق شباب عشيرة "سيف" عشيرة البونمر. ورغم ذلك كله وغيره لم تتعامل منظمة الهجرة الدولية بالسويد مع هذه البراهين والأدلة بشكل واقعي ومهني، وانتهجت عنصرية مقيتة بالتعامل مع ملف لجوء ابننا "سيف"، بعيدا عن مبادئ القانون الدولي الإنساني، ومتطلبات اللجوء والمخاطر والتهديدات التي تنتظره بشكل خاص، ويؤسفنا القول أن المنظمة أكملت انتقام الإرهاب منا ومن ابننا، بل وخرجت عن قواعد ميثاقها الانساني؛ بحق شباب كُثر صادقين معها ومنهم "سيف"؛ بحثوا عن حقوقهم وطموحاتهم بعيداً عن الخطر وأنهتها هذه المنظمة بقرارات جائرة.
ان منظمة الهجرة الدولية بالسويد، عمدت على وضع هؤلاء الشباب ومنهم "سيف" في أماكن اشبه ما تكون بأماكن نفي واحتجاز بعيدة، تتحكم بقرارات ملفات لجوئهم عقليات أمنية عنصرية، لاتدرك تماماً الحقائق والوقائع والشخصيات في البلدان القادم منها اللاجئ، واطلقت العنان للحكم وفق أمزجة وروئ- تجهل الواقع، ولا تفكر بمصلحة بلدانها، او اختيار المعايير الإنسانية السليمة للنوع الصالح، والصادق، ليكون جزء من مجتمعاتها، وحقيقة وجود قضية إنسانية، وان الدليل على مخرجات هذه العقليات هو تزايد الجريمة وعدم الاستقرار الجنائي بالسويد.
اننا في الوقت الذي نبين فيه للعالم ممارسة منظمة الهجرة الدولية بالسويد وتداعيات عملها، ونتائج ما حل بنا شخصياً كعائلة من مأساة، فاننا نحمل حكومة السويد مسؤولية ممارسات هذه المنظمة العاملة على أراضيها، وانتهاكها لمعايير حقوق الإنسان بطريقة ما، تجاه فئة من شباب مسكين ومنهم فقيدنا "سيف"، في نهج سيجلب للسويد مجتمعات غير مستقرة وعداء.
ان اعتماد المعايير الإنسانية أمر لابد منه مع ضرورة مراجعة وتقييم عمل منظمة الهجرة الدولية بالسويد من قبل الجهات السويدية المختصة، فسيكون له الأثر الإيجابي، وسيكشف ممارسات عنصرية وغايات مزاجية ضالة غير صحيحة توحي الى حالة من الجهل أو التعمد لحرف الحقائق بسبب الكراهية.
ان ابننا المتوفى "سيف" كان ضحية تلك الممارسات وسببت له خيبة الامل والإحباط، بعد رفض طلب لجوئه بحجج خاطئة لم تستند الى ما هو منطقي وصحيح، وكانت تثير الاستغراب لدى اهل القانون والعدالة، في ظل ما يمتلكه من أدلة وبراهين دامغة رغم انتظاره الطويل لحسم ملفه الذي انتهى بفقدان حياته، وترك مأساة أبدية لعائلته، وقبل ذلك كله وءدت المنظمة أحلامه الكروية بالانضمام الى اندية كرة القدم بالسويد التي كانت ترجو أن يكون لاعباً فيها لمهاراته، بعد محاولات تلك الأندية لمساعدته بالطلب من المنظمة منحه اللجوء ولكن المنظمة كانت ترفض الاستجابة ومثلت له عائق دائم، بل وكانت تغيّر موقعه الجغرافي وسكنه بعيداً جداً عن أي نادي يرتاده، وكذا الحال كان مع حقه باكمال تعليمه في بلاد احبها كثيرا وهي السويد.
اننا ندين عمل منظمة الهجرة الدولية وتعاملها مع ملف طلب لجوء ابننا المتوفى "سيف" على ارض السويد وكل ما تعرض له على يد هذه المنظمة، ونحملها المسؤولية، وندين كذلك قرارات الذين مثلوا حكومة السويد بالمنظمة ولم ينصفوا ابننا، واننا سنطرق أبواب المنظمات وحكومة السويد وحكومات العالم الرشيدة لفضح هذه الممارسات.
0 تعليقات