بلا شك يعتبر (أيمن الظواهري) أحد أخطر قادة الإرهاب في العالم ومن أهم فقهاء الجماعات والتنظيمات والفصائل المتطرفة وتحديدا تنظيم القاعدة وأبرز شيوخها الذين كانت لهم كتابات ومؤلفات بهذا الصدد، تلك الكتابات التي لم تكتفي بالتعامل مع سيكولوجية المجتمع والتعامل مع مزاجه العام، فقد ذهب الظواهري وغيره من منظري الإرهاب العالمي أو ما يسمى (بالجهاد العالمي أو الكوكبي) إلى أبعد من ذلك بتوظيفه سياسيا، وأصبحت كفن الدراما لينقل المسرح من تلك الخشبة الى أرض الواقع فتتسع مساحة كتابة السيناريوهات لتشمل أغلب جوانب حياة البشر. هذا ما يحصل في استراتيجيات عصر الإرهاب الذي تعيشه الإنسانية حاليا، لاسيما أن كتابات الظواهري وغيرها من الكتابات التي نظرت للإرهاب والعنف قد تجاوزت حدود الممارسة الفردية لتعبر عن طبيعتها في عقيدة تشتمل على جملة أفكار شاذة عن الفطرة الإنسانية ومنطق الأشياء. فالخطر في هذه الحالة لا يقف عند حدود الفرد المفكر الذي تفرض حالته ظروف معينة تنتهي مع هلاكه أو سقوطه بسبب تصرفاته الشاذة واستهتاره بالقيم الانسانية. ان مثل هذا الخطر يستشري كالوباء الذي ينشط متى وجد البيئة المناسبة لانتشاره خاصة بين الاوساط الجاهلة بالحياة والتي لا تُطيق التعاطي مع متطلبات التقدم الحضاري أو المدمنة على تحجرها الكهنوتي الوثني. من هنا استُغلت عقول آلاف الشباب المسلم في العالم وتغيرت كل توجهاتهم الاجتماعية والفكرية التي تحولت إلى العنف المسلح، وكذلك التشكيك بعلماء الإسلام على أنهم علماء سلطة وإلصاق التُّهم بهم.
وقبل أن أتطرق لكتاب (فرسان تحت راية النبي: الجزء الأول) الذي يُعد من أهم وأخطر مؤلفات الظواهري، لاسيما اقتبست جزء من عنوان الكتاب وذلك للضرورة، لا بد أن أذكر بعض الحقائق التي قد تكون خافية على العامة وهي:
1. تشكلت القاعدة عام 1988 من قدامى المحاربين في الحرب الأفغانية السوفيتية بهدف تصدير النصر الذي حقّقه الإسلاميون على الشيوعيين إلى مسارح أخرى للصراع في أنحاء العالم. كان يترأس التنظيم (عبد الله عزام) ونائبه (أسامة بن لادن)، وقد سميت بالقاعدة استنادا إلى قاعدة بيانات تجنيد المقاتلين من الدول الإسلامية.
2. يعتبر (عبد الله عزام) المُنظر الأول لتنظيم القاعدة والأب الروحي للتنظيم، وفي هذا الصدد يقول عزام" إن الثورة الأفغانية جهاد إسلامي يقوم به شعب مسلم صادق، ويقود الجهاد أناس عقيدتهم واضحة لا يكرهون الصحابة، ولا ينكرون الأحاديث، وفرض علينا أن نساعدهم، وأن نقف بجانبهم لتأدية الفريضة وتقديم الواجب". (من كتاب آيات الرحمن في جهاد الأفغان ص37، عبد الله عزام). وبعد مقتل عزام عام 1989 تولى بن لادن القيادة الكاملة للتنظيم، وبين عامي 1991-1996 اتخذت القاعدة مقرًّا لها في السودان حيث كانت تتمتع بعلاقات ودية مع الجبهة القومية الإسلامية الحاكمة، ومن ثم انتقلت إلى أفغانستان في عام 1996 حيث تحالفت القاعدة مع طالبان.
3. يمثل أيمن الظواهري الأب الفكري لأسامة بن لادن، حيث كان الظواهري فعًّالاً جدًّا في التأثير على بن لادن والتنظيم باعتماد وسائل أشد عنفاً. لاسيما أن أيديولوجية أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة يُعبّران عن الفكر السلفيّ الجهاديّ وقد ارتبطا بفكر أيمن الظواهري، وبالرغم من أن الرجلين لم يوحّدا قواتهما رسميًّا تحت راية القاعدة إلا في العام 1998.
4. تُمثل الوهابيّة والقطبية جوهر الفلسفة العقائديّة لتنظيم القاعدة إذ كان لهذين التوجهين أثرٌ بالغ في فكر زعماء التنظيم. وﻳﺴﺘﻨﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻘﺎﺋﺪﻳًّﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺴﻠﻔﻲّ. وﺑﺤﺴﺐ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ أيّ ﻣﺴﻠﻢ المشاركةُ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎد ﻻﺳﺘﻌﺎدة مركز اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻖ به. وﻳﺴﺘﻬﺪف التنظيم في صراعه (اﻟﻜﻔﺎر) كما يُطلق عليهم من قبل القاعدة، إضافة إلى أنّ فكرة الجهاد العالمي ونشر الدين الإسلامي، وإقامة نظام الخلافة الإسلامية، أي السلطة القائمة على الشريعة الإسلامية وفرضها على جميع الدول العربية والإسلامية تُعدُ من أهم الأهداف التي كان يتطلع إليها زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبُه أيمن الظواهري.
5. على ما تقدم، هناك حقيقة تستوجب أن لا نغفل عنها تُفيد بأن التطور النوعي للأسلحة الحربية خصوصا ما يتعلق بالدمار الشامل أنتج معه فضيلة ابتعاد الدول الكبرى عن الحرب المباشرة بين جيوشها، هذا التطور مع سباق التسلح قد أجبر الدول أن تعوضه بحروب الوكالة من خلال تجنيد الجماعات وتأسيس أحزاب ومنظمات مسلحة تؤدي وظائف تعجز الجيوش الفتاكة المتقدمة أن تحققها، ذلك ما بادرت اليه الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة الاتحاد السوفيتي من خلال دعم الجهاد الإسلامي الأفغاني وتأسيس منظمة القاعدة، بلا شك ان هذا التوظيف لم يكن احتكار لصالح السياسة الامريكية بعد أن ثبتت فاعليته وقوة تأثيره في مواجهة الجيوش النظامية أو توظيفه في عمليات الإرهاب والتخريب أو التفكيك الاجتماعي وإشاعة الفوضى، لقد باتت أهمية هذا العامل محط اهتمام غالبية اجهزة مخابرات الدول الاستعمارية أو مشاريع التمدد السياسي الأيديولوجية.
كتاب (فرسان تحت راية النبي):
يعترف الظواهري صراحة في كتابه (فرسان تحت راية النبي ص85ص86) أنه في مطلع التسعينات قامت جماعة الجهاد بالهجوم على موكب رئيس الوزراء المصري (عاطف صـدق) بسيارة ملغومة، ولكن رئيس الوزراء نجا من الهجوم بخروج سيارته من دائرة الانفجار بأجزاء من الثانية بعد أن أصابتها شظايا الانفجار. وقد نتج عن الهجوم المذكور مقتل طفلة تدعى (شيماء) كانت تلميذة في مدرسة مجـاورة، وكانت تقف قريباً من موقع الحادث. ويقول الظواهري "كان إ خواننا المنفذون للهجوم عند استطلاعهم لموقع تنفيذ الهجوم قد وجـدوا مدرسـة تحـت الإنشاء فظنوها خالية من التلاميذ، ولكن تبين فيما بعد أن الجزء الخارجي مـن المدرسـة فقط هو الذي كان تحت التجديد، أما بقية المدرسة فكانت تعمل. وقد آلمنا مقتل هذه الطفلة البريئة دون قصد. ولكن ما حيلتنا ولا بد لنـا مـن جهـاد الحكومة المحاربة لشرع االله والموالية لأعدائه"!!!
ويؤكد الظواهري عن قوله في قتل الطفلة شيماء إنه يتأسف لمقتل هذه الطفلة (ولكن الجهاد لا يجب أن يتوقف) بمعنى قتل الأبرياء جائز لحاجـة الجهاد أو ضرورته بحسب رأيه. وفيما يتعلق بالآثار المترتبة على إ صابة المسلمين الأبرياء دون قصد بواجب أداء الدية إلى أولياء القتيل. لذا فإن منطق الإرهابيون أمثال الظواهري يبرر سقوط ضحايا من الأبرياء في العمليات التي تسمى (بالجهادية ضد النظام) أنها حالة طبيعية.
إذن فهي إشكالية كبرى في نهج الظواهري لأنه أولا، لا يحتكم إلى الشرع وأن احتكم سيكون باسم الانتصار له تحت ذريعة واجهة الدفاع عن الشرع، وثانياً، فقد تحول رأي التنظيم إلى قضية لا يجوز الجدال فيها من وجهة نظرهم بعد أن أباح التنظيم لنفسه حمل السلاح والاعتداء على كل مَن يخالف منهجهم وسياستهم الإرهابية، وهذا العدوان قد يكون بسفك دماء الأبرياء واستباحة المال، أو بالاتهامات والافتراء والكذب، بالإضافة إلى استخدامهم أسلوب تخوين الآخرين والكلام الثوريّ المضخم.
وتأسيساً لذلك فقد عمل تنظيم القاعدة على محاربة المرتدين من وجهة نظره، وكذلك قتل المسلمين وغير المسلمين وذبحهم، وبهذه الأعمال الإرهابيّة كان للقاعدة الأثر الكبير والمباشر في إضعاف المسلمين وإشغالهم بصراعات ومشاكل تزيد من فرقتهم، بعد أن اتبع التنظيم نهجه المتشدد وفكره التكفيريّ المبتدع الذي يخالف الشريعة والدين الإسلامي وسُنة النبي الكريم.
وقبل أن أتطرق لكتاب (فرسان تحت راية النبي: الجزء الأول) الذي يُعد من أهم وأخطر مؤلفات الظواهري، لاسيما اقتبست جزء من عنوان الكتاب وذلك للضرورة، لا بد أن أذكر بعض الحقائق التي قد تكون خافية على العامة وهي:
1. تشكلت القاعدة عام 1988 من قدامى المحاربين في الحرب الأفغانية السوفيتية بهدف تصدير النصر الذي حقّقه الإسلاميون على الشيوعيين إلى مسارح أخرى للصراع في أنحاء العالم. كان يترأس التنظيم (عبد الله عزام) ونائبه (أسامة بن لادن)، وقد سميت بالقاعدة استنادا إلى قاعدة بيانات تجنيد المقاتلين من الدول الإسلامية.
2. يعتبر (عبد الله عزام) المُنظر الأول لتنظيم القاعدة والأب الروحي للتنظيم، وفي هذا الصدد يقول عزام" إن الثورة الأفغانية جهاد إسلامي يقوم به شعب مسلم صادق، ويقود الجهاد أناس عقيدتهم واضحة لا يكرهون الصحابة، ولا ينكرون الأحاديث، وفرض علينا أن نساعدهم، وأن نقف بجانبهم لتأدية الفريضة وتقديم الواجب". (من كتاب آيات الرحمن في جهاد الأفغان ص37، عبد الله عزام). وبعد مقتل عزام عام 1989 تولى بن لادن القيادة الكاملة للتنظيم، وبين عامي 1991-1996 اتخذت القاعدة مقرًّا لها في السودان حيث كانت تتمتع بعلاقات ودية مع الجبهة القومية الإسلامية الحاكمة، ومن ثم انتقلت إلى أفغانستان في عام 1996 حيث تحالفت القاعدة مع طالبان.
3. يمثل أيمن الظواهري الأب الفكري لأسامة بن لادن، حيث كان الظواهري فعًّالاً جدًّا في التأثير على بن لادن والتنظيم باعتماد وسائل أشد عنفاً. لاسيما أن أيديولوجية أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة يُعبّران عن الفكر السلفيّ الجهاديّ وقد ارتبطا بفكر أيمن الظواهري، وبالرغم من أن الرجلين لم يوحّدا قواتهما رسميًّا تحت راية القاعدة إلا في العام 1998.
4. تُمثل الوهابيّة والقطبية جوهر الفلسفة العقائديّة لتنظيم القاعدة إذ كان لهذين التوجهين أثرٌ بالغ في فكر زعماء التنظيم. وﻳﺴﺘﻨﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻘﺎﺋﺪﻳًّﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺴﻠﻔﻲّ. وﺑﺤﺴﺐ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ أيّ ﻣﺴﻠﻢ المشاركةُ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎد ﻻﺳﺘﻌﺎدة مركز اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻖ به. وﻳﺴﺘﻬﺪف التنظيم في صراعه (اﻟﻜﻔﺎر) كما يُطلق عليهم من قبل القاعدة، إضافة إلى أنّ فكرة الجهاد العالمي ونشر الدين الإسلامي، وإقامة نظام الخلافة الإسلامية، أي السلطة القائمة على الشريعة الإسلامية وفرضها على جميع الدول العربية والإسلامية تُعدُ من أهم الأهداف التي كان يتطلع إليها زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبُه أيمن الظواهري.
5. على ما تقدم، هناك حقيقة تستوجب أن لا نغفل عنها تُفيد بأن التطور النوعي للأسلحة الحربية خصوصا ما يتعلق بالدمار الشامل أنتج معه فضيلة ابتعاد الدول الكبرى عن الحرب المباشرة بين جيوشها، هذا التطور مع سباق التسلح قد أجبر الدول أن تعوضه بحروب الوكالة من خلال تجنيد الجماعات وتأسيس أحزاب ومنظمات مسلحة تؤدي وظائف تعجز الجيوش الفتاكة المتقدمة أن تحققها، ذلك ما بادرت اليه الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة الاتحاد السوفيتي من خلال دعم الجهاد الإسلامي الأفغاني وتأسيس منظمة القاعدة، بلا شك ان هذا التوظيف لم يكن احتكار لصالح السياسة الامريكية بعد أن ثبتت فاعليته وقوة تأثيره في مواجهة الجيوش النظامية أو توظيفه في عمليات الإرهاب والتخريب أو التفكيك الاجتماعي وإشاعة الفوضى، لقد باتت أهمية هذا العامل محط اهتمام غالبية اجهزة مخابرات الدول الاستعمارية أو مشاريع التمدد السياسي الأيديولوجية.
كتاب (فرسان تحت راية النبي):
يعترف الظواهري صراحة في كتابه (فرسان تحت راية النبي ص85ص86) أنه في مطلع التسعينات قامت جماعة الجهاد بالهجوم على موكب رئيس الوزراء المصري (عاطف صـدق) بسيارة ملغومة، ولكن رئيس الوزراء نجا من الهجوم بخروج سيارته من دائرة الانفجار بأجزاء من الثانية بعد أن أصابتها شظايا الانفجار. وقد نتج عن الهجوم المذكور مقتل طفلة تدعى (شيماء) كانت تلميذة في مدرسة مجـاورة، وكانت تقف قريباً من موقع الحادث. ويقول الظواهري "كان إ خواننا المنفذون للهجوم عند استطلاعهم لموقع تنفيذ الهجوم قد وجـدوا مدرسـة تحـت الإنشاء فظنوها خالية من التلاميذ، ولكن تبين فيما بعد أن الجزء الخارجي مـن المدرسـة فقط هو الذي كان تحت التجديد، أما بقية المدرسة فكانت تعمل. وقد آلمنا مقتل هذه الطفلة البريئة دون قصد. ولكن ما حيلتنا ولا بد لنـا مـن جهـاد الحكومة المحاربة لشرع االله والموالية لأعدائه"!!!
ويؤكد الظواهري عن قوله في قتل الطفلة شيماء إنه يتأسف لمقتل هذه الطفلة (ولكن الجهاد لا يجب أن يتوقف) بمعنى قتل الأبرياء جائز لحاجـة الجهاد أو ضرورته بحسب رأيه. وفيما يتعلق بالآثار المترتبة على إ صابة المسلمين الأبرياء دون قصد بواجب أداء الدية إلى أولياء القتيل. لذا فإن منطق الإرهابيون أمثال الظواهري يبرر سقوط ضحايا من الأبرياء في العمليات التي تسمى (بالجهادية ضد النظام) أنها حالة طبيعية.
إذن فهي إشكالية كبرى في نهج الظواهري لأنه أولا، لا يحتكم إلى الشرع وأن احتكم سيكون باسم الانتصار له تحت ذريعة واجهة الدفاع عن الشرع، وثانياً، فقد تحول رأي التنظيم إلى قضية لا يجوز الجدال فيها من وجهة نظرهم بعد أن أباح التنظيم لنفسه حمل السلاح والاعتداء على كل مَن يخالف منهجهم وسياستهم الإرهابية، وهذا العدوان قد يكون بسفك دماء الأبرياء واستباحة المال، أو بالاتهامات والافتراء والكذب، بالإضافة إلى استخدامهم أسلوب تخوين الآخرين والكلام الثوريّ المضخم.
وتأسيساً لذلك فقد عمل تنظيم القاعدة على محاربة المرتدين من وجهة نظره، وكذلك قتل المسلمين وغير المسلمين وذبحهم، وبهذه الأعمال الإرهابيّة كان للقاعدة الأثر الكبير والمباشر في إضعاف المسلمين وإشغالهم بصراعات ومشاكل تزيد من فرقتهم، بعد أن اتبع التنظيم نهجه المتشدد وفكره التكفيريّ المبتدع الذي يخالف الشريعة والدين الإسلامي وسُنة النبي الكريم.
0 تعليقات